سقوط نظرية الأمن الداخلي السعودي
إسماعيل المحاقري
مقابلَ نضالِ الشارعِ اليمني في سبيل تحقيق الأمن، يُلاحَظُ على الجهة المقابلة في المملكة تهافُتُ نظرية الأمن الداخلي السعودي بعد ثلاث سنوات من حربٍ عدوانية ارتدت على أصحابها عواصفَ صاروخية..
فدعوى حماية الحدود السعودية وأمنها الداخلي ذريعة أطلقها تحالف العدوان على اليمن بمنفذيه ومموليه الإقليميين وداعميه الدوليين من العدم وتحججوا بها لشرعنة عدوانهم وتوفير الغطاء الدولي لجرائمهم وأجنداتهم قبل أن يصحوَ على واقع كان وهماً فأَصْبَـح بعون الله حقيقةً صادمةً ومرعبة.
ومع حجم النيران الآخذة في الاتّساع والشمولية في العُمق السعودي بضربات صواريخ يمانية باليستية ضمنَ معادلةٍ يومَها أعلن عنها الرئيس صالح الصماد مع دخول العام الرابع من الصمود في وجه العدوان وعمليات طائرات مسيّرة.. سقطت نظريةُ الأمن الداخلي السعودي، وهو ما انعكس مباشرةً على الأداء والحركة في بيئة سعودية أدرك قاطنوها أنها غيرُ آمنة وغيرُ مستقرة.
الأزمةُ المعنويةُ داخل مملكة آل سعود والتي بدأت عندما داست أقدامُ المقاتل اليمني مواقعَ الجيش السعودي وأحرقت نيرانُه آلياتِه ومدرعاتِه تفاقمت، والثقة في القيادات السعودية تكاد تنعدم مع تنامي حالة سخط واستياء عارمة وجارفة يعبر عنها مغردون سعوديون عَلى مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لافتٍ ومتزايد.
ومؤخّراً ومع تصاعُدِ حدّة الضربات الصاروخية على الرياض، لم يجد الإعلام السعودي والذباب الإليكتروني لابن سلمان مؤخّراً، أية وسيلة أَوْ تبريراً مقنعاً لاختراق الطائرات المسيّرة اليمنية الأجواءَ وبمدياتٍ بعيدة قبل أن تقصفَ مطار أبها وشركة أرامكو في جيزان.
كذلك بات من غير المنطقي الحديثُ عن اعتراض صواريخ اليمن في سماء الرياض بعد أن تجاوزت منظومات الدفاع الأمريكية على طول الحدود وحلّقت بعيداً ولمئات الكيلومترات في الوقت الذي شهد الناس بأُمِّ أعينهم وبالصوت والصورة فشَلَ الباك ثري الأمريكية التي عادت لتسقُطَ على الأحياء السكنية.
وتتراكم انتكاسات وخيبة النظام السعودي في الميدان وفشل السلاح والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية الحديثة في تأمين المدن السعودية وقواعدها ومنشآته الاقتصادية رغم ما يرصُدُ لها من أموال طائلة أنهكت اقتصادَ السعودية وأثقلت كاهل مواطنيها.
هذه الحقائقُ لا تُقلِقُ الأمريكيين وتضُرُّ بسُمعة سلاحهم وقيمته الاقتصادية والمالية وحسب، بل وترعبُ السعوديين أنفسهم بعد أن وجدوا أنفسهم مكشوفين أمام نارٍ أوقدها نظامُهم وأقنعهم باجتثاثها وإذا بها تكبرُ يَـوْماً بعد آخر لتصلَ بعد ثلاث سنوات إلى حجمٍ لا يستطيعون احتواءه واستيعابَه.
والسؤالُ الذي يفرض نفسَه: أيُّ مصير سِيْقَ إليه السعوديون وقد وعدهم نظامُهم المرتهن لأمريكا بأمنٍ بات بعيدَ المنال؟