حشود مليونية هزمت الغارات الجاهلية: وداعٌ تأريخي.. لرجل التأريخ
المسيرة: خاص
كان رئيساً لكل اليمنيين، فجاءوا من مختلف المحافظات ومن كُـلّ التيارات لتشييعه، كان قريباً من الجميع، فتهافتت الحشودُ المليونيةُ؛ للاقتراب من جُثمانه الطاهر، كان مجاهداً، فشيّعه المجاهدون، وكان رَجُــلَ الدول والمرحلة، فجاءت قياداتُ الدولة لتوديعه، لم يَهَبْ تهديداتِ العدوان المستمرة، فلم يخشَ مشيعوه من الغارات التي استهدفتهم، في فعل إجرامي وصفه أحدُ علماء لبنان بأنه لم يحدُثْ حتى في الجاهلية، أعاد للمؤسّستين العسكرية والأمنية اعتبارَهما، فالتفَّ حوله موكبِه آلافُ الضباط وحُمل جثمانه على أكتافهم، هزم العدوان بتحَـرّكاته وقراراته، أفشل مؤامراتِ العدوان بحكمة قَــلَّ نظيرُها، وهزم العدوان بشهادته، إذ ترك وطناً اطمأن إلى تماسكه وأنه بات على الطريق الصحيح، وهزم العدوان في مشهد وداعه حين ظنوا أن اغتياله سيفرّق اليمنيين لكنه وحَّـــدهم، توقف قلبُه عن الخفقان، لكنه صار خفقةً في كُـلّ قلب يمني شريفٍ مناهض للعدوان، كان قائداً فريداً في تأريخ اليمن، فنحت اسمَه في تأريخِ هذا البلد بحروفٍ من نور؛ ليحظى بموكبٍ جنائزي لم يشهدْه أيُّ موكِبٍ في المنطقة.
حشودٌ مليونية لم ترهبْها الغاراتُ الاستباقية ولا الغارات اليائسة التي استهدفت ميدان السبعين، حشودٌ جاءت من كُـلِّ فجٍّ عميق في اليمن، متعاليةً على جراحها وأتعابها التي خلّفها الحِصارُ والعدوان وضيقُ ذات اليد؛ لأنه الوفاء اليمني الذي لا نظير له لقائد يمني قلَّ نظيرُه في تأريخ اليمن.. كان وداعاً حزيناً لكنَّهُ وداعٌ ملؤه الشموخُ والعزة والكرامة التي حفظها الرئيسُ الشهيدُ لشعبه خلال 20 شهراً فقط كرئيس ليمن جريح لكنه يمنٌ عزيزٌ كريم شُجَـاع أذهل العالم.