رسائل قانية إلى مراد اليمن
محمد بن علي طعيمان الجهمي
اختار العدوُّ المحتلُّ الغازي وأدواته خلال الحرب والعُـدْوَان صرواحَ ونهمَ طريقاً للوصول إلى صنعاء اليمن، وجعل من قانية منفذاً احتياطياً، فارسل من طرفه من يبرم عقود الصلح وتمت المهمة بنجاح بفضل وحدة العقل المرادي الموحد.
ونجح الجميع في رسم خريطة الدمار بالعبور إلى صنعاء كما أشرنا.
وامتطوا مطيتَهم من أبناء تلك المناطق وقبلوا أن تكون ساحتهم ميداناً للحرب وطريقاً للعبور والدمار، حتى أكلت الحرب فيها الأخضر واليابس، وأهلكت الحرث والنسل والأرض والإنْسَان طوال 3 أَعْــوَام من الحرب، إلّا أن شيئاً لن يكن في الحُسبان قد حصل تحصيلاً لحاصل، حيث تحولت صرواح ونهم إلى جبهة صخرة تحطمت على متنها قوةُ العُـدْوَان وآماله وباءت المؤامرة والنوايا المبيّتة بالفشل الذريع، وهُزمت على صمود أبطال الجيش واللجان الشعبية والقبائل، بحمد الله.
فتذكرَ العدو دسيستَه منطقة قانية وما حولها والتي أوصدها بالصلح والعهود والمواثيق.
وقبل أيّام حشد حشوده وجهّز عدته وصاح بأعلى صوته (قانية هي طريق العبور الصحيح إلى صنعاء) غير مبالٍ بالصلح والعهود والمواثيق أَوْ احترام العقل المرادي الموحَّد وصاحب الفضل في إقناع الجيش واللجان الشعبية بحيادية جبهته آنذاك!!.
فحدث الانقضاضُ على قانية ومهاجمة المواقع الوطنية الملتزمة بالصلح والتي يتمركز فيها الجيش واللجان الشعبية رغم حاجة الوطن إلى العبور من قانية إلى مأرب لفك الخناق على جبهتي صرواح ونهم ومأرب منذ البداية.
وما هي إلّا ساعات من اشتعال المعركة حتى سيطر الأبطال على كامل منطقة قانية وتقدموا باتجاه ماهلية صوب مأرب عن طريق بلاد مراد.
فعزّز العدو من رفد جبهته بقانية؛ تفادياً للهزيمة وشلت قوته في جبهتَي صرواح ونهم.
وتحَـرّك الأبطال في الجبهتين بالتزامن مع جبهة قانية، فسقطت جبهة العدو بجنوب صرواح وتقدمت جبهة نهم، بمجرد فك الشفرة للجبهة المؤصدة المحيّدة لقانية، ولا يزال التقدم مستمراً بجبهات مأرب الثلاث قانية وصرواح ونهم حتى الآن.
الا أن العقل المرادي الموحد بشقَيه ظاهر العُـدْوَان وباطن الوطن يتحَـرّك جميعاً لممارسة الدور السابق وتحييد جبهة النصر والعبور إلى مأرب (قانية) مرة ثانية لوقف تقدم جبهتَي صرواح ومأرب.
وبدأت العقول المرادية في صنعاء ومأرب بتبادل النصح؛ بحجة تجنيب بلاد مراد الصراعَ وأخذ العبرة والعظة ممن كانوا مطيةً للحرب ودمّروا بلادهم، وعلى أساس أن مراد طرفٌ ثالثٌ في اليمن، الوطني منهم والعميل، وأنه يجب أن يبقى العقلُ المرادي موحداً ومصان الأرض والإنْسَان، بحسب نظرتهم المقللة من شأن الحرب واستحقاق الوطن للتضحيات من خلال ما تم تداوله من آراء منسوبة لمراد على مواقع التواصل!
ونسي إخواننا من مراد أن من بينهم محافظ المحافظة ووزراء ومدراء وهم أولى بالدعوة إلى تحرير مأرب من الغزاة.
باستثناء قلة ظهر ومن الافراد والعقلاء الذين لم يكونوا عقبة في وجه مهمة تحرير الوطن من الغزاة تحت أي ذريعة ولهم التحية.
وعليه فإنَّ عتبنا على أبناء قبائل مراد الذين هم ضمن جبهتنا الوطنية، هو حول ما بدر منهم من استخفاف بتضحيات أبناء مأرب أشرافاً وقبائلَ، أرض وإنْسَاناً، وصمودنا مع الوطن وجعل من ذلك مضربَ مَثَلٍ للَّوم والشماتة والخَسارة وتحذير لمرتزقة مراد أعداء الوطن من أصحابهم أن لا يرضوا أن تكون بلادهم صرواح أَوْ الفاو مأرب أَوْ حريب ومدغل ومجزر ونهم من تلك المناطق المدمرة وأن لا يسمحوا أن تكون منطقةَ قانية نقطةَ ضَعف لوصول الجيش واللجان الشعبية لتحرير مأرب حتى وإن كانت بلاد مراد ستقدم الدعمَ لبقية الجبهات وتخفّف الضغط عنها وتساهم في تحرير مأرب من الغزاة… إلخ.
وكان الأحرى بهم بعد قيام المرتزقة بنقض الصلح أن يتصدروا الجبهة وأن يتشرفوا بالمشاركة بتحرير اليمن عن طريق بلادهم وتضحياتهم.
وكان عليهم أن يتوجهوا إلى القيادة بطلب تعزيز الجبهة الجديدة وتحديد المهام المناطة بأهل البلاد من مشاركة وبذل وتضحية حتى النصر بدلاً عن أن يخدموا العدو ويحذّروه ويتلاشوا هزيمته وسقوطه على أرضهم.
كما أنه كان لنا أملٌ في مشايخ قبائل مراد أن يستنكروا “فرض اللزم” ونقض الصلح وفتح جبهة عقد صُلحها في وجه المرادي كطرف، ويمثّل نقض الوجه سوادة عيب في أسلاف القبائل وأعرافها، وهم أدرى بذلك منّا أَوْ على الأقل أن تكون لمراد ردة فعل تجاه الوقيعة حياداً واستنكار مثلاً.
وللقيادة ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي نقول: إن قرارَ استمرار ووقف جبهة قانية يعد قرارك فإنْ رأيت أن استمرارَها مفيدٌ للحسم وتحرير مأرب من الغزاة وتحقيق النصر أَوْ حتى تخفيف الضغط على جبهتَي صرواح ونهم، كما هو ملاحظ في التقدم الاخير، فلا تلتفت لكل من يريدُ غيرَ تحقيق ذلك، وامض ونحن معك ضد من نقضوا العهود والمواثيق والصلح.
وإن رأيت أن فتح الجبهة بقانية سابق لأوانه لمصلحة الوطن وتماسك المعركة في الميادين أَوْ أية مبررات إيجابية أُخْـرَى فلك ذلك، ونحن معك ومع صوابية الرأي المسدد على طريق المصلحة المقدمة بالضرورة.
وأخيراً.. نحيي ونبارك الانتصاراتِ التي حقّقها الجيشُ واللجانُ الشعبية بمأربَ في جبهة قانية وجبهة نهم وجبهة صرواح خلال 24 ساعة الماضية.
وندعو أبناءَ مأرب وقبائلَها وشعبَنا إلى رفد الثلاث الجبهات والتحَـرّك من الاتجاهات الثلاثة نحو تحرير مأرب، بالتزامن، ونؤكد أن جبهة قانية قد ضربت العدوَّ في مقتل، وكشفت هشاشته وشتَّتت شملَه، وساهمت في تقدم جبهتَي نهم وصرواح بسرعة خاطفة على أرض الواقع، وتكبد العدو خسائرَ فادحةً خلال اليومين الماضيين.
وندعو المغرَّرَ بهم إلى أن يعودوا إلى صوابهم قبل فوات الأوان، وخصوصاً بني جبر الذين جعل العدوُّ منهم دروعاً بشريةً وتعزيزات للزج بهم إلى محرقة خاسرة، مقابل الفُتات اليومي الذي لا يسمن ولا يغني ولا يطول لحية، علاوةً على تدمير بلادهم التي صارت محلَّ سُخرية للقبائل التي حوّلت جهودهم إلى مجرد دفاعٍ عن أراضيهم وسلامة مصالحهم.
واللهُ الموفق..