النظام السعودي.. مخرج مسلسل “تصفية القضية الفلسطينية”
نوح جلاس
يواصل ملوك وأمراء آل سعود تقديم الخدمات والمزايا لأعداء الأمة أمريكا وإسرائيل، في مسلسلٍ يتوارث أدواره كل من توصله إسرائيل وأمريكا إلى سدة الحكم على عرش المملكة.
بروز النظام السعودي في تبني تصفية القضية الفلسطينية يتكشف مع مرور الأيام.
ولو راجعنا التأريخ قليلاً إلى أول إجراء قدمه النظام السعودي قبيل وعد بلفور المشؤوم وبعدها بسنوات في العام ١٩٤٥ عندما خاطب مؤسس مملكة الشر عبدالعزيز آل سعود مندوب بريطانيا برسي كوكس في رسالة لم ينكرها النظام السعودي أو يضع حولها أية شكوك، والتي كان مفادها أن المؤسس للكيان السعودي أبدى موافقتَه المطلقة بإعطاء فلسطين لمن وصفهم بالمساكين من اليهود، والتي أضاف فيها عدمَ خروجه عن أوامر وآراء بريطانيا حتى قيام الساعة.
وخلال كل الاتفاقات والمعاهدات التي حصلت منذ قبل ذلك التأريخ إلى اليوم والتي كانت تهدف باستمرار إلى تصفية القضية الفلسطينية، كان النظام السعودي يعمل على إنجاحها وإزالة أية مصاعب من أمامها.
ومع تشابك الأحداث واختلاط الحابل بالنابل طيلة العقود الماضية كان النظام السعودي هو السفير للكيان الصهيوني في مشروع بناء الدولة اليهودية.
وفي ظل تلك المساعي كان النظام السعودي يحاول أن يقدم نفسه كأمين على الأمة ومقدساتها؛ وذلك لذر الرماد على العيون حتى يتحقق المشروع الصهيوني، إلا أن إجراءات تحقيق هذا المشروع تتطلب جرأة حقيقية من النظام السعودي، فعمل في العام ٢٠٠٣ على تقديم مبادرة تقضي بحل يضمن إنشاء دولة لإسرائيل مع إحلال دولة فلسطين.
ولكن لم يكتفِ الكيان الصهيوني بدور خدامه “آل سعود”؛ لأن الأطماع الصهيونية لم تقف عند ذلك الحد.
ومع مرور الأيام ها هي الأوراق والاتفاقات السعودية الصهيونية المبرمة تطلع على الطاولة على مرأى من العالم دون أي تحفظ.
ومع طبيعة هذا المشروع الذي يتطلب جرأة وشفافية أكبر، ها هو بن سلمان يقدم خدماته للكيان الصهيوني بشكل غير مسبوق في زمن قياسي لم يقدمها أسلافه في حكم المملكة خلال العقود الماضية.
وما ورد في مقابلاته السابقة من تواطؤ مفضوح ضد القضية الفلسطينية ليس إلا نموذجٌ بسيطٌ لما حدث خلف الكواليس في مسلسل صفقة القرن, وكذلك تمهيداً لها.
لا يسعنا الوقت في الحديث عن التأريخ السعودي في تصفية القضية الفلسطينية؛ لأن مسلسل إعلان هذه الصفقة قدمه وأنتجه كل ملوك وأمراء آل سعود الذين وضعتهم الصهيونية في مناصب عليا كانت مؤثرة في صنع القرار الدولي الذي يضمن تسريع عجلة تحقيق المشروع الصهيوني.
ومن هنا يتضح للعالم وللأمة العربية والإسلامية أن ملوك آل سعود خدامٌ حقيقيون للعدوين اللدودين “أمريكا وإسرائيل” وليس كما يزعمون أنهم خدامٌ للحرمين الشريفين.