لن ننسى قضيتَنا
مازن الصوفي
حربٌ شاملةٌ شُنَّت على يمن الحكمة والإيْمَان قبل ثلاث سنوات من الآن، هادفة إلى تركيعه وإعادته إلى تحت الوصاية من قبل السعوديّة ومن ورائها أمريكا.
ذرائعُ عدة ومبرراتٌ واهية استخدمها العدوانُ؛ ليبرر جُرْمَه الذي لا يجيزُه قانونُ السماء، ولا القوانينُ الوضعية، مدعياً بأن هدفَه إعَادَةُ اليمن إلى الحضن العربي، قائلاً بأنه أتى ليحرر اليمن من أبنائه، في ادّعاء سخيف ومبرر يثير العجب والاستغراب، بينما عدوانه جاء نتيجةً لصحوة الشعب اليمني ونظرته الثاقبة إلى ضرورة استعادة القدس وطرد المحتل الصهيوني من فلسطين.
مذابحُ ارتكبها العدوان السعوديّ بحق النساء والأطفال الآمنين في بيوتهم، بغير ذنب اقترفوه عدا أنهم قالوا ربُّنا الله، إضَافَةً إلى الخنق الاقتصادي الذي بدء بإغلاق الموانئ والمطارات، وليس انتهاءً بنقل البنك المركزي إلى عدن وقطع مرتبات الموظفين لأَكْثَر من سنة كاملة، ظناً منه بأن أعماله الإجرامية ستركع الشعب اليمني وتنسيه قضيتَه المركزية..
كان الشعبُ اليمني عند مستوى التحدّي، واقفاً في وجه المؤامرة التي حيكت ضده من قبل جيرانه ومن ورائهم الأمريكان والصهاينة، فتحَـرّك لمواجهة امبراطورية السلاح والمال، في زمن العمالة والارتهان في أحضان الأمريكان، فكُلُّ الملوك يسارعون إلى البيت الأبيض مقدمين القرابين لسيدهم ترامب ولن يغنيَ عنهم من اللهِ شيئاً..، بينما الشعب اليمني في الذكرى الرابعة لانطلاق العدوان عليه يرسل سبعةَ صواريخ إلى مملكة الهراء، دفعةً واحدةً قائلاً: قادمون يا العام الرابع.
القضيةُ الفلسطينيةُ لم تكن غائبةً عن أذهان الشعب اليمني، رغم المعاناة التي يلاقونها والمآسي التي يتعرضون لها، بل كانوا حاضرين في الساحات، هاتفين الموت لأمريكا الموت لإسرائيل، ليكونوا هم الرقمَ الصعبَ الذي لم تستطع أقوى قوى الأرض كَسْرَ إرادته وحَرْفَ مساره.
فإيْمَانُه بربه، وبمشروعية قضيته، كان السلاحَ الذي لم ولن يملكَه أعداؤه..