بين السلام اليمني والسلام الأمريكي: أين الأمن ولمن؟
علي المحطوري
صاروخٌ باليستي يستهدفُ معسكرَ الحرس الوطني السعودي بنجران.. تطوُّرٌ عسكري يأتي ترسيخاً لمسار دشنته القوة الصاروخية عشية العام الرابع بدفعة من الصواريخ طالت مطارات المملكة محدثة هزة سياسية إقليمية ودولية.
تلاها بثلاثة أيام صاروخ بدر1 على شركة أرامكو في جيزان.
في الحسابات السياسية ليس تصاعد القصف الصاروخي اليمني في هذه المرحلة أمرا اعتباطيا، خصوصاً مع تواجد بن سلمان في أمريكا مضافاً إليه سيل من المواقف المنددة الصادرة عن دول الإقليم والعالم تضامنا مع المملكة، آخرها بيان صادر عن البيت الأبيض اعتبر القصف اليمني لا يخدم عملية السلام..
يرد اليمنيون بأن الحديث عن عملية السلام يحضر أمريكيا ودوليا حينما يتعلق الأمر بأمن المملكة، بينما آلاف الغارات على المدنيين وارتكاب عشرات المجازر والجرائم بالسلاح الأمريكي، إضافة إلى الحصار الخانق لشعب يربو على الخمسة والعشرين مليون نسمة وحرمان الكادر الوظيفي من المرتبات لعام ونصف كل ذلك يغيبُ عن بال المجتمع الدولي ولا تلقى معاناة اليمنيين اهتماما دوليا جادا.
وبين ما أفرزته المواجهة من مواقف إقليمية ودولية تصب في غالبيتها العظمى لمصلحة طرف هو في الأساس في موقع العدوان ويفترض أن توجه إليه الإدانات، يؤكد اليمنيون أنهم غير معنيين إلا بأمنهم وأمن بلادهم، وأن أي تفسيرات أخرى لمسألة الأمن لا تأخذ في الاعتبار أمن اليمن واستقرار شعبه لن يكتب لها النجاح، وأن السلام الأمريكي المرسل سعودياً على طائرات الإف ستة عشر مردود عليه يمنياً بسلام صاروخي يبعث مع بركان وبدر1 ومنظومات أخرى تنتظر التفعيل.