كان خلُقُه الإحسان..
فضل أبوطالب
هكذا كان الشهيدُ الرئيسُ صالح الصمّاد في حياتِه الحافلة بالعطاء في مسيرته الجهادية المفعمَةِ بالنضال والتضحية في روحيته الإيْمَـانية النشطة في ثقتِه بالله في ولائه الصادقِ لله ورسوله في مواجهته لأعداء الأُمَّـة..
كَانَ خُلُـقُه الإحْسَانَ..
في إيْمَـانِه الصادقِ ووعيه الراسخ في حركته الجهادية في استشعاره للمسؤوليات العامة وتفاعله مع قضايا أمته في نفسيته الراقية وتواضعه الجم وأخلاقه النبيلة مع محيطه ومجتمعه في رحمته وتعطفه وشفقته بالناس.
كَانَ خُلُـقُه الإحْسَانَ..
الإحسانُ بمفهومه القُـرْآني الذي يعني الجهادَ في سبيل الله وفي الدفاع عن المستضعفين قال الله {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} حيث يهدي اللهُ عبادَه المجاهدين سبل الرشاد التي تعني الخير والصلاح والنصر والتمكين.
حيث ينتهي بهم الحالُ والمآلُ إلى الارتقاء في سلم الكمال الإنْسَاني حيث يؤتي الله المحسنين علماً وحكماً كسُنة إلهية محتومة كما قال الله عن يوسف عليه السلام {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}.
وعندما تحدث اللهُ عن موسى عليه السلام بأنه كان يهتمُّ بأمر الناس يهُمُّه أمرُ المستضعفين قال عنه: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}
يقولُ الشهيدُ القائدُ رضوانُ الله عليه في هذا الموضوع بأن قولَه تعالى {وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} أن هذه العبارةَ تعنى أنها سُنَّة إلهية، أنه يمنحُ الحكمةَ والعلمَ مَن توفرت فيه هذه الصفةُ.. وقال رضوانُ الله عليه: (الإحسانُ في القُـرْآن الكريم قد تناوله القُـرْآنُ في عدة مواضع كلها تبدو أنها اهتمام بأمر الآخرين، اهتمام بأمر الدين، والدين مرتبط بالآخرين. {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ}. حتى تعرفَ أنه محسن، وتعرف أن اللهَ منحه حكمةً ومنحه علمًا لاحظ كيف أنه عندما رأى رجلين يقتتلان واحد من الفئة المستضعفة في المجتمع وواحد من الفئة المستكبرة، هاجم هو ذلك القِبْطِي الذي هو من الفئة المستكبرة من الفراعنة {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ}).
وهذه سنة إلهية ثابتة بحق المحسنين الذين يجاهدون في سبيل الله ويبذلون جهودَهم في شتى المجالات لإقامة الحق ونشر العدل ونصرة المستضعفين في الأرض.
وهنا أحبُّ أن أذكرَ قصةً للشهيد الصمّاد تشبهُ قصةَ موسى عليه السلام فبعد ثورة 21 سبتمبر كلّف السيد القائد عبدالملك الشهيد صالح الصمّاد برئاسة المجلس السياسي لأنصار الله وبعد أن استقرَّ عملُه في صنعاء أصبحَ قِبلةَ المظلومين والمستضعفين، وذات يوم شاهدته غاضباً ومنفعلاً، وسألته من أين جئت وأين كنت وما لي أراك غاضباً فقال بأن هناك من بسَطَ على أرض في الروضة أَوْ المطار (لا أذكر بالضبط المكان) وهو شخصٌ يدّعي أنه من أنصار الله وكل الجهات المعنية التي اتصل بهم الشهيدُ لم تنصفْ هذا المظلومَ، فأخذ المرافقين حقه وذهب بنفسه ومنع هذا الرجلَ المغتصِبَ من الأرض وسلّمَها لمالكها.