الرئيس الصمّاد القائد الأعلى للقوات المسلحة في تخرج عدد من قيادات وضباط الأمن المركزي: سنشهد في المستقبل القريب تخرّج الآلاف من أفراد الأمن المركزي
المسيرة: خاص
أكّد الرئيسُ صالح الصمّاد، أمس الاثنين، أنَّ المؤسَّسةَ الأمنيةَ استطاعت العودةَ للواجهة، وزادت على ذلك تطورات غير مسبوقة من حيث الإعداد والتنظيم، خصوصاً قوات الأمن المركزي التي توّجت عودتها بأكبر دفعات التخرج في الساحل الغربي والعاصمة صنعاء، وأظهرت قدراتِها الجديدةَ من خلال توليها تنظيم الفعالية الأكبر في المنطقة في ميدان السبعين في ذكرى مرور ثلاثة أعوام من الصمود، التي شهدت تنظيماً نوعياً من الناحية الأمنية التي عكست تطور المؤسسة الأمنية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها في فعالية تخرج قادة وضباط الأمن المركزي، أكّد خلالها أن “المؤسسة الأمنية الرائدةَ بدأت تأتي ثمارها بشكل كبير جداً في ظل هذه التعقيدات”، مشيراً إلى أن تلك المؤسسة تمثل “وجه الدولة وعندما يكون القائمون عليها بمستوى المسؤولية والتمثيل سينقلون خير نظرة إلى أبناء الشعب اليمني عن الدولة”.
وأشار الرئيس الصمّاد إلى أن “هذه المرحلة تتطلب منا جميعاً بذلَ أقصى الطاقات وأقصى الجهود”، لافتاً إلى أن الفترة الماضية شهدت تخرّج الآلاف من قوات الأمن المركزي وأن المستقبل سيشهد تخرّج الأضعاف منها ومن القادة والضباط الذين يحملون الروح المعنوية العالية.
مواجهة التصعيد
خلال كلمته، قدّم الرئيسُ الصمّاد عدةَ ملاحظات للقادة والضباط المتخرجين فيما يتعلق بطبيعة المرحلة، وقال “كما تعلمون أن المبعوث الدولي غادر قبل أيّام صنعاء، تزامن ذلك مع تصعيد عسكري لم يشهد له العدوان مثيلاً”، مشيراً إلى أن تصعيدَ العدوان ستواصل خلال الأيام القادمة وأن ذلك يحتاج إلى يقظة عالية.
وحذّر الرئيسُ من أن استمرار التصعيد العسكري من قبل العدوان بالتزامن مع كُلّ تحَـرّك للأمم المتحدة يؤكد أن تلك الجولات من قبل وفود الأمم المتحدة تهدف إلى “تخدير الشعب”.
وقال “نقدر لشخص المبعوث نفسه، لكن نحن بعد كُلّ زيارة لصنعاء من قبل مبعوثي الأمم المتحدة يحصل تصعيد في مختلف الجبهات، ما يؤكد أن هذه الزيارات هي لتخدير الشعب، لكي تحصل حالة استرخاء عن الشعب،؛ لأنَّ الصمود والتحشيد الشعبي يزعج العدوان ويفشل مخططاته التي يعد لها لأشهر وأحياناً لمدة عام”.
وأضاف أن التصعيد من قبل العدوان بالتزامن مع التحَـرّكات الأممية خلال الفترة الماضية لم يتوقف إلا بوقوف قوات الجيش والأمن بمواجهته وإفشال مخططاته”، مشيراً إلى “أننا في مرحلة يجب أن نشحذ الهمم في وجه هذا التصعيد الذي فتح مسارات جديدة في البيضاء وفي الساحل”.
وأوضح الرئيس الصمّاد أنه كلما شعر المجتمع الدولي بالحرج من المجازر التي يرتكبها العدوان يحاولون لفت الأنظارَ بالتحَـرّكات الأممية ليُسكِتوا الأصوات التي تدين تلك الجرائم وتسليط الضوء على وجود مفاوضات سياسية كي يتخلصوا من الحرج ويجعلوا الشعبَ وقوات الجيش والأمن يسترخون.
ولخّص الرئيس الصمّاد كيف يكون التعامل مع تحَـرّكات الأمم المتحدة بالقول “لا نعوّلُ على تلك التحَـرّكات ومتى ما أعلنوا وقف العدوان ورفع الحصار واعتذروا للشعب اليمني وقتها يمكن تصديقُ وجود جدية من المجتمع الدولي ما لم فكل ذلك نعتبره مجرد مراوغة”.
وأشار الرئيس إلى عدم جدية المجتمع الدولي من خلال البيان الهزيل الصادر عن مجلس الأمن حول اليمن مقارنةً بموقفه من إطلاق الصواريخ على العدو السعودي.
وقال: “ربما اطلعتم على البيان الذي صدر من مجلس الأمن في جلسة استثنائية وعملوا حالة استنفار؛ لأنَّ به صاروخ يمني وصل إلى الرياض، وكأنهم لا يرون آلاف الصواريخ الأمريكية والبريطانية التي تنهال الشعب اليمني معجونة بماء زمزم”.
صواريخ يمنية
في كلمته، تحدّث الرئيسُ الصمّاد عن محاولة المجتمع الدولي إرهاب اليمنيين في كُلّ مرة يُطلَقُ صاروخ رداً على العدوان، بتقديم عدة روايات منها أن الصواريخ إيرانية، مؤكداً أن الصواريخ صناعة يمنية بامتياز وأنه لو كان هناك دولة تجرؤ على بيع السلاح لليمن فمن حق الشعب اليمني أن يبحثَ عن السلاح.
وقال “إذا كانت روسيا أَوْ الصين أَوْ إيران أَوْ أي دولة ستبيع سلاح لليمن فنحن رحب بذلك وإنْ كانت ظروف اليمن الاقتصادية صعبة”، وأضاف “أي دولة ستجرؤ تبيع لنا السلاح فمرحباً بها، سنبحث عن السلاح رغم الوضع الصعب وإذا كانت هناك دولة تبيع لليمن السلاح بالدين فمرحباً بها أَوْ تمنحه لليمن مجاناً دون أن تمُسّ بالسيادة فمرحباً بها أيضاً”.
وأضاف أن الشعب اليمني لن يتأثر بمحاولة إرهابه بالحديث عن مصدر السلاح، مؤكداً أن الشعب لديه قدرات واستطاع تطوير السلاح الذي يمتلكه ويوصله للرياض واستطاع إنتاج صواريخ صناعة محلية بشكل كامل”.
وكشف الرئيسُ الصمّاد أن اليمن مكتفٍ بالذخيرة ذاتياً مما يصنّعه بنفسه، مشيراً إلى أن الشعبَ اليمني لو كان يعتمد على مخزون الدولة الاستراتيجي من الذخيرة لكانت قد نفدت في ظل أكبر حرب يتعرض لها.
كما كشف الرئيس الصمّاد لأول مرة أنه يتم شراء أسلحة وذخائر من مرتزقة العدوان في مأرب وفي المخاء، وقال “على العدوان أن يعرفَ أن المرتزِقة الذين يبيعون السلاحَ ليسوا حريصين على البقاء في الجبهة سواء في نهم لا يريدون دخول صنعاء بل الحصول على أموال العدوان أَوْ أسلحته التي يتم بيعها مقابل قيمة القات”.
وجدّد التأكيدَ أن الشعبَ اليمني لن يلتفتَ للتهويل الذي يمارسه العدوان حول صواريخ وأسلحة اليمن وقال “سنقصف اينما وصلت أيدينا وسندافع ونفتح مسارات جديدة وبإذن الله هذه الكوكبة من الضباط، أن يكونوا خلال الأسابيع القادمة، قد جمعوا آلاف الضباط والأفراد من منتسبي المؤسسة الأمنية الضاربة ليفتحوا أيضاً مساراتٍ أُخْرَى بمواجهة العدوان”.
السلام الإجباري
أكّد الرئيس الصمّاد خلال كلمته أمام ضباط وقادة الأمن المركزي، أن فتح مسارات لمواجهة العدوان والتنكيل به وبمرتزقته سيجبر العدوان على يطلب السلام. واستشهد الرئيس بقوله تعالى (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ) وأضاف “نحن الأعلون بقيمنا ومبادئنا ومظلوميتنا وعدالة قضيتنا وبشعبنا الذي قال عنه رسول الله (الإيْمَان يمان والحكمة يمانية)، مشيراً إلى أن على المرتزقة أن يخجلوا عندما يأتي السعودي والإماراتي فوق الدبابة يمسخوا عقيدتهم وهويتهم. وقال “الشعب اليمني عظيمٌ ولو أن للإمارات تأريخاً أن الرسول قال إن الإيْمَان إماراتي”.
جريمة تهز ضمير الإنسانية
وتطرق الرئيس الصمّاد لجريمة اغتصاب امرأة يمنية شريفة من قبل المحتلين في الخوخة يندى لها جبين التأريخ والإنسانية.
وقال مخاطباً ضباط وقادة الأمن المركزي “سمعتم ما حدث في الخوخة من جريمة يندى لها جبين التأريخ، أن يأتي السوداني والإماراتي المحتقر الذليل الهيّن ينتهك كرامة أبناء هذا الشعب وينتهك أعراضهم”.
وأشار إلى أن هذه الجرائمَ تتكرر في مناطق الاحتلال، وأن المرأة الضحية في الخوخة كانت شجاعةً وعزيزةً، ظهرت وتكلمت عما حدث لها، فيما هناك ضحايا آخرين يتعرضون للتهديد ولا يتمكنون من الكشف عن تعرضهم لمثل تلك الجرائم.
وأكّد الرئيس على مسؤولية الجميع من أبناء الشعب في التحَـرّك لمنع تلك الجرائم وانتهاك الأعراض، وقال “ليسمع كُلّ الشعب اليمني ما يتعرض له إخوانهم وأخواتهم في مناطق الاحتلال” وأضاف “هذه مسؤولية علينا جميعاً أمام الله وسيسألنا يوم القيامة إذا ما تحَـرّكنا ننقذهم ونرفع عنهم هذا الظلم”.
وأشار إلى أن من قبل بإذلال وإهانة المحتلين سيسلط الله عليهم أعداءهم لكنهم سيتحَـرّكون إذا رأوا الشعب اليمني يتحَـرّك من كُلّ بيت ومن كُلّ حارة لإنقاذهم.
انتظروا المستحيل
من جانب آخر، سخر الرئيسُ الصمّاد من تصريحات ولي العهد السعودي الذي قال إنه يراهنُ على انقسام الجبهة الداخلية لحسم المعركة، مشيراً إلى أن العدوانَ يصنع الكذبة حول وجود انقسامات ثم يصدّقها. وقال “الحمدُ لله أن أعدائنا مجانين بيكذبوا ويصدقوا كذبتهم لكن لينتظروا المستحيل؛ لأنَّ نفسياتهم مثل نفسيات بني إسرائيل”.
وقال مخاطباً قوى العدوان “إذا كنتم تنتظرون الانقسامات في الجبهة الداخلية فانتظروا المستحيلَ، فالجبهة الداخلية محصّنة بفضل الله وبوعي الشعب الذي وصل لمرحلة وعي لم يصلها أي شعب من الشعوب في مقدمتهم أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية”.
وعلّق الرئيسُ على زيارات بن سلمان لبريطانيا وأمريكا وقال “هو تحَـرّك عند دول الاستعمار، يوم في أمريكا ويوم في بريطانيا ودفع لهم المليارات واحنا بنتحَـرّك يوم في الأمن المركزي ويوم في الحرس الجمهوري ويوم في القبيلة اليمني”، وأضاف “هو يستعين بأمريكا واحنا نستعين بالله وبرجالنا”.
وفي ختام كلمته أكّد الرئيس الصمّاد أنه يجبُ أن يكون الجميع بمستوى المسؤولية لإحباط المؤامرات ولرفع الظلم عن الشعب اليمني وتحقيق النصر.