في استشهَاد الرئيس المناضل صالح علي الصمّـاد
ناصر بن ناصر النصيري*
إنَّ استشهَادَ الأخ المناضل / صالح علي الصمّـاد رئيس المجلس السياسي الأعلى القائد الأعلى للقوات المسلحة في هذه الظروف العصيبة التي تمُرُّ بها بلادُنا جراء استمرار العدوان والحصار السعودي الأمريكي الإماراتي يُمَـثّـلُ خسارةً وطنيةً كبيرة، فالوطن كان بحاجة ماسة في هذه الظروف العصيبة إلى بقاء هذا القائد الوطني على رأس قيادة الدولة الذي أثبت قدرتَه وجدارته في الفترة الماضية من عمر المجلس السياسي.
من المعروف أن الشَّـهيدَ الرئيس صالح علي الصمّـاد تحمَّل وزملاءه أعضاء المجلس السياسي الأعلى مسؤولية إدَارَة شؤون البلاد ومعركة الدفاع عن الوطن في ظل ظروف بالغة التعقيد ظروف الحرب والحصار السعودي الأمريكي الإماراتي وانهيار كامل لمؤسّسات الدولة المدنية والعسكرية وغيرها، وخلو خزينة الدولة من المال وهروب واختفاء معظم رؤوس الأموال من البنوك ونقل البنك المركزي إلى عدن ووقف صرف مرتبات موظفين الدولة وتوقف الانتاج المحلي؛ بسبب العدوان والحصار السعودي الأمريكي الإماراتي وكذلك التجارة الخارجية والمساعدات والقروض الأجنبية وتشتت وحدة الجبهة الداخلية يتزامن ذلك مع التصعيد العسكري العدواني في مختلف الجبهات، ومع ذلك تمكن المجلس السياسي الأعلى برئاسة الرئيس الشَّـهيد / صالح الصمّـاد من مواجهة التحديات والتغلب على الصعوبات وبذل جهودًا حثيثة ومتواصلة في اتجاه وحدة وصمود الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان والحصار ودعم الجبهات وإعَادَة بناء مؤسّسات الدولة واستئناف نشاطها وتفعيل دورها.
وخلال قيادة المجلس السياسي برئاسة الشَّـهيد صالح الصمّـاد تمكن المجلس السياسي ومعه كافة جماهير الشعب ومختلف القوى الوطنية المناهضة للعدوان والقوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية من التصَـدّي لقوات العدو ومرتزِقته في مختلف الجبهات العسكرية والاقتصادية والسياسية والاعلامية وغيرها، وقد لعب الشَّـهيد / صالح الصمّـاد دورًا بارزًا في هذا المجال وهو دورٌ معروفٌ وواضحٌ للجميع لا يستطيع أحدٌ نُكرانه.
لقد كان الشَّـهيد البطل / صالح علي الصمّـاد قائدًا محنكًا ومناضلًا شجاعًا وصلبًا وسياسيًّا بارعا ومخضرمًا، وكان يتمتع بصفات أَخْـلَاقية نبيلة وسلوكً حميدة وبُعدِ نظر, وكان رحمة الله رجلَ دولة ورجل سلام وقد أطلق مبادراتٍ عديدة من أجل تحقيق السلام ومصالحة وطنية شاملة ووضع مشروع لبناء الدولة ((يَـدٌ تحمي ويَـدٌ تبني)).
أن أمثال الشَّـهيد / صالح الصمّـاد قليلون بهذا الزمان ونحن في المجلس السياسي الأعلى نؤكّـدُ ونجدّدُ العهدَ والوفاءَ للشهيد الرئيس بأننا سنمضي في دربه درب الوطن والمضي قدمًا على خُطَى الرئيس الشَّـهيد في تحقيق النصر الكامل لشعبنا اليمني العظيم، وكما نؤكّـد مضيَّنا في تحقيق مشروع الشَّـهيد في بناء الدولة اليمنية العادلة والمستقلة تحت شعار (يَـدٌ تحمي ويَـدٌ تبني).
* عضو المجلس السياسي الأعلى