العدوان يواصل جرائمه بحق المدنيين في ظل صمت دولي مطبق!
صارم الدين مفضّل
مرّت ثلاثُ سنوات وها نحن ندلف للسنة الرابعة في اليمن وطائراتُ وصواريخ تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ لا زالت تواصلُ جرائمَها بحق أهلنا المدنيين صباحَ ومساء كُلّ يوم، ودون أن تتوقف للحظة واحدة، بل صارت ترتكب جرائمها بكل جُرأة ودم بارد، حتى كأننا بتنا نعتقد في اليمن أن قتل نسائنا وأبنائنا واستهداف بيوتنا وأسواقنا وطرقنا حق مكفول في القوانين والمواثيق الدولية، وأن غرفة عمليات العدوان على اليمن لم تعد في الرياض أَوْ أبوظبي بل صارت متمثلةً في مجلس الأمن الدولي نفسه!!
الصور التي بثتها وسائلُ الإعلام للمجزرة الوحشية الفظيعة التي ارتكبها طيران العدوان الأمريكي السعوديّ، أمس الاثنين في منطقة سكنية للنازحين بمديرية الحالي الحديدة وراح ضحيتها أكثر من ٢٤ شهيداً وجريحاً؛ تؤكد أن تحالف العدوان يتعمّد عن سبق إصرار وترصد استهداف المدنيين بشكل مباشر، وأن هذه المجزرة بحق المدنيين هناك تضاف لقائمة جرائم الحرب والإبَادَة الجماعية التي يرتكبها تحالف العدوان منذ ٢٦ مارس ٢٠١٥م وحتى إشعار آخر!!
وغيرُ خافٍ أن الغرضَ من جريمة قصف طائرات تحالف العدوان لأماكن إيواء النازحين بمحافظة الحديدة وقبلها بأربعة وعشرين ساعة جريمة مجزرة بحق نساء آل الشرفي بمحافظة صعدة، هو الإيغال في استهداف المدنيين لمجرد قتل أكبر عدد ممكن من المدنيين انتقاماً من الضربات التي يتلقاها في الجبهات على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية، إلى جانب التغطية على فضائح مرتزقته المتمثلة بجريمة اغتصاب فتاة في الخوخة..
ومعروفٌ أن جرائمَ الحرب والإبَادَة الجماعية عادة ما يترافق معها جرائم من هذا النوع، الأمر الذي يستلزم من المنظّمات الدولية المعنية بحقوق الإنْسَان بما فيها محكمة الجنايات الدولية التحرّك للقيام بمسؤولياتها تجاه الشعب اليمني بغرض محاكمة قيادات ما يسمى بالتحالف العربي كمجرمي حرب وفقا للقانون الدولي الإنْسَاني، خصوصاً وأننا أمام العديد من الجرائم والانتهاكات والاعتداءات التي ترتكبها قوى العدوان بحق المدنيين في المحافظات الجنوبية وشاهدنا وقَرْأنا العديد من التقارير الإعلامية والحقوقية التي تتحدث عن السجون السرية للقوات الإماراتية، والتي تشير أيضاً إلى وقائع عدة تعرض فيها المواطنين لحالات اغتصاب من قبل قوى العدوان في الجنوب وفي مناطق من الساحل الغربي الخاضع لسيطرتها، والتي يؤكدُها الضحايا وأقاربهم بكل ألم وحُرقة رغم ما يتعرضون له من تهديدات بالتصفية أَوْ الاعتقال فيما لا يزالون بانتظار الفرصة للانتقام من الجُناة ومرتزقتهم المحليين بأي شكل من الأشكال!.