السعودية المتحمسة للشراكة مع إسرائيل وبيع فلسطين
طالب الحسني
في عام 1995 اتخذ الكونجرس الأمريكي قرارَ نقل السفارة الامريكية إلى القدس، لكن هذا القرار لم ينفذ بسبب توقع ردة فعل غاضبة في الوطن العربي والعالم الإسْلَامي، يبدو اليوم الوضع مختلفاً كلياً بعد أن وجدت إدَارَة العنصري البغيض ترامب متحمسين جداً مثل السعودية ومحمد بن سلمان لهذه الصفقة، ليس هناك مقايضة، السعودية أقل من أن تحصل على أي شيء من الكيان أو من الإدَارَة الأمريكية مقابل هذا الحماس، أكثر من ذلك أن الكيان تجاهل بالأمس تصريحات محمد بن سلمان المخجلة التي تودد فيها لإسرائيل واعتبرها صاحبة حق في فلسطين، يتعامل الكيان بذكاء فهو لا يتحمس حتى لا يشعر الداخل الإسرائيلي أنه يستمد قوته من السعودية أو من هذه الدول التي تتسابق إلى الشراكة والتطبيع، يدرك الكيان ان ثمة كراهية لكل ما هو عربي وإسْلَامي بالنسبة للمجتمع اليهودي.
صفقة القرن هي نقطة الشراكة السعودية الامريكية الإسرائيلية، المقابل بالنسبة للسعودية هو شراكة الكيان الحقيقية في مواجهة إيران وأي مقاومة أُخْـرَى وأيضاً بوابة جديدة للصداقة السعودية الأمريكية، فيبدو أن المال وحده لا يكفي مقابل الحماية الأمريكية للسعودية وبعض الدول الخليجية بل أيضاً الأمن القومي للكيان، المال ليس كل شيء، بل الاستراتيجية الأمريكية الإسرائيلية والنفوذ والحفاظ على القوة ومنع صعود أية قوة أُخْـرَى في المنطقة هو كل شيء
لا أحد يستطيع أن لا يقف على هذا التحول السعودي الذي يقوده محمد بن سلمان لجهة تغريب السعودية والإطاحة بالنفوذ الوهابي وفك الشراكة بين آل سعود وآل الشيخ التي استمرت طوال الدول السعودية المتعاقبة من الأولى وحتى الدولة السعودية الثالثة، لكن لماذا الآن بالتحديد وما علاقة هذا بتصفية القضية الفلسطينية!.
الأمر هنا له علاقة بإزالة المخاوف وإزالة ما تعتبرها دولة الكيان الإسرائيلي مهددات، ومثلما تم استخدام السعودية والوهابية في مواجهة الشيوعية والقومية، يجري الآن الإعداد لمواجهة المحور المناهض للكيان الإسرائيلي والهيمنة الأمريكية، لكن هذه المرة ليس عبر القاعدة وداعش والجماعات التكفيرية وخصوصاً بعد الهزيمة التي منيوا بها في سوريا والعراق واليمن، بل بالدفع إلى حرب مباشرة تشترك فيها السعودية وإسرائيل، لكن يبدو أن إسرائيل تشترط إنهاء القضية الفلسطينية أولاً عبر صفقة القرن.