في اللحظات الأخيرة
نبيل القانص
جدتي يا شهيدتَنا
مَن سيحكي لنا قصصا من جميلِ الزمان
مَن سيقولُ لنا كيف كانت نهايةُ “مِيلِ الذهب”؟.
يا شهيدتنا
قَتَلوا فيكِ حُلماً مُسناً
حكاياهُ تمتدُّ منذُ بنى سامُ صنعاء في قلبهِ
لتمرُّ جداوِلُ تأريخها السبئي
وتسقي الرياحين والروحَ
مِن قصص الأنبياءِ
وُصُولاً إلى غارةٍ أحرَقَت جنَّةً مِن عِنَب.
قتلوا فيكِ بلقيسنا
وهي تنقُشُ حِكمَتَها في القلوبِ
بخطِّ الحفيدةِ أروى
الذي ظل يلمعُ مثل خيوطِ الصباحِ..
فلا تسألي
عن طيوفِ الذينَ تبَقَّوا على عهد أوطانهم
-يا شهيدة-
أو عن شعورٍ فتحنا لهُ البابَ
فاحتارَ ثانيةً وذَهَب.
يا شهيدتَنا
أنتِ أعلمُ منا
ومنكِ تَشَرَّبَتِ الأمنياتُ عذوبَتَها
ثم مالت إلى سُمرةِ الأرضِ
حينَ زرَعتِ “الشَّذَابَ” عليها.. فأزهرَ
أنتِ النَّبِيَّة
مَن علَّمَتنا الجلوسَ أمام وَقَارِ الحقولِ
وكيف نصلِّي بأرواحنا..
جدتي.. لا غبار على العمرِ
حين ابتدا بابتسامتكِ..،
والسلام عليكِ
وكفكِ تُمسكُ سِبحَتَها اللؤلؤية
في اللحظات الأخيرةِ
لا حيرة في سكونكِ تهذي
وتبحثُ في حزننا عن سبب.
جدتي.. يا شهيدتنا
أنتِ أعلمُ منا
لماذا تموتينَ بالقصفِ
حين تَحَالَفَ ضد تسابيحِ قلبِكِ
كُلُّ العَرَب.