أمريكا تمنع مجلس الأمن من إدانة الكيان الصهيوني للمرة الثانية خلال أسبوعين
المسيرة | فلسطيني المحتلة
عرقلت الولاياتُ المتحدةُ الأمريكية، مجددا، تبنّي مجلس الأمن الدولي لبيانٍ يدينُ قمعَ الكيان الصهيوني للمحتجين الفلسطينيين في قطاع غزة، في خطوة هي الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوعين منذ بدء فعاليات مسيرات العودة الفلسطينية في 30 مارس الماضي.
واستخدمت واشنطن حق “الفيتو”، مساء أمس الأول، لرفض بيان يقضي بإدانة الكيان الصهيوني على قمع المتظاهرين الفلسطينيين، وذلك خلال جلسة عقدها مجلس الأمن لبحث المستجدات الفلسطينية.
وقال مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، في مؤتمر صحفي: “وزعنا مشروع بيان جديداً على أعضاء مجلس الأمن بشأن ما يجري للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهو مشابه تماماً لمشروع البيان الذي قمنا بتوزيعه الجمعة الماضي”.
وأضاف أن “مشروع بيان الجمعة الماضي حظي بموافقة 14 دولة عضو في مجلس الأمن، إلا أن دولة واحدة (الولايات المتحدة) رفضت حتى مجرد الانخراط ومناقشة محتوى البيان”، ما أدّى لتعطيل صدوره.
وكانت أمريكا قد اعترضت قبل حوالي أسبوع على بيان يدين الكيان الصهيوني، على خلفية قمع المتظاهرين الفلسطينيين في مسيرات العودة التي خرجت بقطاع غزة في ذكرى يوم الأرض، وتأتي تلك الاعتراضات في سياق التحكم الأمريكي بالقرارات والمؤسسات الدولية وتسخيرها لخدمة مصالحها.
على صعيد آخر، قال رئيسُ المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، إسماعيل هنية: إن الشعب الفلسطيني قادرٌ على أن يخلط الأوراق في وجه الاحتلال في أصعب وأحلك الظروف، مُشيراً إلى أن مسيرة العودة “معركة في ميدان الوعي والتأكيد على الثوابت”.
وأكد هنية على أن “الزحوف الفلسطينية على حدود قطاع غزة، مثّلت صورة عِزٍّ للشعب الفلسطيني” وتغلبت على كُلّ النظريات العسكرية لقوات الاحتلال.
جاء ذلك خلال مشاركته في موكب تشييع جثمان الصحفي والمصور الفلسطيني ياسر مرتجى، الذي استشهد، أمس السبت، متأثراً بجراح أصيب بها خلال مشاركته في احتجاجات جمعة العودة الثانية.
وكان 5 صحفيين فلسطينيين آخرين أُصيبوا بنيران قوات الاحتلال الصهيوني، خلال مسيرات العودة التي خرجت في قطاع غزة أمس الأول، كما أصيب عشرات آخرين بحالات اختناق، فيما وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 10، وأكثر من 1400 جريح.
وحملت لجنة دعم الصحفيين الفلسطينيين بقطاع غزة، قوات الاحتلال، مسؤولية الاستهداف المتعمد للصحفيين، وطالبت الاتحاد الدولي للصحفيين بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة في هذه الاعتداءات والقيام بزيارة عاجلة للأراضي الفلسطينية للاطلاع من كثب على حجم الاعتداءات المستمرة بحق الصحفيين الفلسطينيين.
من جهة أخرى، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن قوات الاحتلال استهدفت الطواقم الإسعافية الفلسطينية خلال مسيرات العودة التي خرجت في قطاع غزة، أمس الأول.
وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة، في تصريحٍ له: إن اعتداءات الاحتلال تسببت بإصابة 3 مسعفين بجراح متوسطة و8 آخرين بالاختناق إثر تعرضهم لقنابل الغاز المسيل للدموع.
واستشهد 31 فلسطينياً، منهم 3 أطفال وأصيب أكثر من 2850 بجروح منذ بدء فعاليات مسيرة العودة الكبرى في 30 مارس الماضي، ومن المتوقع أن تتواصلَ تلك الفعاليات حتى حلول ذكرى النكبة في مايو القادم، والتي تتزامن مع الموعد المحدد من قبل واشنطن لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة.