فيتو أمريكي في مجلس الأمن يمنع إدانة الكيان الصهيوني
المسيرة | فلسطين المحتلة
أفشلت الولايات المتحدة الأمريكية جهودَ مجلس الأمن لإدانة الكيان الصهيوني على خلفية قتل وإصابَة المئات من الفلسطينيين في مسيرة العودة التي انطلقت عصر يوم الجمعة الماضية.
وكانت دولةُ الكويت دعت لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن؛ لبحث الوضع على الحدود بين قطاع غزة والكيان الصهيوني، عقب تلك المسيرات، لكن الجلسة انتهت بدون أن يتمكن أعضاء المجلس من الاتفاق على بيان مشترك، حيث اكتفوا بالتعبير عن قلقهم، في فصل آخر من فصول مسرحية التواطؤ الدولي مع الكيان الصهيوني ضد القضية الفلسطينية.
وأبدى مندوب الولايات المتحدة في مجلس الأمن اعتراضَه على مشروع البيان لتضمنه عبارة إدانة القوات الإسرائيلية باستخدام القوة وقتل المتظاهرين، ما أدّى لتعديل نص البيان الذي اكتفى بالتعبير عن قلقه مما يحدث.
و قالت الرئاسة الفلسطينية: إن الاعتراضات الأمريكية في مجلس الأمن الدولي، على مشروع بيان لإدانة مجزرة غزة، تشكّل غطاءً لإسرائيل لاستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني، وتشجعها على تحدّي قرارات الشرعية الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال.
خرج آلافُ الفلسطينيين، أمس السبت، في مواكب تشييع لجثامين الشهداء الذين ارتقوا خلال مشاركتهم في مسيرات “العودة الكبرى” التي شهدها قطاع غزة أمس الأول؛ إحياءً للذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض، فيما اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين مقاومين وقوات الاحتلال في عدة مناطق بالضفة المحتلة.
وزفت كتائب القسام –الجناح العسكري لحركة حماس – ضمن مواكب التشييع، خمسة من شهداءها، وقالت الكتائب في بيان: إن دماء الشهداء لن تذهب هدراً وأن الاحتلال سيدفع ثمنها في الوقت والمكان والكيفية التي تقررها المقاومة الفلسطينية.
كما تم تشييع عدد آخرين من الشهداء، في مناطق متفرقة من القطاع، في مواكب خرج فيها الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، مرددين هتافات منددة بوحشية الاحتلال وهمجيته، وداعمة لمسيرات العودة.
وجرى ذلك وسط حالة من الإضراب الشامل، والحداد العام، في جميع المرافق الحكومية والمدنية في قطاع غزة، أكراماً لأرواح الشهداء وتضحيات الجرحى الذين سقطوا برصاص قوات الاحتلال خلال مسيرات العودة الكبرى.
وأفادت مصادر فلسطينية أن سلطات الاحتلال ما زالت تحتجز جثماني شهيدين فلسطينيين، ارتقيا خلال مشاركتهما في مسيرات العودة قرب السلك الفاصل شرق قرية جحر الديك، وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من الوصول إلى الشهيدين، وتركتهما ينزفان، قبل أن تأخذ جثمانيهما.
وعلى خلفية ذلك، دعت عددٌ من القوى الفلسطينية إلى إشعال كافة خطوط التماس مع قوات الاحتلال، ثأراً وانتقاماً لأرواح شهداء العودة، كما تضمنت الدعوات الخروج بمظاهرات ووقفات احتجاجية.
وكان 16 شهيداً وقرابة 1500 جريح، سقطوا نيران قوات الاحتلال الصهيوني، خلال ساعات يوم أمس الأول الجمعة، جراء قمع قوات الاحتلال لمسيرات “العودة الكبرى” التي خرج فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين، في قطاع غزة، واقتحموا خلالها السياجَ الحدودي الفاصل للقطاع، وذلك ضمن الفعاليات الشعبية التي خرج فيها مئات الآلاف في مختلف الأراضي الفلسطينية إحياءً لذكرى “يوم الأرض”.
إلى ذلك، اندلعت أمس مواجهاتٌ بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال في عدد من المناطق بالضفة المحتلة، وأفادت مصادر فلسطينية أن المواجهاتِ دارت في خمس نقاط تماس، على المدخل الشمالي لمدينة البيرة قرب مستوطنة بيت ايل، وفي منطقة “باب الزاوية” وسط مدينة الخليل، وعند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، وفي بلدة العيزرية، وفي بلدة قصرة قضاء نابلس.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابَة شاب فلسطيني بالرصاص الحي في الساق، خلال المواجهات التي اندلعت في بلدة قصرة، جنوب نابلس، فيما أفادت مصادر محلية أن شابين أصيبا، خلال المواجهات مع قوات الاحتلال الصهيوني في ميدان باب الزاوية.
وأشارت المصادر إلى أن المواجهات في ميدان باب الزاوية تطورت بعد إلقاء شبان فلسطينيين قنبلة مولوتوف باتجاه البرج العسكري على مدخل شارع الشهداء مما أدّى لاشتعال جزء منه، فقام عدد كبير من جنود الاحتلال بملاحقة الشبان في المنطقة، وأطلقوا عليهم الرصاص الحي.
وأصيب شبان آخرون بحالات اختناق خلال المواجهات التي اندلعت مع قوات الاحتلال في نقاط تماس أخرى بالضفة الغربية، حيث تعمد جيش الاحتلال إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع صوبهم، وصوب المنازل المجاورة.