شهداء فلسطين وجرحاها قالوا كلمتهم
عباس الجمعة
أمام مسيرات حق العودة التي ترسُمُ بالدم حقوقَ الشعب الفلسطيني لتقول للعالم أجمع رسالتنا واضحة: لا لصفقة القرن، ولا لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لدولة الكيان الصهيوني، وعلى العالم والعرب أن يتحملوا تبعات السياسية الخطيرة على مجمل قضيتنا الوطنية والنضال الطويل والمرير، فالشعب الفلسطيني سيواصل نضاله ضد الاحتلال من أجل نيل حقوقه المشروعة.
إن كُلّ المراهنين من الأنظمة العربية على الدور الأمريكي في حل الصراع العربي الصهيوني هم أيضاً شركاء في وصول القضية الفلسطينية لهذه النقطة الحرجة التي تمر بها، فتأريخ الامبريالية الأمريكية ومن قبلها البريطانية كان تأريخاً حافلاً بالتآمر على الشعوب وتشريدها واستعمارها، فعلى هذه الأنظمة التي تقودُ حالياً عملية التطبيع مع دولة الكيان تحت مسميات ومبررات مختلفة، ويحاولون شرعنةَ وجود دولة الكيان على حساب حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، أن يتخلوا عن هذه السياسة، فالشعبُ الفلسطيني الذي يهبُّ في انتفاضة متواصلة عنوانها العودة في الضفة وغزة والداخل الفلسطيني ضد المشروع الأمريكي الصهيوني، مؤكّدين على أن خيار المقاومة بوجه المحتل بكافة الاشكال والسبل المتاحة هو الأساس.
إنَّ شهداء فلسطين وجراحها قالوا كلمتهم التي تعلو فوق كلمة الحق ولا بيع للوهم، وما أُخذ بالقوة لا يُسترد بغيرها.
في ظل هذه الأوضاع نقول إن بداية المعركة انطلقت يوم الثلاثين من آذار، وهي معركة متواصلة لفتح المجال واسعًا أمام تغيير قواعد الصراع، مما يستدعي رفعَ مستوى الكفاءة الفلسطينية، من خلال التفاف الشعب الفلسطيني حول مسيرات العودة الكبرى والتي شهد لها العالم أجمع، بأنها الأضخم والأكبر في تأريخ الثورة الفلسطينية، فرغم كُلّ الخلافات والتناقضات والانقسام، وفي ظل حجم المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا الفلسطيني كان الرد على كُلّ هذه المؤامرات، بشكل موحد خلف راية وعلم فلسطين، تاركاً خلفه كُلّ التناقضات الثانوية لصالح تقديم التناقض الرئيسي مع الاحتلال الصهيوني،، وهذا مما يؤكد أن الشعب الفلسطيني يمتلك من الإرادة والعزيمة، ما يؤهله للاستمرار في النضال والكفاح من أجل نيل حقوقه الوطنية مهما بلغ الأمر، وأن نظرية الكبار يموتون والصغار ينسون قد سقطت أمام عظمة وإصرار هذا الشعب العظيم وإيمانه العميق بحتمية الانتصار على الاحتلال الصهيوني.
إنَّ صمودَ الشعب الفلسطيني في المواجهات الشرسة مع الاحتلال، وإصراره على مواجهة الممارسات والسياسات الاحتلالية في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة، على اعتبار أن قضية احق العودة والقدس لا تنفصل إطلاقاً عن قضايا التحرر الوطني وانتزاع الحقوق الوطنية التي يسعى المحتلون الصهاينة، بدعم أمريكي وغربي ورجعي لطمسها، فهذا الشعب العظيم هو القادر على بناء جدار الصد في وجه الأطماع والمخططات الاسرائيلية.
من هنا نرى أن مقاومةَ الشعب الفلسطيني، والتفافَه حول المطالب والثوابت الوطنية، هو الكفيلُ باتخاذ قرارات ومبادرات تنسجم وترتقي إلى مستوى صمود الشعب في وجه العربدة الصهيونية، وتنسجم مع استعداداته الكفاحية ومطالبه الوطنية.