حتى لا تتحول القضية الفلسطينية إلى (بازار) سياسي لبعض قياداته!
عبدالله سلام الحكيمي
قال خالد مشعل، وهو زعيمُ حماس السابق: إن النصرَ في عفرين كان أنموذجاً للإرادة التركية!! طبعاً عفرين أرض سورية ومن تحاربهم تركيا فيها كرد سوريا!!
ولم أستطع أن أفهم أَوْ أتبين أيَّةَ مصلحة للقضية الفلسطينية لاستعداء سوريا وشعبها وقيادتها وجيشها وللوقوف هذا الموقف المعادي الفج ضد الكرد كمكون من مكونات الشعب السوري!
لكن السيد خالد مشعل هو مهندس الزج بحركة حماس التي كنا نحب ونقدر في أتون الصراعات والخلافات الدائرة داخل دول عربية وإسْـلَامية أَوْ الصراعات البينية بعضها بعضاً، كما حدث إبان ما سُمِّيَ بثورات (الربيع) العربي التي احتوتها وحَرْفت مسارها دوائرُ الاستخبارات الامبريالية النافذة، كما حدث في العديد من الدول العربية وخَاصَّـةً في مصر، حيث انخرطت حماسُ كطرف في الصراعات وانحازت انحيازاً مطلقاً للإخوان المسلمين كتنظيم دولي وكفروع في الساحات الوطنية، والذي اعتمدت عليه تلك الدوائر الاستخباراتية العالمية، أمريكا وحلفاءها، في احتواء وتحريف مسارات ثورات ذلك الربيع، وذهبت حركةُ حماس في فرط حماسة ونشوة إلى حَدِّ التصريح بأنها تمثِّلُ الجناحَ العسكري الضارب للإخوان المسلمين!! ووجدت حماس نفسها في مرقع التعارض مع حلفائها الاستراتيجيين التقليديين (سوريا وإيران وحزب الله)، إضافةً إلى الدول التي تتموضَعُ في موقع مقاوَمة المشروع الامبريالي الصهيوني!
وفيما يتعلقُ بنا في اليمن جمع الله شمل السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس وهما النقيضان اللذان لا تلاقي بينهما إلا فيما خص إعلانهما تأييد الحرب العدوانية الظالمة والحصار والتجويع الذي فرضه تحالف دول العدوان بقيادة السعودية على اليمن، ولا يزال لأَكْثَـر من ثلاث أعوام، فيما كان اليمنيون يخرجون برغم القصف والصواريخ تهدم مساكنهم على رؤوسهم، في مسيرات بمئات الآلاف تأييداً للقضية الفلسطينية!.
لم نكن نطلب ولا كنا نريد من القادة الفلسطينيين أن يقفوا معنا أَوْ يؤيدونا رغم عدالة دفاعنا عن أنفسنا أصلاً؛ لأننا نريد حشد تأييد جميع العالم العربي والإسْـلَامي والإنْسَاني، ولا يمكن لأي أحد أن يعتب على الفلسطينيين أبداً إن لم يؤيدوه أَوْ يقفوا معه في صراعه مع الآخر، لكنه بالمقابل يمقت إلى حد الكفر الزج بفلسطين في صراعات داخلية أَوْ بين الدول!.. إن ذلك يُفقِدُ القضيةَ الفلسطينية أرضيةَ الإجماع العربي والإسْـلَامي التي تحظى بها!
ونقولُ لأشقائنا الشعب الفلسطيني: حذارِ ثم حذارِ أن يُحَوِّلَ القادَةُ فلسطينَ إلى بازار سياسي لبيع المواقف باسم الشعب الفلسطيني؛ لأهداف ومصالح مالية شخصية والطموحات لبعض الزعماء، فتفقد القضيةُ الفلسطينيةُ التأييدَ والتضامُنَ؛ باعتبارِها أعدلَ قضية في العالم!