محرقة كبرى للمرتزقة السودانيين في جبهة ميدي
المسيرة | ضرار الطيب
فيما تتصاعَــدُ موجَةُ الغضبِ في الشارعِ اليمنيِّ إزاءَ قيامِ أحدِ جنود الاحتلال المرتزق سوداني باغتصاب فتاة يمنية في الخوخة، تلقت قواتُ الاحتلال والغزو السودانية يوم الخميس الفائت، ضربةً عسكريةً موجعةً من مجاهدي الجيش واللجان الشعبية في جبهة ميدي، سقط فيها عشرات القتلى والجرحى من جنود وضباط قوى الاحتلال السودانيين، في واحدة من أَكْبَـر المحارق على الإطلاق في تأريخ هزائم مرتزقة الغزو والاحتلال السودانيين.
بدأت تفاصيلُ المحرقة بزحف واسع لقوى الغزو والمرتزقة باتجاه مناطق المزارع والمخازن، ومن المعروف أن العدو السعوديّ يعتمد بشكل رئيسي على المرتزقة السودانيين في كُلّ الزحوفات التي يدفع بها في جبهة ميدي، وهكذا فعل هذه المرة، وتفيد المصادر بأنها ثالث أَكْبَـر محاولة زحف تشهدها جبهة ميدي من حيث حجم القوات والآليات العسكرية والغطاء الجوي، غير أن كُلّ ذلك لم يسفر إلا عن مضاعفة خسائر المرتزقة لا أَكْثَـر.
وتقع المزارع وقرية المخازن شمال صحراء ميدي، وتكمن أهميتها في موقعها الحساس الرابط بين منطقة الموسم ومدينة ميدي وساحلها البحري، حيث يصعب على أية قوة عسكرية إحكام السيطرة على المدينة أَوْ التمركز في شمال منطقة الموسّم وهي المنطقة التي تتواجد فيها عشرات المخيمات العسكرية المُخصصة لقوات المرتزقة اليمنيين والسودانيين، وبفضل إحكام السيطرة على المزارع وقرية المخازن من قبل الجيش واللجان الشعبية تتمكّن المدفعية من استهداف تجمُّعات المرتزقة وإنهاك قواتهم بالقصف المدفعي والصاروخي اليومي.
قواتُ الجيش واللجان الشعبية تصدّت لمحاولة الزحف ببسالة، وخلال ذلك قامت باستدراج المرتزقة الزاحفين إلى فخ محكم، تم فيه محاصرتهم وتنفيذ كمائنَ نوعيةٍ على مجاميعهم وآلياتهم، فيما يتم استهدافهم بنيران مباشرة من وحدات الجيش واللجان المرابطة هناك.
وأَفَـادت مصادرُ عسكرية لصحيفة المسيرة أن حوالي 10 آليات عسكرية متنوعة للغزاة والمرتزقة تم تفجيرها وإعطابها خلال العملية بطرق مختلفة تنوعت بين عبوات ناسفة وألغام شديدة الانفجار وصواريخ موجهة ونيران مباشرة، ومعظم تلك الآليات كانت تحمل على متنها مجاميعَ من مرتزقة الجيش السوداني والمرتزقة المحليين سقطوا جَميعاً صرعى وجرحى خلال تدمير الآليات، فيما تساقط العشراتُ منهم بنيران بنادق المجاهدين.
وكان على رأس قائمة قتلى المرتزقة السودانيين، ثلاثة ضباط اعترفت بهم جهاتٌ إعلامية سودانية، من ضمنها صفحة القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية على فيسبوك، وهم كُلٌّ من: العقيد عبدالباقي السوداني (قائد كتيبة المظلات) والمقدم إبراهيم عثمان، والملازم سالم عبيد علي الرشيدي، وذكرت الصفحة أن الثلاثةَ من منتسبي “الكتيبة التاسعة المحمولة جواً”، واصفة مقتلَهم بأنه “يوم حزين مصبوغ بالأسود”.
وبالنظر إلى نوعية الرُّتَب العسكرية التي يحملها الثلاثة الصرعى من ضباط الجيش السوداني المحتل، يتضحُ أن العشرات من جنوده وأفراده لقوا مصارعَهم هناك، إذ ليس من المنطقي سقوط قيادات من هذه الرتب بدون جنود، وهذا يؤكد صحة ما أَفَـادت به مصادرُ عسكرية للصحيفة، حيث ذكرت المصادر أن حصيلةَ قتلى مرتزقة الجيش السوداني وصلت إلى أرقام مرتفعة جداً، إلى جانب سقوط عشرات من الجرحى في صفوفهم، ونفس الحال بالنسبة للمرتزقة المحليين.
وقد جرت العادة أن يروِّجَ إعلام العدوان ومرتزقته لتقدم كبير في الجبهة التي تتم فيها محاولات زحف مثل هذه، لكن هذه المرة لم تذكر وسائل إعلام العدوان أَوْ مرتزقته أي شيء عما حدث، وحتى صفحة قيادة الجيش السوداني التي ذكرت أسماء الضباط الثلاثة، لم تذكر أين قُتلوا أَوْ كيف، وهو ما يشير إلى أن الصفعةَ التي تلقوها هناك كانت كبيرة جداً لدرجة أن العدوان فضّل التكتم عليها بالكامل، كما يفعل عادةً مع الهزائم الكبرى التي يتلقاها في مختلف الجبهات.
ومثلما قالت صفحةُ جيش العدوان السوداني، لقد كان “يوماً حزيناً مصبوغاً بالأسود” بالنسبة للعدو ومرتزقته السودانيين بالذات، أما بالنسبة لليمنيين، فقد كان يوم نصر عظيم مصبوغ بحمرة دماء الأعداء، وقد أشاد اليمنيون بالضربة التي وجّهتها قواتُ الجيش واللجان لمرتزقة السودان هناك، واعتبروها انتقاماً لجريمة الاغتصاب التي حدثت في الخوخة، بالرغم من أن دماءَ كافة مرتزقة الجيش السوداني ودماء جيوش الأعداء كلها لن تشفيَ غليل الغضب المتولّد لدى اليمنيين حيال تلك الجريمة.. والقادم أعظم بإذن الله.