أين الغيرة على العرض.. يا أدعياء الدين والوطنية؟!
خالد موسى
الدياثةُ داءٌ من الأدواء القبيحة والمقززة والتي توصل صاحبها لفقدان الغيرة وتجعَلُ المصابَ بها لا مبالياً أَوْ مكترثاً بهتك عِرْض أَوْ التعدي على شرف أَوْ اغتصاب امرأة أَوْ طفل فمن لا تتحَـرّك مشاعره الإنْسَانية ولا تنكر فطرته أي جريمة تمس العرض والشرف فهوى مصاب بداء الدياثة وبينه وبين الرجولة والمروءة والنخوة من البَون الشاسع ما بين السماء والأرض بل يصير أضل وأحط من الأنعام والدواب.
إن المؤمنَ الصادق في إيْمَانه الغيور على أعراض المسلمين والمسلمات هو الذي يقدم روحه ويسترخصها حين يرى عباد الغرائز ويشاهد البهيميين يعتدون على العرض والشرف ويجعل من الشهادة هدفا ساميا دون أن يصل البهائميون إلى مبتغاهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ومن مات دون عرضه فهو شهيد.
ومن يزعم اليوم أنه حامل للواء الإسْلَام وسائر أَوْ متلمس لخطى النبي وصحبه الكرام فعليه أن يقتدي بالنبي وصحبه في غيرتهم ومروءتهم ونخوتهم وغضبهم على الحرمات والشرف فقد قال النبي عن الصحابي سعد بن معاذ: إنه لغيور وأنا أغير منه والله أغير مني. فمن يملك غِيرةً ويتمتع بها وتتحَـرّك في عروقه وواقعه فقد برهن على اقتداءه برسول الله وسيره على خطى صحب الرسول ووافق مراد الله ومن لا تتحَـرّك غيرته ومروءته حين تنتهك الأعراض وتغتصب وتستباح ولا نجد له موقفا يعبر عن غيرته ورفضه للجرائم التي تمس الأعراض فهو مجرد دعي من أدعياء الدين وإن كان من أبناء هذا الشعب والوطن ثم لا يكون ذاباً ومدافعاً عن العِرض والأرض والشرف فهو من أدعياء الوطنية.
إن الإنْسَان الذي لا يغار لهو إنْسَان خسيس وحقير وتافه ومحسوب على الأخسّاء.
لقد أفرزت حادثة اغتصاب المرأة اليمنية المواقف وميزت الصفوف وكشفت عن معادن الرجال ووضعت كُلّ يمني أمام خيارين إما خيار الرفض الصريح والعلني المعبر عنه بالقول والفعل والوقفات والمسيرات ورفد الجبهات لتطهير اليمن وتحرير أرضها من دنس هؤلاء الدنيئين أَوْ القبول المعبر عن بالصمت بل وصلت الحقارة والنذالة والخسة بالبعض إلى التبرير والتستر على الجاني المغتصب وهذا التبرير والتستر أَكْبَر دليل على مدى السقوط الأَخْلَاقي لمن يدعون أنهم مسلمون وعرب ومنتمون لهذا الوطن والشعب.
إن الذي خان الخوخة وطعن المجاهدين في الظهر لهو الديوث والسبب في ارتكاب مثل هكذا جرائم وإن من يسعى لصرف الأنظار عن هذه الجريمة لهو أشد دياثة وخسة ومن سقط في مستنقع العمالة والتنسيق مع شذاذ الأفاق لا غرابة أن يحمل الدياثة في طبعه والحمد لله الذي طهر اليمن من الكثير من الديوثين من أدعياء الدين والوطنية والحمد لله الذي أطفأ فتنة ديسمبر وإلا لكانت الدياثة والخسة والنذالة مفخرة من مفاخر دعاة الفتنة تلك وليست دياثة طارق عفاش عن تلك المرأة المغتصبة عنكم يا أهل اليمن ببعيد فقد كان هذا الدعي قريبا من الفاجعة ومسرح الجريمة وهكذا هم الأدعياء والمرتزقة الأنذال في كُلّ زمان ومكان لكن ما يؤلم ويدعوا للعجب والاستغراب أن نجد بعض أبناء هذا الشعب يلتحقون بصف هؤلاء ويتسللون لواذاً للسير وراءهم وهم بهذه الحقارة والنذالة والخسة والدياثة فيا للعجب من أناس ينضمون إلى هكذا بشر ممن ظهرت حقيقتهم وانكشفت عمالتهم وخيانتهم لله ولرسوله وللمؤمنين وللوطن.