اعرفْ “من نحن ومن هم” تتخذْ موقفاً
آسية المروني
جميعُ الدول العربية الإسلامية تعرفُ قضيتَها المركزية التي هي فلسطين المحتلة من قبل (الغدة السرطانية) إسرائيل، ولكنهم لا يحركون ساكناً، من أين جاء هذا الصمت والخوف وعدم استشعار الخطر المحدق بهم؟
هذا إذا دل على شيء إنما يدل على ابتعادهم عن كتاب الله وعدم الاستجابة لأوامر الله سبحانه وتعالى، رغم أن القرآن الكريم عرض كثيراً من أخبار اليهود، عرض كثيراً مما يكشف واقعهم في سورة المائدة، والإسراء والحشر وآل عمران وغيرها من السور، ولكن الشيءُ الذي يؤسف له أننا نأخُذُ مما عرضه القرآن الكريم عن بني إسرائيل جانباً واحداً هو فهمنا أن هذه الآيات عبارة عن آيات تهاجم هذه الطائفة، لا أقل ولا أكثر؛ لذلك يجب علينا أن نتدبرَ القرآنَ الكريمَ ونعرفَ أنهم لم يلتزموا ولم يستجيبوا.
فلسطين قضية كُلّ أمة كريمة، قوية، عزيزة بعزة الله سبحانه وتعالى قضية تخُصُّ الجميعَ، ولكن عند رجوعنا إلى القرآن الكريم، عند استجابتنا لنداء الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
يحذرنا من تولي اليهود والنصارى ويقول لنا: هؤلاء الذين تتولونهم هم أناس ليسوا جديرين بتوليكم، هم أعداءٌ لكم، هم يسخرون منكم، هم يريدون إذلالَكم، وأنتم تتولونهم وتحبونهم!
إذاً يجبُ على الدول العربية الإسلامية أَن تعرفَ مَن نحن ومن هم، أن تعرفَ أن بين أيدينا كتاباً عظيماً، بين أيدينا دين عظيم يشكل خطورةً على أعداء الله وأعداء الإسلام إذا عرفوا حق المعرفة سيكون لديهم النظرة الصحيحة والرؤية الحكيمة في تربية النفس، وروح العطاء وحب الجهاد في سبيل الله وحب الإنفاق في سبيل الله هذا فيما يتعلق بوضع حل للأمة إذا تبنّته ستقهر الأعداء.
الإسلام مستقبلنا، والنصر للمستضعفين والعاقبة للمتقين.