النظام السعودي يعلن دخول طائرات حربية جديدة لرفع معنويات الغزاة والمرتزِقة على الأرض: العدوان يعترف بتغييرات خطيرة في معركة الأجواء لصالح الجيش واللجان الشعبية
المسيرة: إبراهيم السراجي
“إنه تطوُّرٌ خطير” بهذه العبارة علّق الناطقُ الرسميُّ باسم تحالف العدوان، تركي المالكي، على إصابة طائرة سعودية من طراز F15 في صعدةَ، وهي خطورةٌ ناجمةٌ عن تطَوّر قدرات قُــوَّات الدفاع الجوي اليمنية، وهي واحدةٌ من الأمور الذي لم يكن النظامُ السعودي يحسب حسابها، فقد ظل يعتقدُ أن الأجواء اليمنية ستبقى متاحةً لطائراته دون أية تكلفة، لكن مَصْدَرُ الحرج في ظهور هذا المتغير بالنسبة لقوى العدوان أنه تطَوّر يأتي بعد ثلاثة أعوام من العدوان، وأنّه يعزز الثقةَ بما يصدر عن قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي الذي وعد بدخول العام الرابع من الصمود بمتغيراتٍ جديدة على مستوى القدرات الجوية والدفاعية.
ورغم استمرار الغارات والمجازر الجماعية التي يرتكبها العدوان، إلا أنه وفقاً للمعطيات اليومية في الميدان ومصادر عسكرية تحدثت لصحيفة المسيرة، فإنَّ قُــوَّاتِ الدفاع الجوي فرضت معادلةً جديدةً على العدوان في حرب الأجواء، فالطائرات التابعة للعدوان لم تعد تحلق بنفس الارتياح السابق خلال دعمها للمرتزِقة على الأرض، ولم يعد يسمع المواطنون صوتَها وهي تخترق حاجزَ الصوت بغرضِ الاستعراض، بالإضافةِ إلى وجود حذر ملحوظ، خصوصاً في رد الفعل تجاه دفعات الصواريخ الباليستية التي ضربت الرياض وعسير ونجران وجيزان.
ومع أول عملية تنفّـذها الطائرات اليمنية بدون طيار (قاصف1) لوحظ على نطاق واسع على مستوى مواقف قوى العدوان ووسائل إعلامها بأن هناك قلقاً غير مسبوق لدى العدوان من عمليات تلك الطائرات، التي أقر ناطقُ العدوان بعدم قدرة الرادارات على اكتشافها، ناهيك عن تأثيرها على عمليات العدوان على الأرض، فالصواريخ الباليستية تضرب أهدافاً ثابتة وأهدافها استراتيجية، لكن هذا النوع من الطائرات قادرٌ على ملاحقة الأهداف المتحرّكة والمشاركة في المعارك والاشتباك المباشر باستهداف مواقع وآليات العدوان خلال المواجهات أَوْ قبلها.
هذه المتغيراتُ ألقت بظِلالها سلباً على معنويات المرتزِقة على الأرض الذين لم يعد بمقدورهم أن يتحرّكوا وهم آمنون من ضربات الجو كما كان في السابق، الأمر الذي دفع قوى العدوان إلى التفكير بكيفية التخلُّص من تبعات هذه المتغيرات، فأعلن النظام السعودي، أمس الأحد، أن طائرة حربية من طراز RC-135 انضمت لأسطوله الحربي وكذلك في اليوم التالي لإصابة طائرته في صعدةَ أعلن دخولَ طائرة جديدة من طراز F15 SA في المعركة، معدِّداً مواصفاتها المتطَوّرة، خصوصاً فيما يتعلق بقُدرتها على التحليق بارتفاعات عالية، وهي محاولةٌ لطمأنة المرتزِقة على الأرض بوجود طائرات قادرة على تجنُّب صواريخ الدفاع الجوي اليمنية، لكنَّه في ذات الوقت اعترافٌ بخروج أساطيل الطائرات، التي تمثل معظم أسطوله الجوي، عن الخدمة.
ويؤكّـد الناطقُ الرسمي للقُــوَّات المسلحة العميد شرف لقمان أن المتغيرات الجديدة التي منحت الجيش واللجان القدرة على القتال الجوي تمكّنت من عزل احتياطات العدو وتقييد تحَـرّكاته على الأرض.
وقال العميد لقمان في تصريحات لوكالة الأنباء اليمنية إن “القتالَ الجوي في ظل الإمكانيات الحالية حقّق أهدافَه في عزل احتياطات العدو وحماية القُــوَّات على الأرض وتسهيل تحَـرّكها في مسرح العمليات”.
وأوضح العميد لقمان، أن العمليات المشتركة للقُــوَّة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر المنفّـذة طبقاً للموقف، هيأت الظروف المناسبة لأعمال قتال برية واسعة.
ووفقاً لمعطيات الميدان، أكّـد العميدُ لقمان أن السيطرةَ الجوية لقوى العدوان انحصرت مع دخول سلاح الجو المسيّر في المعركة وارتفاع وتيرة عمليات القُــوَّة الصاروخية، وفي ظل العمليات المشتركة للقُــوَّة الصاروخ وسلاح الجو المسير “وفق خطط متطَوّرة ومرنة لتدمير الآلة العسكرية للعدو”.
واعتبر العميد لقمان أن هذه المتغيراتِ في مرحلتها المتقدمة ستكونُ كفيلةً بإجبار قوى العدوان على إيقاف عدوانها وإنهاء احتلالها لأجزاء من اليمن والخروج منه، مشيراً إلى أن العمليات الحالية تلحقُ خسائرَ فادحةً بتحالف العدوان بشرياً ومادياً، غير أنه يجري التسترُ عليها وممارَسة التعتيم الإعلامي والتضليل من خلال مزاعم العدوان إفشال واعتراض العمليات الجوية والضربات الصاروخية.