السعودية تفضّل إهانة جيشها على أن تعلن خسائرها..لماذا؟
بقلم : محمد المقالح
عدم اعلان العدو السعودي عن المعارك التي تدور على حدوده الجنوبية والصمت على الاهانات التي يتلقاها جيشه باختراق اليمنيين للحدود والسيطرة على مواقعه الأمامية وقتل وفرار جنوده وتدمير آلياته ودباباته وجميعها حقائق لا خيال وتنقل بالصوت والصورة كل هذا يطرح سؤال كبير هو لماذا يتجاهل العدو كل هذه الاهانات ويتجاهل كل هذه الوقائع الموثقة؟
الجواب ببساطة يؤكد ما سبق وان طرح منذ الايام الاولى للحرب وهو ان نقطة ضعف السعودية الكبرى هي نقل اليمنيين للحرب عليهم الى حرب داخل الاراضي السعودية وهو ما يحدث اليوم وهو ما يرعب السعودية ويدفعها لتجاهل اخبار الحرب في جيزان ونجران واغلاق القنوات التي تنقل وقائع الحرب هناك حتى لا تتحول الحرب التي شنتها على بلد اخر الى حرب داخل السعودية نفسها وخبر يومي في وعي مجتمعها وما سينعكس كل ذلك على أمنها وهيبتها في داخل السعودية وخارجها لان قوتها الداخلية والاقليمية تعتمد على هيبة الامن وهيلمان المال فاذا انكسر كل ذلك انكسرت السعودية وهزمت في الوعي قبل هزيمتها في الواقع.
وبهذا المعنى فهي تحاول ان تتجاهل ما يحدث في الحدود والتقليل من أهميته حتى تدفع اليمنيين للعدول عن مواصلة الحرب والتوغل باعتبار ان لا نتيجة منها مقابل الإمعان في الجرائم واستخدام التهديد لمزيد منها علها تردع القيادة اليمنية من تجاوز ما تسمية بالخطوط الحمراء وترسل من اجل ذلك رسائل سرية لعديد من الوسطاء الإقليميين لإقناع أنصار الله عدم المضي في استراتيجيتهم المعلنة مقابل إغراء التعامل معهم او تهديدهم بما هو أسواء وبهدف الردع ليس الا، اي ان السعودية تفضل ان تهان في حدودها الجنوبية بصمت على ان تعلن هذه الاهانات لشعبها والرأي العام الاقليمي واليمني تحديدا.
ولكن هذه السياسة لا تزال ناجحة لان الاعمال العسكرية اليمنية رغم نوعيتها لكنها لا تزال في نطاق التحكم بها اعلاميا وهذا ما يجب ان تتنبه له القيادة اليمنية باتجاه جعل السعودية تضطر الى اعلان الاهانات في جيزان ونجران وعسير وهذا لن يحدث الا بعد تحتل قواعد عسكرية او مدن معروفة حينها يصبح من المستحيل التكتم على سقوط عشرات الجنود وأسر اخرين وإهلاك اكبر عدد ممكن من مقدرات العدو المادية والبشرية والمعنوية حينها يكون التكتم على هذه الاخبار اكثر اهانة وكثر تأثيرا على مكانتها من إعلانها وهذا ما يجب ان يتم اي كانت التهديدات او التجاهلات فجميعها لا معنى لها اذا كسر العدو في ارضه.