في أمريكا “يوم العنف ضد المسلمين”
صادق العلي
إنَّه اليومُ الثالثُ من شهر أبريل، يُطلَقُ عليه في أمريكا “يوم العنف ضد المسلمين”، يقوم أمريكيون عنصريون بيض بأعمال عنف ضد المسلمين.. وكما هو واضح من تسميته، على أن تكون هذه الأعمال ما بين الضرب المباشر باليد أَوْ رمي المسلم بالأحماض الحارقة أَوْ تفجير مسجد.
بدأت هذه الدعوات في بريطانيا من خلال رسائلَ وصلت للمواطنين تحثهم على التخلص من المسلمين بالطريقة التي تلائم المواطن الأبيض وبما يستطيع القيام به.
طبعاً الرسائل بدون معلومات المرسل، بمعنى آخر عندما تتبعت الشرطة مصدر الرسائل لم تتوصل إلى أية معلومة عن مصدرها وبالتالي يبقى الوضع مُبهماً، كثيرون تناولوا هذه الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي سواءٌ أكان الإنْسَان موافقاً عليها أَوْ رافضاً لها فإنَّها أَصْبَـحت فصلاً جديداً من سيناريو العنف ضد المسلمين.
في عام 2017 سُجّلت العديد من حالات الاعتداء ضد المسلمين في بريطانيا، وكانت الاعتداءات تتراوح بين الضرب باليد أَوْ بأداة حادة أَوْ نزع الحجاب بالنسبة للنساء المسلمات المحجبات أَوْ حتى الاعتداء على المساجد، كانت حالات الاعتداء في سنة 2017 أكثر من السنة التي سبقتها وأكثر بشاعةً لدرجة أنها وصلت إلى رمي المسلمات بالأحماض الحارقة على وجوههن!.
تلقَّفت الحركاتُ العنصرية الأمريكية هذه الحملة بابتهاجٍ كبير.. حيث أنها تُمثل نوعاً من التضامُنِ العالمي ضد الإسْـلَام والمسلمين، وعليه فقد عملت هذه الحركات على ذات النهج مع تحديد يوم الثالث من هذا الشهر؛ ليقوم الإنْسَان الأبيض بما يستطيع كنوع من المشاركة في هذه الفعالية الاجتماعية.
الملفت للنظر هنا في أمريكا أن هذه الحركات العنصرية أضفت عليها نوعاً من المخاوف المستقبلية من وجود الإسْـلَام في بلدانهم.. مع أن الكثير من أبناء المسلمين لا يعرفون شيئاً عن الإسْـلَام.. خصوصاً الذين ولدوا هناك وترعرعوا هناك.
لقد تضمنت دعوات العنف ضد المسلمين في أمريكا بعض البنود الجديدة مثل:
– حماية الديموقراطية.
– الخوف من تطبيق الشريعة الإسْـلَامية في أمريكا.
– المساهمة في فرض حصار على المسلمين.
– أنت قوي فلا تتكاسل عن فعل شيء.
وهكذا وجدها بعض المتطرفين البيض فرصة لاستخدام أسلحتهم أَوْ ممارسة العنف بشكل مُبرر اجتماعياً، بمعنى أنها دعوة للمحافظة على الوطن من الإسْـلَام ومن المسلمين، أَيْـضاً على أنها دعوةٌ لتفعيل بعض القوانين الجائرة بحق المسلمين؛ كونها ستصبح فيما بعدُ مطالبَ جماهيرية لا يمكن لصاحب القرار إغفالها.
مدينتا ديربورن وَديترويت أكثر المدن الأمريكية استهدافاً، صحيحٌ أن جميع التجمعات العربية بلا استثناء مستهدفةٌ بهذه الحملة، ولكن مدينة ديربورن بالتحديد تُمثل عقدة نفسية للمتطرفين؛ لأنَّها أكبر تجمع عربي مسلم في العالم وأن الصبغة الإسْـلَامية واضحة عليها بشكل ملفت، مما جعلها أفضل مكان لممارسة تطرفهم وعنفهم.
ولا ننسى القس تيري جونز والحملة التي قادها لحرق القرآن، حيث جاء إلى مدينة ديربورن وغيرها من الحملات الصغيرة هنا أَوْ هناك.
أعتقد أنه ستكون ردود أفعال التجمعات الإسْـلَامية أَوْ حتى المؤسّسات والمنظمات الاجتماعية وصولاً للمراكز التجارية العربية الكبيرة، ستكون ردود أفعالهم لطيفة وبدون أي عنف وإظهار الجانب المشرق من الإسْـلَام وعدم الانجرار وراء هذه الدعوات!.
قد تبدو ردود الأفعال هذه جيدةً لاستيعاب الحالة، وقد تبدو حلولاً حكيمةً وسط هيجان عنصري يريد اقتلاع الإسْـلَام والمسلمين، ولكن هنا سؤال لا بد من طرحه وبأكثر من زاوية:
هل يشعر المسلم أنه يعيشُ في وطنه؟.
هل أمريكا وطنُ المسلم كما هي وطن باقي العرقيات والأديان؟.
إلى متى يبقى المسلم يشعُرُ بالتهديد؟.
لننتظر ما سيحدث, كذلك لننتظر ماذا ستكون ردود أفعال المسلمين على ما سيحدث، والأَهَـمّ لننتظر ماذا ستكون الإجراءات الحكومية وكيف ستتعامل مع المتطرفين من جهة ومع المسلمين الذين سيدافعون عن أنفسهم إن تطلب الأمر من جهة أُخْـرَى.