الأبعاد الميدانية لعملية اقتحام موقع الفرع بنجران
المسيرة | يحيى الشامي
قبلَ أسبوعٍ نفّـذت قُـوَّاتٌ من الجيش واللجان الشعبية عمليةً هجوميةً على موقع عسكري سعودي غرب نجران أَسْفَـرت العملية عن مصرع عدد من الجنود السعوديين يُقدَّرُ عددُهم بأربعة وإصابة أضعفهم، بينما لاذ البقية وعددُهم ثمانية بالفرار.
الأهمُّ من العملية الطريقةُ التكتيكية الذكية التي طبّقها المجاهدون في الهجوم وأَسْفَـرت عن سقوط الموقع بطريقة سريعة خارجة عن توقّعات أيٍّ من خبراء العسكر أَوْ المتابعين بمجريات وتفاصيل الأداء القتالي للمجاهدين اليمنيين خلال ثلاثة أعوام من معارك التصَـدّي للعدوان.
الموقعُ العسكريُّ السعودي يُعرَفُ باسم الفرع، ويقع إلى الجهة الغربية من جنوب مدينة نجران، وشيّدته قُـوَّات العدو السعودي كنقطة متقدّمة داخل الخبت الصحراوي الممتد أمام السلسلة الجبلية جنوب نجران، ويندرجُ الموقع وفق خبراء عسكر ضمن المواقع التي يصعُبُ إسقاطها بعملية اقتحام عسكرية برية؛ نظراً لتفرُّدِه في الإشراف على كامل المساحة وسط الخبت، حيثُ يقع على المرتفع “التبّة” الوحيدة في تلك المساحة ويسهل على المرابطين فيه رصد أية تحَـرّكات في الجهات المقابلة له والتعامل معها بسهولة بالأسلحة المتوسطة (الرشاش والقناصة)، كأهدافٍ مُعاديةٍ قبل الاقتراب منها، وبالتالي إزالة أي خطر مفترَض.
اللافتُ في العملية العسكرية للقُـوَّات اليمنية على الموقع هو النجاحُ المبهِرُ في تخطّي كُلّ المعوقات وإبطال الأهميّة وتجريده من كُلّ المزايا التي تمتعُ بها الموقعُ وتحويله بفعل التكتيكات المتبعة إلى مجرد هدف جغرافي ثابت تقدم صوبه المقاتلون اليمنيون بسهولة دون مواجهة معوّقات تذكر، فقد نجح المقاتلون اليمنيون في صرف انتباه حَامية الموقع إلى جهة أُخْــرَى مقابلة، حيث تساقطت عدد من قذائف المدفعية، علماً أن زاوية الضرب المدفعي استحدثت للمرة الأولى وهنا توجَّه جُــلُّ تركيز جنود العدو إلى الوِجهة الجديدة؛ ظناً منهم أن زحفاً جديداً يشنه المجاهدون عليهم من ذلك المحور.