جريمة اغتصاب الخوخة تميز اليمنيين أنفسهم
يوسف الحاضري
وكأن حادثةُ الاغتصاب التي وقعت في الخوخة من قبل أحد جنود الاحتلال السوداني جاءت لتميز اليمنيين جميعاً أمام أنفسهم تمييزاً عظيماً في من يستحق النصر ممن لا يستحقه وفي من هو طيب ومن هو خبيث وفي من هو مؤمن ومن هو منافق، عبر مقياس (الشرف)، خَاصَّـةً وقد حصلت عمليات غربلة سابقة في مسألة الأكل والشرب وفي مسائل الحكم والسياسة وفي مسائل الجهاد والنفير والإنفاق وفي مسألة الولاء والبراء.
أجلس مع نفسك وخاطبها:
هل تشعر بغيظ وحنق، ثم افحص دمك الذي يجري في عروقك ويغذي قلبك وعقلك هل يفور ويغلي حتى درجة التبخير وهل أعصابك تقودك متمنية أنك ترى هذا السوداني المغتصب للفتاة وتأكله أكلاً وهو حيٌّ؛ انتقاماً لتلك العفة والشرف التي انتُهكت، بل وتنتقم من كُلّ من يبرر عمله ويسكت عن عمله ويرضى عن عمله؟..
أم أن الأمر عندك طبيعي بل أدنى من الطبيعي وليس ضمن أولوياتك، بل ليس حتى ضمن اهتماماتك، وربما البحث عن أسطوانة غاز تجعلك مستثاراً وحانقاً وساخطاً أكثر من انتهاك عرض لك في الخوخة وقد تتكلم مرجفاً منافقاً في الباصات عن الأكل والشرب، ولا تذكر مجرد ذكر مسألة الشرف والعزة والكرامة؟!.
هل ما زلت محايداً أيها المحايد وانت ترى عرضك ينتهك على ايدي غزاة محتلين أدخلهم أبناء وطنك ممن يطلق عليهم (عفاشيون) بل ويقاتلون صفاً صفاً وجنباً إلى جنب مع ذلك الذي اغتصبها يحمي بعضهم بعضاً!!
هل ما زلت تتعلق بخرافة وقاذورة صهيوماسونية اسمها (مسلم يقتل مسلماً) بعد هذه الحادثة؟؟!
وماذا تنتظر من الله أَيْـضاً أن يعطيَك من براهينَ ودلائلَ على سخف وتفاهة منزلتك وموقفك هذا الذي مر عليه 3 أعوام وانت ما زلت تردده؟؟!
كن مؤمناً عزيزاً كريماً شريفاً، وكن صاحب موقف تجاه ما حصل ويحصل في اليمن عبر امتلاكك لنفسك ولقرار نفسك بعيداً عن التبعية العمياء لهؤلاء الذين هم المغتصبون حقاً للعرض وليس السوداني….
تحَـرّكْ.. تكلمْ.. أرفضْ.. ندّدْ.. حرّك المجتمعَ من حولك.. اغرِسْ فيهم العزة والشرف والكرامة قبل أن تسقُطَ فيما سقط فيه عفاش وأبناؤه وأتباعه في زمرة الدياثة الحقيرة التي لم تكتفِ بإدخال المحتل للأرض؛ لينتهك العرض في الخوخة بل تعداها؛ لأنَّ يحميه وهو ينتهك عرضه!!.