مؤامرة عبرية جديدة!
وفاء الكبسي
في ظل وضع عربي مزرٍ، ووضع إقليمي ودولي مشتعل تُعقد غُمَّة عبرية جديدة بالظهران هي الـ 29 ولن تكون بأفضل حالاً من سابقيها من القمم بل هي الأسوأ، يجتمع فيها حكام هُم مسوخ ميتة لوأد ما تبقى من الأمة العربية ولشرعنة الاحتلال الصهيوني والاعتراف بهِ، ولتمزيق وضرب ما تبقى من الشعوب العربية والتآمر عليها والدليل على هذا أن على رأس القضايا التي يتم التآمر عليها في هذهِ القمة العبرية هي اليمن وسوريا، فلم يكن ضرب سوريا عشية انعقاد القمة إلّا رسالة أمريكية لأصحاب الرخامة بأن يكونوا هم الراعين المؤيدين والممولين لضرب سوريا وتمزيق ما تبقى من أواصر الشعوب العربية.
فمن الملاحظ بأن كُلّ القمم التي عُقدت لا توجد فيها لا إنجازاتٌ ولا فوائدُ ولا منافعُ للجامعة العربية منذ نشأتها، بل مجرد صناعة أزمات ووضع مزرٍ يصب في مصلحة أعدائنا من أمريكا وإسرائيل وتنفيذ أجندتهم فقط، لقد سقطت فلسطين من حساباتهم وإلى الأبد رُغم أن عنوان القمة هو “القُدس” ولكن قُدس لمن؟! للعرب أم لليهود الصهاينة؟!
إنّها قمة المبايعة بيع القدس للصهاينة وعلى العلن وبيع جميع الدول فهل هذه قمة عربية؟!
هي لم تحمل العروبة ولم تحمل هَمَّ أية قضية عربية، بل على العكس هي طمست الهُوية العربية.
إنَّ هؤلاء الحكام أقصد الأعداء صهاينة العرب لا يوجد شيء يجمعهم لا دين ولا مصالح اقتصادية، فكل ما يجمعهم هو مصالحُ أعدائهم، فجميعُهم متفقون على تنفيذ أجندة أمريكا وإسرائيل في المنطقة.
هؤلاءِ الأمواتُ نسوا الله جل جلاله فأنساهم أنفسَهم وضرب عليهم الذل وَالهوان، فضيّعوا طريق الصواب وَضيعوا الأمة العربية معهم، وهل يحيي الأموات موات أمة؟! بل إن المضحك المبكي أنها تُقام في مملكة الشر السعودية التي عملت كُلّ ما بوسعها لتدمير الأمة العربية والتآمر على مستقبل هذه الأمة، قمة فاشلة ميتة سريرياً عاجزة، والدليل أن السلطات السعودية عجزت عن تحديد مكان انعقاد القمة هل في الرياض أم الدمام أم الظهران، هذا التذبذب في تحديد المكان لدليل على تخبطها وخوفها من الصواريخ الباليستية “اليمنية” التي تصب يومياً عليهم وهو دليلُ انتصار اليمن على العدوان وزوالهم طال الزمان أم قَصُرَ.
ثلاث سنوات وها نحن في العام الرابع ولم يستطع هذا العدوان الغاشم أن يحقق أي هدف، بل على العكس نحن من حققنا الأهدافَ ومرّغنا أنوفهم، وكسرنا شوكتهم، ودسنا على كُلّ أسلحتهم وتكنولوجيا أمريكا تحت أقدامنا، بل إن يدنا الطولى طالتهم للرياض وضربتهم في عُقر دارهم وغيرت كُلّ معادلاتهم وقلبت الطاولة عليهم وجعلت كُلّ موازين النصر والقوة في أيدينا نحن اليمنيين، فلن ينتصرَ الباطل على الحق، ولا الظالم على المظلوم، ولا الشر على الخير، ولا الكفر على يمن الإيمان والحكمة.
قمةٌ سيطر عليها الخيانة وموت الضمير فشرعنوا فيها العدوانَ على اليمن بغير أدنى حق أَوْ أي مبرر، إنما أعذار واهية أوهى من خيوط العنكبوت، وها هم اليوم يشرعنون العدوانَ على سوريا، هذه الغمة العبرية وسابقاتها هدمت كُلّ شيء، وهدمت الثقة بينها وبين شعوبها حتى أصبحت النشرةُ الجويةُ في اليابان تهم المواطن العربي أكثرَ من اجتماع هذه الحفنة الميتة الساقطة التي لم نرَ في وجوههم القترة أي خير، ولم نرَ فيهم من يتكلم اللغة العربية بدون تلكأ؟!
فماذا عساي أن أقول إلاّ يا أمة المفعول به ماذا تنتظرون أن يفعلَ بكم هؤلاء الحقراء أكثر مما أنتم فيه؟!.
سُلبت فلسطين الحبيبة منّا وأصبحت أسيرةً بيد اليهود الصهاينة وبعدها العراق الشقيق ثم ليبيا ثم ضربوا ودمروا اليمن وأنتم نائمون وها هي سوريا تُضرب اليوم فماذا أنتم فاعلون؟!
إلى متى كُلّ هذا الانبطاح والذل والهوان والضعف والعجز؟!
أين رحلت عروبتكم وإسلامُكم الذي يأبى بأن تظلوا عبيداً أذلاءً لعدوكم، لقد كنتم أصحاب الفعل والقرار الفاعلين والمؤثرين في العالم بل والمحرّكين له، أما اليوم أصبحتم المفعول بكم المعتدى عليكم، عاثت فيكم أمريكا واستباحت حرماتكم وملأت الأرض جَوْراً وفساداً وقتلاً وتدميراً وأنتم متبلّدون تائهون!!
أصبحتم مجرد دُمَىً عمياءَ تستخفُّ بكم أمريكا وتستعبدُكم!
ألم يحن الوقتُ يا أُمَّةَ الإسلام بأن تأخذوا زمامَ المبادرة والفعل، وتعودوا لربكم ولكتابِهِ وتكونوا خيرَ أمة أُخرجت للناس.
أفيقوا يا عربُ قبلَ فواتِ الأوان!