معرفة العدو
عبود أبو لحوم
منذُ أولِ غارةٍ على بلدنا، خرج السيدُ القائدُ بخطابٍ صريحٍ لا لَـبْـسَ فيه بأن العدوانَ أمريكيٌّ صهيوني، والتحالف ليسوا سوى قُفَّزات عفنة تنفذ أجندةَ أسيادهم، عندئذ ومن واقع ثقافتنا القُـرْآنية والإرث الثقافي للقائد الشهيد حسين الحوثي تعمَّقَ فينا الولاءُ للقيادة وتجذَّرَ فينا الإيْمَـان بصدق التوجّه والنضال.
وهذا ما حدا بكل المكّونات إلى التدافع عن بصرٍ وبصيرةٍ لمواجهات العدوان، واثقين بالله ونصره للمستضعفين، وسطّروا ملاحمَ تأريخية من الصمود والبطولات والتضحيات أذهلت العالم.
وبقدر ذُهُوْلِ العدو من بأسنا، لكن ذلك لم يغرنا أَوْ يدهشْنا؛ لأنَّنا نعرفُ يقيناً أوامر الله وسُنَنَه ووعدَه بتثبيته للمؤمنين.
وعلى النقيض من تقديرنا وتشخيصنا للعدو هرولت كثيرٌ من القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية والسياسية والفكرية وبتفكيرها المادي الخالي من فضائلِ القيم الدينية إلى تأييدِ العدوان؛ طمعاً بحجز مواقعها في المستقبل أَوْ للتخلص من أَنْصَـار الله الذين فضحوا فسادَهم وتماهيَهم مع اجندة أمريكا.
واليوم نرى حالَ الهوان الذي وصلت إليه القوى المؤيّدة للعدوان، وهي تعيش كُلّ أصناف الخيبة والذل، وكيف كانوا وما زالوا أدوات رخيصة في جُعبة العدو، والهوان والعمالة هي وسامُهم ومكتسباتُهم، ولا عزاء لهم في ذلك.
وبالرغم من أن ماكنة العدوان ومعهم مرتزِقتهم، وكذلك مَن كانوا يتسترون بعباءة الصمود زيفاً وخبثاً وخبالاً، قد حاولت أن ترسُمَ في ذهنية المجتمع أن أَنْصَـار الله مشروعٌ إيراني، لكن أصالة اليمني وما يعيشه في تفاصيل حياته من ظلم وزيف ووقائعَ جلية جعلته يسخر من أولئك، وأصاب كُلّ مشاريعهم في مقتل وليس آخرها فتنة عفاش.
في المقابل ظل أَنْصَـار الله وبحكمة قائدِ الثورة لا ينفكون عن التأكيد من أن العدوانَ أمريكي وإسرائيلي، وقدموا في بداية العدوان الشواهدَ الكثيرةَ التي قوبلت بالإنكار من العدوان ومرتزقته.
بَيْــدَ أن اليومَ وبما تقومُ به القوى المعتدية على اليمن من احتلالٍ للساحل والجزر والموانئ، وبما بات يتفاخِرُ به بن سلمان من انفتاح وتقارُبٍ مع إسرائيل وتصريحات الإسرائيليين بعلاقتهم الحميمية مع السعوديّة وعدد من الدول العربية ليست إلا شاهد من شواهد صدق أَنْصَـار الله ومعرفتهم العدو الحقيقي.
ونقول للغير وبثقة: إنَّ ما ترونه من إنجازاتٍ وملاحمَ بطوليةٍ ناجمة عن منهج قويم وقادة مرتبطين بالله وألهمهم الله الحكمة فعرفوا عدوَّهم ونازلوه بقوة الإيْمَـان، أما من مكث سنيْن يمارِسُ الحربَ الناعمةَ بالتشكيك في صدق الشعار وصدق القول والفعل فقد فضحهم اللهُ وهم اليوم يجرُّون الخيبةَ والعارَ، ودحض الله زيفَ ما كانوا يدّعون، وسيخبرهم التأريخ أن لا مكان لمن استبدلوا الكرامة بالذل والوطنية بالعَمالة، وتخلوا عن ربوبية الله واتخذوا أمريكا وقوتَها إلهاً من دون الله، فاليوم ما لهم من ناصر ولن يزيدهم اللهُ إلا هواناً وذلاً ودُونية.
فالعدوُّ لنا واضحٌ وبيِّنٌ وقيل: (مَن عرف عدوه أمن مكره وشره واستعد له)..
ومن مظاهر عدم توفيق الله لعباده أن يعميَ أبصارهم عن الحقيقة، والمرتزِقة اتخذونا لهم عدواً رغم كُلّ الشواهد القطعية لخبث واستخدام العدو لهم!!، ولا سبيل لهم إلّا العودة إلى الرشد، كما دعا السيد القائد.
فالشعارُ براءةٌ، والصمود وتثقيف المجتمع بحقيقة العدوان وحربه الناعمة جهادٌ لا مناصَ من قيام الجميع، كُلٌّ حسب موقعه، بتبيانِ ما التبس على الناس وتفنيد أساليب العدو في أوساط المجتمع بمختلف شرائحهم وسبق وأن أكد السيد عبدالملك حفظه الله على ذلك.