اليمن بين المظلومية وعالَم النفاق
نوال أحمد
على مدى ثلاثة أعوامٍ ويمنُنا الحبيب يتعرَّضُ لأبشع وأفظع أنواع الظلم والإجْــرَام، بعُـدْوَانٍ ظالم غاشم لم تشهدْه المنطقةُ في تأريخنا المعاصر، يشترك فيه أكابرُ مجرمي الحروب وداعمي الإرهاب في العالم بإشراف أمريكي ودعم من الولايات المتحدة وبقيادة سعودية وَإماراتية عبرية.
ثلاثة أعوام خلت، وها نحن في العام الرابع واليمن واليمنيون تحت القصف وتحت الحصار، والقتل والجوع والدمار، الآلاف من الغارات الجوية تشنّ على المدنيين، بكل أنواع الأسلحة البيولوجية والعنقودية والنيترونية والغازية، وبكافة الأسلحة المحرمة دولياً التي حلّلوها على اليمن وشنوها على رؤوس اليمنيين..
الآلافُ من الأطفال والنساء يُقتلون، وَتُحرق أجسادهم، وتتطاير أشلاؤهم على هذه الأرض، وتمتزجُ دماؤهم مع أكوام الدمار؛ بفعل تلك الغارات الهستيرية الآثمة والظالمة.
استهدفوا بطائراتهم الخبيثة كُلَّ شيءٍ في يمننا الغالي، ولم يحيدوا المواطنين والأبرياء عن همجية قصفهم وعُـدْوَانيتهم وخبثهم المقيت، أطفالٌ بعمر الزهور تقتلهم الغارات الجوية ويُدفنون مع أُمّهاتهم تحت رُكام منازلهم، يُستهدَفُ ويُقتَلُ الطفلُ اليمني البريء المظلوم وهو في منزله أَوْ في مدرسته أَوْ في شارعه وحتى وهو في حُضن أمه.
آلافُ الأطفال يموتون في المستشفيات وهم يعانون المرض؛ لعدم توفر الإمْكَانات العلاجية؛ بسبب الحصار، الشعب اليمني كله يعاني ويتألم ويتجرّعُ ويلات الظلم والحرمان، لم تسلم المرأة اليمنية من ظلم العُـدْوَان وجبروته، تُستهدَفُ استهدافاً مباشراً بغارات العُـدْوَان في أية بقعة تتواجدُ فيها.
العُـدْوَان المجرم لم يترك لليمنيين أيَّ شيء، استهدف أسواقهم ومنازلهم، استهدف مساجدَهم ومزارعهم، بُناهم التحتية وحتى الطرق والجسور لم تسلم من هذا العُـدْوَان الغشوم الحاقد.
وكل هذا العُـدْوَان السعوأمريكي وكل ما يرتكبه من مجازرَ وجرائمَ بحق الشعب اليمني وإجْــرَام وحشي وظلم وطغيان يمارسه العُـدْوَان في اليمن على مرأى ومسمع من هذا العالم كله بمجتمعه الدولي وأممه المتحدة ولا من مستنكر أَوْ مُدين، أَوْ منصِف رغم بشاعة الظلم والعُـدْوَان بحق اليمنيون، وكأن اليمنيين ليسوا بشراً؛ لأنَّ الإنْسَانية ماتت وأَصْبَـحنا نعيش اليومَ في عالم النفاق الخالي من الضمير والمجرد من الإنْسَانية، وأمام هذا الظلم والإجْــرَام لم يعد للإنْسَان اليمني إلا أن يدافع عن نفسه وعن كرامته التي لم يُبقِ له العُـدْوَان غيرَها..
كرامةُ الإنْسَان اليمني غالية وأغلى من كُلّ ما يملك، ولم ولن يفرط فيها مهما كانت التحدّيات، ومهما بلغت التضحيات..
وأمام كُلّ ما تعرض له من عُـدْوَان، رغم بشاعته لكنه لا زال شامخاً بكرامته، عزيزاً بحريته، قوياً بإرادته، وبقيادته وجيشه ولجانه الشعبية الأبية، وبعون الله وإرادته وتأييده الإلهي، هزم العُـدْوَان بصموده وصلابته، وكسر شوكةَ العُـدْوَان وغطرسته..
فها هي القوةُ الإيْمَانيةُ اليمانية ظهرت وانهارت قوى العُـدْوَان من ضرباتها وقُوّة ردعها؛ لأنَّها قوةٌ صنعت من شلالات الدماء التي سفكها العُـدْوَان ظلماً وعُـدْوَاناً والتي تسيل في كُلّ يوم منذ بداية العُـدْوَان، فكانت الردودُ اليمانية صارمةً وبراكينَ مدمرةً وضرباتٍ مزلزلةً لقوى العُـدْوَان وصواريخَ باليستية تطال عمقَ أراضي العدو وطائرات مسيّرة تقصف قواعده ومنشآته..
ومهما كان حجمُ المؤامرات التي تحاك ضد اليمانيين من قبل أعراب النفاق، وَمهما كانت الدعايات التي تختلقها قوى العُـدْوَان وزبانيتهم، ومهما كذبوا وزيّفوا الحقائق بأبواقهم الإعلامية، فالحقيقة واضحة وضوحَ الشمس، ولن يستطيعوا أن يحجبوا ضوءَ الشمس بغربال..
فها هي انتصاراتُ رجال اليمن الأحرار تشهد، وبطولات الأبطال في صفحات التأريخ تخلَّد، وكل الواقع لهم يشهد، بأنهم من ضعفهم ومن مظلوميتهم وحصار العُـدْوَان لهم، استطاعوا بفضل الله ثم بفضل جهدهم وجهادهم أن يحققوا أقوى الانتصارات، وأعظمَ البطولات..
واستطاعوا أن يكسروا أَكْبَــر وأخطر الزحوفات على بلدهم الطاهر، وصنعوا من عتادهم محرقةً، ونكّلوا بهم أشدَّ تنكيل..
واستطاعوا بعون الله تطوير الصناعات العسكرية، مروراً بالصواريخ الباليستية، والدفاعية، ووصولاً إلى الطائرات المسيّرة التي بدأت تقصف مواقعَ عسكرية، في عمق الأراضي السعودية..
ومهما استهانوا بالقدرات اليمانية، ومهما كان كِبْـرُهم، ولكنها تؤلمهم وتخيفهم، وواقعهم يشهد ما مدى تخبُّطِهم وخوفهم من الصواريخ اليمنية، التي تقضُّ مضاجعهم، وتهزُّ عروشهم، وتزلزلُ كيانهم..
فليعلموا أن اليمنَ باقية ببقاء رجالها الأحرار والأبطال الشرفاء الذين هم الدرع الواقي والحصن الحصين لهذا الوطن من كُلّ الغزاة الطامعين باحتلاله ونهب خيراته، ومهما ساد النفاق في هذا العالم ومهما تخاذل الكثير فسيبقى الأحرارُ والشرفاءُ في هذا الوطن هم اليدَ الضاربة بيد هذا الشعب الأبي المظلوم والصامد الذي تآمر عليه كُلُّ شُذَّاذ الآفاق من كُلّ أقطار هذا الكون..
ومهما تغافل المجتمعُ الدولي عنْ ما يعانيه الشعب اليمني وما يتعرض له من ظلم وإجْــرَام ستبقى مظلوميةُ هذا الشعب وصمة عار تلامِسُ جبينَ كُلّ هذا العالم المنافق والعميل.
وسيستمرُّ الدفاعُ عن النفس، بصواريخنا الباليستية وببنادق الرجال الصادقين حتى يوقفَ العُـدْوَان غاراته الجوية ويَكُفَّ عن العبث بأرواح اليمنيين..
وتبقى خُلاصةُ القول هنا: أوقفوا عُـدْوَانكم، وارفعوا حصاركم، تتوقف صواريخنا الباليستية، ومن دخل اليمن غازياً فلن يخرج منها إلا مصندقاً أَوْ يدفن ويقبر فيها، وستبقى اليمن دائماً وأبداً مقبرة للغزاة وستنتصر اليمن ويُهزَمُ العُـدْوَانُ ويخزى كُلّ منافق وعميل ويُــذَلُّ كُلُّ مرتزِقٍ حقير ذليل.