الشهيد الصمَّـاد لقي الله نظيفاً ولم يسرق من الشعب فلساً واحداً أو قطعة أرض قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي: اغتيال الرئيس الصمَّـاد لن يمر دون حساب وأمريكا شريك مباشر في الجريمة

 

توجَّهَ قائدُ الثورة السيدُ عبدُالملك الحوثي بالشكر لكُلٍّ من الحكومة والتنظيمات والمنظمات والأحزاب والشخصيات على المستوى الداخلي والخارجي الذي عبّروا عن تضامنهم مع الشعب اليمني وأرسلوا برقياتِ عزاء، أَوْ أصدروا بياناتِ إدانة لجريمة اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد، وخَصَّ بالشكر الأمينَ العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

وفي خطابه، أمس السبت، عقب تشييع الرئيس الشهيد، توجَّهَ قائدُ الثورة “بالشكر والتقدير لشعبنا العزيز في حضوره المهيب في تشييع الشهيد الرئيس صالح الصمَّـاد”، مضيفاً أن “الحضور كان كبيراً ومشرِّفاً بالرغم من محاولات الترهيب منذ مساء أمس (الجمعة)، ولكن مع ذلك كان الحضور متميزاً ولائقاً بالشعب اليمني العظيم”.

ووصف استهدافَ طيران العدوان للتشييع والمشيِّعين بأنه “تصرُّفاتٌ طائشة وحمقاء تدل على مدى انحطاط ودناءة قوى العدوان”، مشيراً إلى أنه “رغم الغارات صمد الحاضرون وقدّموا رسالةَ الشموخ والإبَــاء والعزة والوفاء”، مضيفاً أنَّ قادةَ العدوان على رأسهما النظام السعودي والإماراتي “أعرابٌ لا يفهمون ولا يعقلون ولا يشعُرون، وطبع اللُه على قلوبهم”.

وأكّــدَ قائدُ الثورة أن “رسالةَ الحاضرين خلال الغارات على مراسم التشييع كانت رسالةً مهمةً قد لا يفهمها قادة العدوان”، موضحاً أن “الشعب اليمني انطلق من منطلق إيْمَـاني ربّاه على العزة وجعلها إحساساً وجدانياً في أعماق النفوس”.

 

  • الشعبُ ودّع رئيساً وفياً اغتالته أدواتُ أمريكا

فيما يتعلقُ بوداع الرئيس الشهيد، قال قائد الثورة إن “الشعب اليمني ودّع اليوم (أمس) رجلاً وفياً وصامداً من خِيرة رجال اليمن”، معتبراً أن “اغتيالَ الرئيس الصمَّـاد جريمةٌ ظالمة وتعد انتهاكاً للقانون الدولي وكانت برصد أمريكي”.

وأكّــدَ قائدُ الثورة في حديثه عن اغتيال الرئيس الشهيد أن “الأمريكي شريكٌ في اغتيال الرئيس الصمَّـاد بشكل مباشر”، موضحاً أن “المجرمين الذين يتحَـرّكون بإشراف أمريكي ودافع إسرائيلي عندما يستكمل العدو حلبَهم فسيعلمُهم طبيعة نظرته إليهم كما وصفهم بالبقرة الحلوب”.

وأوضح قائدُ الثورة أن “النظامين السعودي والإماراتي اتخذا أمريكا آلهةً، ويفعلان ما تأذن لهما به” ويقومان بقتل “المدنيين في المدارس والأفراح وفي العزاء والتجمُّـعات المدنية؛ لأن أمريكا سمحت لهم بذلك؛ ظناً منهم أنهم سينالون من إرادَة الشعب اليمني، وهذا مجرد وهم”.

 

  • العدوان يعيش الأوهام

وتطرق قائدُ الثورة عن تداعيات اغتيال الرئيس الشهيد، مشيراً إلى أن “الأعداء كانوا ينتظرون من هذه الجريمة كَسْرَ إرادَة وروح الشعب اليمني”، موضحاً أن العدو كان يتوقع أن جريمة الاغتيال ستؤثر على التلاحُمِ بين المكونات السياسية، وبالتالي تمزيق الجبهة الداخلية، وأنها ستؤدي لخلافات داخل أنصار الله”، مؤكّــداً أن “هذا كله سراب وأوهام”.

وكشف قائد الثورة أن “إرادَةَ شعبنا في الصمود والثبات هي اليوم أقوى وأعظمُ ومتجذرةٌ في العمق أكثر من أي وقت مضى”، مضيفاً أن “روحية شعبنا ازدادت بفعل تضحية الشهيد الرئيس صالح الصمَّـاد في الدفاع عن شعبه وبلده”.

ووجّه قائدُ الثورة رسالةً صادمةً لقوى العدوان قائلاً: إن “استشهادَ الرئيس الصمَّـاد جدّد العزمَ والهمَّة ورفع مستوى المسؤولية عند شعبنا”، مؤكّــداً أن “هذه الشهادة أحيت مشاعرَ العزة والإبَــاء والاستفزاز في شعبنا كما كانت بداية العدوان”.

واعتبر قائد الثورة أن بركةَ الشهيد الصمَّـاد أحيت روحَ الشعب وأزالت حالة الفتور التي طرأت؛ بسبب الروتين البطيء للمعارك وتعاقب السنين، مشيراً إلى أن “شهادة الرئيس الصمَّـاد أعطت الشعبَ طاقةً جديدةً وعزماً متجدداً واندفاعاً أكثر نحوَ التضحية”.

وأضاف السيد عبدالملك الحوثي أن “اللهَ عز وجل يبارك شهادة وتضحية الإنسان عندما تكون في سبيل الله ويترك لها أثراً في الحياة”.

وتابع قائدُ الثورة أن “جميعَ المسؤولين السياسيين يتوقعون الشهادة والكل يتحَـرّكُ بالرغم من هذه المخاطر”، وأن “شعبنا بواقعه الشعبي والرسمي مصممٌ على الثبات وعازمٌ على الاستمرار في صموده”.

 

  • انتقالٌ سلسٌ للسلطة

فيما يتعلق بالساعات والأيام التي أعقبت استشهادَ الرئيس الصمَّـاد وتفاصيل ملء الفراغ السياسي، أكّــدَ قائد الثورة أنه لم تمارس أية ضغوط على أيٍّ من المؤسسات ولم تفرض أيَّــةَ إملاءات.

وكشف قائدُ الثورة أن “أعضاءَ المجلس السياسي الأعلى والدفاع الوطني وبعضَ الشخصيات الأخرى اجتمعوا وأُخبروا باستشهاد الرئيس الصمَّـاد واستشعروا فوراً مسؤوليتَهم في سَــدِّ الثغرات”.

وأوضح السيد عبدالملك الحوثي أن “المجتمعين من شخصياتٍ سياسيةٍ وحكومية اتخذوا قرارَهم الواعي والمشرِّف من روح المسؤولية”.

وأضاف قائدُ الثورة في هذا السياق قائلاً “تحدثنا مع أعضاءِ المؤتمر الشعبي العام وبعض المكونات الذين أكّــدوا على التلاحُم والتكاتف ووَحدة الصفّ”.

وأشار إلى أن “اللُّحمة الوطنية الآن هي أقوى من أيِّ وقت مضى، وأن الجميع في موقع المسؤولية والصمود سيتّجهون في المرحلة القادمة بهذا العزم لأداء أفضل على المستوى الرسمي”.

 

  • الرئيسُ المجاهدُ الزاهدُ في السلطة

خصّص قائدُ الثورة جزءً من خطابه للحديث عن الشهيد الرئيس صالح الصمَّـاد، وقال إن “حديثَنا عن الشهيد لن يفيَه حَقَّــه؛ لأن قَدْرَهم وتقديرَ عطائهم وتضحياتهم هو عند الله تعالى”.

وأشار قائد الثورة إلى أنه على المستوى الشخصي كان “الأخ العزيز الشهيد صالح الصمَّـاد رفيقَ دربٍ في كُـلّ المراحل الماضية”.

وكشف قائدُ الثورة جوانبَ من زُهد الرئيس الشهيد في السلطة، منها أنه كان يطلُبُ تغييرَ اختياره رئيساً للمجلس السياسي، وحين قَبِلَ ذلك لم يكن من باب الطمع.

وقال قائدُ الثورة: إنَّ “الشهيدَ الرئيس منذ تعيينه رئيساً للمجلس السياسي الأعلى لم يتحمّل هذه المسؤولية من باب الطمع بالمنصب”، مضيفاً أن “الشهيد الصمَّـاد كان يطلُبُ تغيير اختياره رئيساً للمجلس السياسي الأعلى، وهذه حالة يمتاز بها الرجال الصالحون الأوفياء”.

وأكّــدَ السيدُ عبدالملك الحوثي أن “الرئيسَ الصمَّـاد تحمَّلَ مسؤوليةَ الرئاسة بدافعٍ إيْمَـاني ومسؤولٍ، وانطلق من منطلق إيْمَـاني يلتزمُ بالمبادئ والدوافع الإيْمَـانية”، مضيفاً أن “الشهيدَ تحَـرّكَ بإخلاصٍ وصدقٍ وتواضع واهتمام كبير، وكنا على تواصل مستمر به”.

وقال قائدُ الثورة: إنَّ “الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد بنفس إخلاصه وروحيته منذ أيام (شِعب بني معاذ في صعدة) وصولاً إلى سِدّة الرئاسة ولم تتغير مشاعره وواقعه النفسي والسلوكي بعد وصوله لرئاسة الجمهورية”.

وأضاف قائدُ الثورة أن “الرئيسَ الصمَّـاد حافظ على علاقته الوثيقة بالقُــرْآن وكان له ارتباطٌ وجداني عظيم به ولم يتأثر على المستوى المعنوي والوجداني والسلوكي وظل يشعر بأنه واحدٌ من أبناء الشعب اليمني”.

 

  • الشهيدُ النزيهُ لقي الله نظيفاً

وتحدث قائدُ الثورة عن نزاهة الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد ونجاحِه في اختبار المغريات، وقال: إن “الرئاسةَ هي أخطر موقع يمكن استغلالُه، وقد عمل البعض في هذا المنصب على جمع مليارات الدولارات وبناء المؤسّسات، لكن الرئيس الصمَّـاد منذ وصوله للرئاسة لم يسعَ للحصول على أية مكاسبَ مادية، ولم يمتلكْ حتى منزلاً عادياً لأسرته”.

وأكّــدَ قائدُ الثورة أن “للشهيد الصمَّـاد فضل أنه لقي الله سليماً نظيفاً على عكس الآخرين الذين نهبوا الشعبَ، وتشرَّف بأنه لقي الله نزيهاً ولم يسرق من الشعب فلساً أَوْ قطعةَ أرض”.

وتابع قائدُ الثورة حديثَه عن مناقب الشهيد، وقال إن “الرئيس الصمَّـاد كان نموذجاً راقياً قدّمته مدرسة علي بن أبي طالب والإسلام المحمدي الأصيل التي لا تجعَلُ للسلطة قيمةً إذا لم تكن وسيلةً لخدمة الأُمَّـة”.

وأكّــدَ قائدُ الثورة أن “الشهيد الرئيس الصمَّـاد قدوةٌ لكل المسؤولين وعليهم أن يحْذوا حذو الصمَّـاد ويكونوا أوفياء مع شعبهم وأُمَنَاء على ما في أيديهم”، مضيفاً أن “نموذج الرئيس الصمَّـاد سيبقى في ذاكرة الشعب اليمني ولن يُنسى”.

 

  • استعدادٌ للتضحية والشهادة في سبيل الله

واصل قائدُ الثورة الحديثَ عن الرئيس الشهيد، متطرقاً لأيامه الأخيرة، مشيراً إلى أن “الرئيس الشهيد تحَـرّكَ في المحافظات وقد تمنّيت عليه أن يقلِّلَ من تحَـرّكه لكنه أبدى حرصَه الشديدَ في النزول والتحَـرّك بمسؤولية”، وأوضح قائد الثورة أن الحرجَ تملكه من أن يمنعَ الرئيسَ الشهيد من القيام بواجبه.

وقال قائدُ الثورة في هذا السياق: “الشهيد الصمَّـاد أخبرني عن نزوله للحديدة وكان مُصراً على النزول إلى هناك، خصوصاً بعد تصريحات السفير الأمريكي”.

وكشف السيدُ عبدالملك الحوثي أن “الشهيد الرئيس كتب وصيتَه وأعد نفسَه للشهادة في أية لحظة”.

وتوجه قائدُ الثورة إلى أبناء تهامة الذين ضحّى الشهيد بحياته دفاعاً عنهم وعن الشعب وقال: إن “أبناء تهامة عاشوا التجربة المريرة في الماضي مع كثيرٍ من رجال السلطة الذين كانوا يسطون على أراضيهم”، وأضاف “أقول لأبناء الحديدة وتهامة: الصمَّـاد لم ينزل للحديدة ليقتطعَ أرضاً أَوْ يبنيَ قصراً، بل نزل ليضحِّيَ ويقدمَ حياتَه وروحَه في سبيل الله والدفاع عن الشعب وعنكم”، مضيفاً أنه “لا ينبغي لأبناء تهامة أن ينسوا تضحيةَ الشهيد الصمَّـاد العظيمة”، مضيفاً أن “الرئيسَ الشهيدَ عاش مع أبناء تهامة التحديات التي يواجهونها ولم يتردَّدْ في أن يخوضَ المخاطرَ ويضحِّي”.

 

  • المضي على درب الشهيد في بناء الدولة

أكّــدَ قائدُ الثورة أنه “يجبُ أن يكونَ نموذجُ الرئيس الصمَّـاد قدوةً للمسؤولين في كُـلّ مواقع المسؤولية، ومن المهم أن يتجه المسؤولون الرسميون على أساس مشروع الشهيد الصمَّـاد”.

ودعاء قائد الثورة المسؤولين إلى “الاتجاه للبناء على الرغم من المشاكل والتحدّيات الصعبة”.

وأضاف قائدُ الثورة أن “كُـلّ مسؤولي الدولة عليهم أن يتقوا الله في النهوض بمسؤولية وحرص وأن يقوموا بخدمة الشعب”، لافتاً إلى أن “معظمَ الشهداء يرحلون وعليهم ديونٌ وبعض المسؤولين يحاولون استغلالَ مناصبهم للإساءة للآخرين”.

 

  • استمرارُ مواجهة العدوان

فيما يتعلَّقُ باستمرار المواجهة، أشار قائد الثورة إلى أن الرئيس الأمريكي “ترامب شرهٌ لدرجة عجيبة ويريد حلبَ قوى العدوان لدرجة عجيبة”، مشيراً إلى أن ترامب يطالب قوى العدوان علنياً بدفع التريليونات له.

ودعا قائدُ الثورة إلى مواصلة رفد الجبهات بالرجال والمال، مشيراً إلى أن “قوى العدوان يحشُدون المرتزِقة من مختلف الدول ويواصلون عملَهم على استقطاب المرتزِقة في الداخل”.

وأضاف “نحن معنيون بالتركيز على التجنيد والتحشيد للجبهات”.

وطمأن قائدُ الثورة كُـلَّ الذين يرغبون بالتوجه للجبهات بأن هناك مَن يرعى أسرَهم ويتكفل باحتياجاتهم، وأنه لا قلق؛ لأنه لن يتم تركُهم، وقال “يجبُ أن يطمئنَ المجاهدُ الذي يذهب للجبهات بأنَّ هناك من يهتم بأسرته”.

وقال قائدُ الثورة إنه “يجب على المنظمات الخيرية والتجار وأصحاب المال أن يعتنوا بأسر المرابطين”، مضيفاً أنه “يجبُ العملُ على مساندة الجانب المادي للحرب وتأمين الأدوية وباقي مستلزمات الحرب”.

وعبّر السيدُ عبدالملك الحوثي عن أمله “أن لا يأتيَ شهرُ رمضانَ إلا وقد أنجز البرلمانُ قانونَ الزكاة لتعزيز حالة المواساة في الداخل”.

 

  • العدوانُ جزءٌ من مؤامرة كبرى واغتيال الصمَّـاد لن يمر

جدّد قائدُ الثورة التأكيدَ على أن “العدوان على بلدنا ليس منفصلاً عن المؤامرة الكبرى التي تستهدفُ المنطقة”، وأن “المستفيدَ الأولَ من المؤامرة التي تستهدف المنطقة هو الأمريكي والإسرائيلي”.

وأشار السيدُ عبدالملك الحوثي إلى أن “الارتباطَ بين النظام السعودي والإماراتي مع أمريكا وإسرائيل أصبح واضحاً”.

كما دعا قائدُ الثورة “أحرارَ الأُمَّـة للتحَـرّكِ لمواجهة المؤامرة التي تستهدفُ القدسَ وفلسطين والسعي بالوصول للأُمَّـة لحافة الانهيار”.

كما جدّد قائدُ الثورة التأكيدَ على أن “اغتيال الرئيس الصمَّـاد لن يمُــرَّ دون حساب”، مؤكّــداً في الوقت ذاته أنه “يجب أن يكون الشهيدُ الصمَّـاد ملهماً لكل أحرار البلد للتحَـرّكِ في كُـلّ الجهات”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com