هنا اليمن الآن
زياد السالمي
لم تكن هذه الأرض تشبِهُ أية أرضٍ
إنها جنةٌ من قديم الزمان
ومنها دعا آدم الله
بالمصطفى فتقبل دعوتَه
أهلها عند ربك أهل اليمين
وعند رسولك مثل السحاب
وقال كتابك عنها بلادٌ من الطيب
كيف يعاندها الحظ
كيف تصد شهامتها الأمنياتُ
وكيف تنام وأبناؤها جائعون
يحاصرهم عربٌ ضيّعوا الحق
واستكثروا أن يعيشوا عروبتهم آمنين
* * *
هنا اليمن الآن
يحزنها من عروبتها
كُلّ هذا الجحود وهذا العداء
فتصمت تصبر توشك
أن تسلكَ الموتَ ليس من الضعف
بل مثل أُمٍّ تبادِلُ
عصيان أبنائها بالحنان
* * *
ولكنها لم تكن تقبل
الضيمَ يوماً على أحدٍ
فاستثارت وصدّت عِداءَ العاق للبار
بل هكذا لم يزل صدرها رحباً وعلى أملٍ
أن يعودَ الجميعُ إلى رشدهم
إنما هل سيسمع من ضَل دربَ الفلاح
وضيّع بوصلةَ الحق مستغلاً حلمها
كي يمارسَ كُلَّ السفاهة والجُرم
هل سوف يصحو؟!
فقد خيم الحزنُ في كُلّ بيت
وعانى البعيدُ من الحال قبل القريب
* * *
كفاكم عناداً وعودوا إلى الله
عودوا إلى كلمة الفصل
عودوا لحُضنِ السلام