في رحاب الصمَّـاد
محمد أحمد مفتاح
في رحابِ القائدِ الفَـذِّ الرئيس الشهيد والزعيم الخالد/ صالح بن علي الصمَّـاد..
الذي مثّل نموذجاً فريداً ونادراً للشخصية القياديّة المتواضعة والمحبوبة والبسيطة والجادة والمثابرة والواعية، وكان بإخلاصه وتواضُعِه الجَـمِّ يغطي كُـلّ قُصُورٍ قد يعتري أداءَه كقائد أَوْ يشوبُ قراراتِه كمسؤولٍ.. يتفهمُ آراءَ الآخرين باهتمام ويتقبَّل نقدَهم برحابة صدر، ويقر بالخطأ إنْ حصل ويتأثرُ بالنصيحة الصادقة إنْ أسديت.
لم تستدرجْه بهرجةُ المناصب للزهْـوِ، ولم تلوِّثْ فطرتَه شهوةُ التملك، ولم تعبثْ ببساطته مظاهرُ التبجيل وعباراتُ المديح وأساليبُ التملق.. أخذ على نفسه أن يعيشَ مجاهداً، وأن يلقى الله مجاهداً، فأكرمه اللهُ بفوز الشهادة مجاهداً في سبيل الله والمستضعفين.
الرئيسُ الشهيد كان شعلةً متوقدةً من النشاط، ولو مُنح الصلاحية الكافية منذ تحمُّله مسؤوليةَ رئاسة المجلس السياس الأعلى وحظي بأعوان مخلصين ومتمكّنين ومؤهّلين في مجالاتهم وتخصّصاتهم ومستشارين مؤهّلين إيمانياً وسياسياً وإدارياً واقتصاديا لَأحدَثَ نقلةً نوعيةً في إعَادَة بناءِ جهاز الدولة وتصحيح اختلالاته.
لقد حاولت عصاباتُ الفساد والإفساد وفئاتُ التسلق للمناصب وعصاباتُ الفيد أن تشتِّتَ جهودَه وتغرقَه في بحار من الاختلالات المختلقة وتدفعَه إلى قراراتٍ ومواقفَ تنزلقُ به نحو الفشل وتُوقِعُه في الإرباك؛ لتتمكن من تحقيقِ مآربها الأنانية ومقاصدها السيئة، لكنه استعان بالله فنجا من الوقوع في أفخاخهم رغم صعوبة الوضع وشِدّة التجاذُبات.
وقد نجحت عصاباتُ الفَسادِ والإفساد وفئاتُ المتسلقين من تمريرِ بعض القرارات غيرِ المدروسة وغير الدقيقة، ولكنه رحمه اللهُ حاول تقليصَ تأثيرها السلبي من خلال معالجات لاحقة ولا زال الأملُ في خَلَـفِه أن يعالجَ ما تبقى منها.
إنَّ فترةَ تحمُّـل الرئيس الشهيد للمسؤولية القيادية لرئاسة الدولة في ظل عدوان موغِـل في اللؤم والخبث والشراسة مسنود بأضخم إمبراطوريات الثروة السائبة وأعتى امبراطوريات الهيمنة المتغطرسة المدججة بأفتك وسائل القتل والدمار المتمرسة في قهر الشعوب ونهب خيراتها لَهي فترةٌ عصيبةٌ بكل معنى الكلمة، خَاصَّــةً في ظل إمكانيات متواضعةٍ للغاية وشبهٍ معدومة.
إنَّ وقوفَ ومساندَ قائد الثورة وثقتَه بالرئيس الشهيد مثّلت دافعاً قويًّا للنجاح والتحدي ومواجَهة الصعاب بصلابة وثبات.
لقد خسرت اليمنُ والأُمَّــةُ بفقدان هذا القائد الفذ خسارةً فادحةً نرجو اللهَ أن يخلفَه علينا بخير.
إنَّ من أبرز سمات الوفاء للشهيد رحمه الله أن يتم معالجةُ ومراجعةُ أية قرارات تمُسُّ الصالحَ العامَّ واتخذت تحتَ تأثير ظروف وحالاتٍ ضاغطةٍ لم تعد قائمةً، ومواجهة الفساد والمحسوبيات وتشكيل هيئة للنزاهة والكفاءة تناطُ بها دراسة قرارات التعيين قبل صدورها وتكلّف بمراجعة كُـلّ القرارات السابقة والتي لا زالت سارية المفعول ولها أثرٌ سلبي واضح على المصلحة العامة منذ ما قبل ثورة 2011م وحتى يومنا هذا وإبداء الرأي القانوني والإداري والمالي بشأنها ومدى قُربها أَوْ بُعدها أَوْ مطابقتها لمقتضى المصلحة العامة ويتخذ بشأنها المعالجات المناسبة من قبل السلطات العليا؛ ترسيخاً لمبدأ مكافحة الفساد؛ وتمهيداً لبناء دولة المؤسسات التي تحكُمُها الأنظمةُ والقوانينُ، وذلك أول خطوات بناء دولة المؤسّسات التي وعد الرئيسُ الشهيدُ بالشروع في بنائِها.