الحركات الثورية لا تنتهي باغتيال قادتها
سامح عسكر*
عام 2004 اغتالت إسرائيل قادة حركة حماس وراء بعض (أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي)، ومع ذلك ظلت حماس؛ لأنها تمتلك أيديولوجيا مقاومة ضد إسرائيل.
اليوم تغتالُ السعودية صالح الصمَّـاد رئيس اليمن والقياديَّ بجماعة الحوثيين.. وسيظل الحوثيون أَيْـضاً؛ لأنّ هم يمتلكون مشروعَ مقاومة ضد السعودية.
اعتراف السعودية باغتيال صالح الصمَّـاد يضعُها تحت طائلة القانون الدولي الذي يمنع التعرض للسياسيين الصمَّـاد كان رئيساً وقتله يعني رفضَ كُلّ مبادرات السلام، وأعتقد أن الحوثي سينتقمُ بنفس المستوى أي حصد رأس كبيرة قد يكون سعودي.
اغتيالُ القيادات ليس حلاً لمشكلة اليمن.. بل سيفاقم ذلك من الصراع، فالجماعات لن تعدم وجود قائد ربما أكفأ من سابقيه..
الحل هو وقف العدوان السعودي والاحتلال الإماراتي لليمن.. فالحرب ستظل ما دام هناك احتلال والمعارك تشتد كلما وطأت أقدام الأجانب تراب صنعاء وعدن.
التياراتُ الثورية كالحوثيين تقوم فكرة القيادة فيها على المعنى والمبدأ لذلك ترى قيادييهم كُثْــراً ولديهم رمز أعلى يوجههم سياسيا ومعنويا وروحيا.
أي الاعتقاد بتأثر حركة أَنْصَـار الله بعد اغتيال صالح الصمَّـاد جهل وعدم إلمام ببنية الفكر الديني ذي الطابع الثوري خُصُوصاً لو تميز بدعم قبلي كما في الحالة اليمنية.
الحل الوحيد لحرب اليمن هو وقف العدوان الأجنبي والاعتراف بكل مكونات اليمن السياسية بمن فيهم أَنْصَـار الله وفق مبدأ المشاركة لا المغالبة..
عدا ذلك ستستمرُّ الحرب سنواتٍ أُخْــرَى يعاني فيها اليمن من القتل والحصار.. والسعودية والإمارات من الاستنزاف والملاحقة وتشويه السمعة.
ظلت دولُ الخليج تشتري سلاحاً وتكدّسُه في مخازنها طيلة 25 عاماً من بعد حرب الكويت، ولم يكن أحدٌ يتوقع أن يستعملَ هذا السلاح ضد شعب عربي شقيق يدافع عن أرضِه كشعب اليمن، ما الذي بقي للعرب أن يتفاخروا به بعد الآن؟! كرامة وذهبت.. أرواحهم وذهبت.. أموالهم تذهب.. وقريباً عائلاتهم الحاكمة ستذهب.
والحقيقةُ أنني أُشفِقُ على بعض اليمنيين الذين يؤيدون الاحتلالَ الإماراتي لبلدهم، ما من جيش يتواجدُ في دولة أُخْــرَى إلا وله هدفٌ وحيدٌ هو (الربح)، فلن يضحيَ بدماء جنوده مجاناً بل بثمن باهظ يعرفه المقاومون للاحتلال على مر التأريخ، قد يكون هذا الثمن قطعة أرض سقطرى وقد يكون ثروات مأرب وعدن وقد يكون اليمن نفسه.
*كاتب وباحث مصري