رفعت له اليد
زياد السالمي
للحق فيضٌ لا يخيب وللندى
فجرٌ على الورد استوى وتسيَّدا
فافرد جناحَ الضوء في لُغتي وقل
هل خاب قلبٌ فيك يعشقُ أحمدا
ضوءٌ من الغيب ارتداد ظلاله
أملٌ يعود على الحياة لنسعدا
اجتزت في النبل الظروف.. وهل ترى
من حيِّـزٍ غير المروءة سؤددا
ورميت كُلّ ضغينة في نفسها
وضحكت من واشٍ يخافك أجودا
وترٌ توشح ثوبه الفضيَّ في
ليلٍ كئيبٍ واستطاب مرددا
مهلاً لذهنك ما يطيق من الرؤى
مهلاً لقلبك ما يجيد ليشهدا
إن شاب جسمك فالجسوم عواهنٌ
والنبض فيك على الشباب تعودا
ما كنت تخشى كي تتوهَ توجساً
بل تكتمُ الأحزان فيك لتوأدا
* * *
يكفي بك الأحياء إن زاورتهم
ذكراَ كأن دم الوريد تجمدا
قتلاك أحياء من الشرف الذي
جادت يداك تكرماً وتوددا
اقرأ كتابك في يمينك شاعراً
ذلَّ المنايا مثلما اقتاد الردى
واجهت بل صيرت حال مدينة
شعراً مضى في لهوه مُتَمَرِّدا
في خاطر الأفق البعيد وفي الرضا
في سرعة الخطوات في أقصى المدى
* * *
في حيرة النسيان أيضاً في الزواـــــ
ـــل وفي الظلال وفي السراب وفي الصدى
في خافق الوجدان في عزم المنى
في اللحن في عطر الورود وفي الندى
في الذهن في الإطراق أيضاً في الرؤى
في القصد والإدراك في حدس الهدى
في الجن في الإنْسَان في الروح العُلى ـ
في كُلّ شيءٍ نابضٍ فيما عدا
* * *
تمضي الأناملُ في السطور ويحتفي
تأويلها: أن النهاية مبتدا
فأقم شرودك عن جفون السوء كي
يبكي من الإيلام من بدأ العِدا
* * *
وطنٌ على وطن تعالى.. رابئاً
يأبى قبولَ الضيم مهما قُيِّدا
الحزن والمعنى وعطر حضوره
كالنهر يذكر من رفعت له اليدا
فيك الجوارح للمروءة جدول
وَمواردٌ تنسابُ نُبلاً أمجَدا
يا كُلَّ قلبٍ في حشى كُلّ امرئٍ
حُرٍّ رأى فيك الخلاص فأنشدا
* * *
ألمي يفر إليك حرفاً مبهما
كالذهن من فرط الخيال تشرَّدا
هل كان ذنبي أنني متفائلٌ
مستبشرٌ لما ارتأيتك موعدا
أم خاب قصدي حين رحت مشمراً
أسعى إلى الباب الذي لن يوصدا
أم أنه رب العباد لِحكمةٍ
سيمحص الإنْسَان حتى يوردا