حكاية مجاهد
زياد السالمي
ترتيبُ وضعِك قبل أن تمضي
توقَّفْ من كتابةِ واقعٍ
مُلقَىً على أَسَفِ الزمانِ
وفي محطتِك الأخيرةِ
قل لغيرِك حان موعدُنا لنذهب
نحوَ غايتِنا الكبيرة
نحوَ بذلِ الروحِ والدمِ في سبيلِ الله
لم تكن الحياةُ جميلةً من غيرِ أرضٍ
تشرَئِبُ إلى السيادةِ والمعالي
قل لنفسِك لم أكن سبباً لدمعةِ
طفلةٍ فقدت أباها
لم أكن إلا محباً فارتأتني
الأمنيات بأن أقاتل
عن بلادي
ها أنا ما زلت بَـضًّا في اختيار المستحيل
ولن أغنيَ للعدو
رميت همي جانباً وحملت سيفي مثلَ غيري
ثم رحت محملاً بدعاء أمي
لا مكان إذن سوى للنصر أَوْ للنصر
أمضي هكذا..
* * *
قالت
نساء مدينتي لا تترك الغازي ينام
ولا تدع أبداً سلاحَك جانباً صَوِّبْه
نحو الخائنين ولا تبالي
من تضعضع بعضهم
أنت الرجولةُ في مآقينا
لترتسم ابتسامتُنا نشيداً
يا رجولتَنا أفقنا مطمئناتٍ
لأنك في التخوم تقارِعُ الغازي
وتدفع عن بلادك عن ترابِك عن وجودِك
فانتصر أَوْ فانتصر أَوْ فانتصر
لا شيء غير النصر تحمله فهيا
هكذا..
* * *
بر بأرضك حين
ترفع رايةَ الوطن العظيم
على جماجمِ كُلِّ غازٍ