دم الشّهيد الصمَّـاد مفتاح النصر على العدوان
زيد البعوة
الشَّـهيدُ الرئيسُ صالح الصمَّـاد شخصيةٌ جهاديةٌ سياسيةٌ ثقافيةٌ إيْمَـانية أقلقت أَعْدَاءَ الأُمَّـة، وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل؛ ولأنه كان يؤرق مناماتهم ويثير حفيظتهم قرّروا اغتيالَه وقتلَه، لكن ما الذي حصل بعدها؟ هل قضوا على الصمَّـاد ووصلوا إلى غايتهم وانتهى الأمر؟، لا والله بل بعثوا في نفوس كُلّ اليمنيين الأحرار الشرفاء ألف صمَّـادٍ وصمَّـاد..
من خلال الاغتيالات التي طالت الأنبياء والمصلحين على مَرِّ الزمن، نجدُ أن الهدفَ من وراء ذلك هو قتلُ المصلحين ومحاولة إطفاء نور الله والخوف الشديد من الرجال الصادقين المخلصين مع الله الذين يسعون في الأرض في مجال الإصْـلَاح والإحسان ونشْرِ هُدَى الله ومقارعة الطواغيت والظالمين..
الطواغيتُ والمجرمون ينظرون إلى الشخصيات المؤثرة والإيجابية في أوساط الناس أنها تُمَـثّـلُ عائقًا أمام أَهْدَافهم ومُخَطّطاتهم الإجْــرَامية فيسعون إلى التخلص منها واغتيالها، ظانين أن ذلك هو الحل الأنجح للاستمرار في طغيانهم وإجْــرَامهم..
ولو لم يكن الشَّـهيدُ الرئيسُ الصمَّـاد شخصيةً إيْمَـانية من المصلحين في الأرض وإنْسَانًا مؤثرًا ويمثّل خطورة على دول الاستكبار والإجْــرَام لَما سعوا إلى اغتياله، ولو كان الرئيس الشَّـهيد الصمَّـاد عميلًا وخائنًا ومجرد عَبدٍ ذليل لأمريكا وإسرائيل وآل سعود لَما قاموا باغتياله ولَحافظوا عليه وقاموا بحمايته..
الصمَّـادُ رجلٌ من رجال الله، خُلِقَ من رحم الثقافة القُــرْآنية ورجل عركته الأَحْــدَاث فصنعت منه شخصيةً سياسيةً ووطنيةً وجهادية؛ وَلأن الله وعد أن يصطفي من أوليائه شهداءَ، فقد اصطفى الصمَّـاد إليه في جنته ورضوانه؛ لأنه يستحقُّ ذلك بكل جداره، وهل مثل الصمَّـاد يستحق إلّا أن يكونَ مخلدًا حيًا لا يموت..
كان الشَّـهيدُ الرئيسُ الصمَّـاد يعشقُ ميادينَ الجهاد ويحب المجاهدين بشكل جنوني إلى درجة أنه قال في إحْدَى زيارته للمجاهدين في جبهة الجوف ((مسح الغبار من على نعال المجاهدين أشرف من كُلّ مناصب الدنيا))، وكان الشَّـهيد الصمَّـاد من عُشّاق الحق الذين يخوضون غمار الموت من أجل الحق في كُلّ مكان، لم يكن ينظر إلى تولية منصب رئاسة المجلس السياسي الأعلى كمغنم ومنصب معنوي ومادي بقدر ما كان ينظر إليه كمسئولية وواجب ديني ووطني قام به وعمل من أجله بكل ما يستطيع..
المعركةُ اليومَ ليست مجرد معركةٍ بين أَنْصَـار الله وأمريكا أَوْ بين اليمنيين ودول الخليج، لا، المعركة أَكْبَـر من ذلك المعركة هي معركة بين الحق والباطل وبين النور والظلام وبين الإسْـلَام والكفر وبين الحق والنفاق وبين دول الاستكبار والمستضعفين، المعركة هي معركة الإسْـلَام كله في مواجهة الشرك كله..
لهذا ما يجبُ أن يفهمَه الأَعْدَاء أن دماء المستضعفين تثمر صبرًا وعنفوانًا وقُـوَّةً وإصرارًا واستمرارًا في مواجهة الطواغيت في هذه الأرض، وكل قطرة دم يسفكها الأَعْدَاءُ تعتبر وقودًا لمواصَلة المشوار التحرّري، وكل ما سفكوا من دماء العظماء عليهم أن يعلموا أن هذه الدماءَ لن تذهبَ هدرًا، بل يجبُ أن يدفعوا ثمنَها باهظًا في الدنيا والأخرة، بل إن دم الرئيس الشَّـهيد الصمَّـاد الذي سُفك ظلمًا وعدوانًا في الحديدة هو عبارةٌ عن مقدّمات لفتح وانتصار عظيم على دول العدوان بإذن الله، وما ذلك على الله بعزيز.