قمة الظهران للفلسطينيين : قلوبنا معكم وسيوفنا ضد إيران
عباس السيد
في مدينة الظهران السعودية ، على شواطئ الخليج الفارسي ، تنعقد القمة العربية الـ 29 على بعد 250 كيلومترا من إيران ” العدو الجديد والوحيد للعرب ” بحسب النظام السعودي ، الذي لا يألو جهدا لحرف البوصلة العربية بعيدا عن القضية المركزية الأولى ، فلسطين المحتلة ، والعدو الأول ، الكيان الصهيوني .
فلسطين والقدس هي الحاضر الغائب في القمة التي أطلق عليها إسم ” قمة القدس ” كشعار للتمويه ، ومحاولة لتضليل الرأي العام العربي ، مع أن هذه السياسات لم تعد تنطلي على الشارع العربي بشكل عام والفلسطيني بشكل خاص ، والذي تحرق فيه صور الملك سلمان ونجله ، وتداس تحت الأقدام في مسيرات العودة التي يشعلها الفلسطينيون كل جمعة.
قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى القدس ، واعتبار القدس عاصمة أبدية لإسرائيل ، تم رفضه من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة . 128 دولة صوتت ضد القرار الأميركي في ديسمبر 2017. وكان على القمة العربية أن تستفيد من عاصفة الرفض الدولية وتتخذ مواقف متقدمة تجبر الأميركيين على التراجع ، وليس مجرد الرفض والتنديد الذي يجري تكراره في قمة الظهران .
أبلي الملك سلمان حسنا ، وهو يفتتح القمة بـ ” تأتأة ” طويلة وشاقة ، لم يشِر فيها من قريب أو بعيد إلى العدوان الثلاثي ـ الأميركي البريطاني الفرنسي ـ على سوريا ، والذي لم يمض عليه سوى يومان . وما عساه أن يقول ، وهو الذي أيد العدوان في ساعاته الأولى ؟!.
فعن أي عروبة وأي قومية وأي دين يحدثنا سلمان وقمته؟!ز وإلى أين يقودنا سلمان ونجله المتصهين المراهق الذي وصفه الإسرائيليون بـ ” بلفور عربي ” بعد أن صرح علنا بحق اليهود في أرض فلسطين؟.
لم يعد الخطر على فلسطين والقدس من المواقف السعودية والإماراتية المنفردة مع الكيان الصهيوني ، لكن الخطر الأكبر في سعي الدولتين ـ السعودية والإمارات ـ وعملهما بمثابة قاطرة لجر بقية الأنظمة العربية نحو التطبيع مع الكيان الإسرائيلي ودفن القضية الفلسطينية! .
وفي ظل تهافت الأنظمة العربية وضغف إرتباطها بشعوبها ، وإغراءات المال والسلطة ، لا يمكن التعويل على هذه الأنظمة، والأمل يبقى في صحوة الشعوب العربية والإسلامية ، و” مسيرات العودة ” في غزة خير دليل على أن الرهان سيظل على الشعوب لا على الأنظمة الذي سيظل لسان حالها يقول للفلسطينيين :
قلوبنا معكم وسيوفنا ضد إيران .