أبرز 10 جرائم ارتكبها العدوان الأمريكي السعوديّ في اليمن لم يشهدها العالم من قبل: أحزان وأفراح اليمنيين في مرمى الاستهداف
المسيرة: عبدالرحمن مطهر
تعرّضت عِــدَّةُ دول خلال الفترات الماضية للعدوان كما هو حالُ اليمن الآن وارتكب بحق تلك الدول جرائم حرب كانت توصف في تلك الفترات بأنها سوابق لم يشهدها العالم من قبلُ، من قبيل استهداف المدارس والمستشفيات والطرق والمساجد والبُنى التحتية وجرائم جماعية، وهو ما تكرر بشكل غير مسبوق في العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن منذ أَكْثَـر من ثلاثة أعوام إلى جانب الحصار الخانق والتسبب بكوارثَ إنْسَـانية وصحية تصفها التقارير الأممية بأنها الأَكْبَـر على مستوى العالم.
لكن العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن ورغم أنه ارتكب جرائم الحرب بشكل مضاعَف واستهدف المنشآت التي استهدفت في بلدان أُخْـرَى تعرضت لعدوان، إلا أنه اختصَّ بارتكاب جرائم في اليمن لم يسبقه إليها أحدٌ من قبل ولم تشهدها دولةٌ أُخْـرَى غير اليمن، والتي كان آخرها استهداف مئات الآلاف من البشر وأثناء تشييع الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد في جريمة مزدوجة استهدفت تجمعاً مليونياً أثناء مراسم تشييع ليسقط العدوان كُـلّ الحرمات.
في هذا التقرير نستعرض أبرزَ أنواعِ الجرائم التي ارتكبها العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن والتي تُمَثّـل سابقة في تأريخ البشرية.
1- استهدافُ تجمع مليوني في مراسم تشييع الرئيس الصمَّـاد
لعلَّ أبرزَ هذه الجرائم محاولة العدوان في الأمس القريب منْــعَ الشعب اليمني من تشييع قائده ورئيسه الشهيد صالح علي الصمَّـاد، وذلك من خلال استهداف العاصمة صنعاء بغارات هستيرية يوم الجمعة الماضية 27 ابريل الفائت، حيث قُصف بنكُ الدم القريب من ميدان السبعين وعددٌ من المؤسّسات الحكومية ومنازل المواطنين.
وأثناء تشييع جثمان الرئيس الشهيد الصمَّـاد صباح السبت الـ 28 من ابريل الماضي، شنَّ طيرانُ العدوان الأمريكي السعوديّ غارتين جويتين على محيط ميدان السبعين خلال مراسم التشييع بالقرب من مكان المشيعين، مما أَدَّى إلى استشهاد شخص وجرح اثنين آخرين من المواطنين الذين حضروا لتشييع جثمان الرئيس الصمَّـاد؛ وذلك لإرهاب المشيعين ومنعهم من الحضور، غير أن الذي حدث كان عكس ذلك تماما، فزاد توفدُ الجماهير إلى ميدان السبعين فورَ سماعهم بنبأ استهداف المنطقة من قبل العدوان وأصر المشيعون للجُثمان في الاستمرار في مراسيم التشييع تحتَ القصف برغم من سقوط شهيد وجريحين.
ولم يكتفِ العدوان بارتكاب الجريمة، بل راحت وسائل إعلامية بمختلف أنواعها تتفاخر بهذا العار وتتحدث صراحة عن غارات استهدفت مراسم تشييع الرئيس الشهيد صالح الصمَّـاد.
2- قصف عزاء بالصالة الكبرى
أيضاً أمعن طيرانُ العدوان الأمريكي السعوديّ في ارتكاب العديد من المجازر، خَاصَّـةً في مجالس العزاء، لعلَّ أبرزها استهدافه المباشر لمجلس عزاء آل الرويشان بالصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء في الـ 8 من أكتوبر 2016م والذي أَدَّى إلى استشهاد وجرح أَكْثَـر من 750 شخصاً كانوا يؤدون واجب العزاء، وهي من الجرائم التي لم يشهدها العالم إلا مع العدوان الأمريكي السعوديّ لتتوالى بعدها الغاراتُ التي استهدفت مراسم العزاء والأفراح والتجمعات النسائية وغيرها.
3- مجزرة العزاء النسائي بأرحب
استمر العدوان الأمريكي السعوديّ في ارتكاب مثل تلك الجريمة والمجازر الوحشية في مجالس العزاء، حيث ارتكب يوم الأربعاء 15 فبراير 2017، في قرية الأشرع مديرية أرحب بمحافظة صنعاءَ، مجزرةً جديدةً باستهدافه المباشر لمجلس العزاء النسائي لأسرة آل النكعي في أرحب، مما أَدَّى إلى سقوط ثمان شهيدات وعشرات الجريحات منهم أَطْفَـال، إصابَة الكثير منهن كانت خطيرة..
4- مجزرة حفل الزفاف بحجة
كذلك ارتكب طيرانُ العدوان الأمريكي السعوديّ مساء الأحد 22 من شهر ابريل الفائت مجزرةً مروعة، وذلك باستهدافه لحفل زفاف في منطقة الراقة بمديرية بني قيس محافظة حجّة والتي راح ضحيتها أَكْثَـر من 90 شهيدا وجريحا بينهم عدد كبير من الأَطْفَـال، وذلك في إطار الإبَادَة الجماعية للشعب اليمني الذي يمارسها العدوان بحق اليمن، مستخدماً كافة الوسائل والأسلحة المحرّمة دولياً.
وَلعلَّ الجميع شاهد وسمع الطفل “سميح” وهو ينادي والده الشهيد لأن يفتح عينيه أَوْ يرد عليه، في مشهد تهتز له الجبال، لكن لم تهتز له من تدعي أنها منظمات إنْسَـانية أَوْ قلوب ومشاعر مرتزِقة العدوان.. ولم تكن هذه الجريمة هي الوحيدة بل سبقها العديد من الجرائم والمجازر البشعة التي ارتكبها ولا يزال العدوان الأمريكي السعوديّ بحق المدنيين الأبرياء؛ وذلك للتغطية على هزائمه المتكررة في مختلف الجبهات بالرغم من حشدِه لآلاف المرتزِقةِ من مختلف دول العالم.
5- استهداف موكب نسائي بحريب القراميش
وفي مساء الأحد 17 ديسمبر 2017م استهدف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ وبشكل مباشر ومتعمد لموكب نساء في منطقة هيسان بمديرية حريب القراميش بمحافظة مأرب، وذلك أثناء عودتهن مشياً على الأقدام من حفل زفاف في المنطقة ذاتها، ما أسفر عن استشهاد 12 امرأة منهن، بالرغم أنه لم تكن في المنطقة المستهدَفة بطيران العدوان أية مواجهات أَوْ أية تجمعات عسكرية؛ وإنما تعطشاً للمزيد من القتل والدماء والدمار والخراب، خَاصَّـةً أنه قد سبق هذه الجريمة البشعة استهدافُ الكثير من الأعراس وحفلات الزفاف في أَكْثَـر من منطقة، كما سنذكر خلال الأسطر القادمة.
6- مجزرة زفاف سنبان بذمار
في يوم الخميس ٠٨ أكتوبر ٢٠١٥ م، ارتكب طيران العدوان الأمريكي السعوديّ مجزرة جديدة، وذلك باستهدافه مخيم ومنزل لحفل زفاف المواطن محمد صالح بميفعة عنس قرية سنبان شرق محافظة ذمار، حيث استشهدَ وأصيب أَكْثَـر من مئة مدني، بينهم عدد كبير من النساء والأَطْفَـال، وذلك نتيجة للصمت الدولي إزاءَ مختلف جرائم ومجازر العدوان الأمريكي السعوديّ بحق الشعب اليمني حيث سبق أن ارتكب العدوان الكثيرَ من هذه الجرائم البشعة، سواء لمراسيم العزاء أَوْ حفلات الزفاف.
7- استهداف حفل زفاف بالمخاء
أيضاً سبق أن استهدف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ وبشكل مباشر عبر طيرانه مساء الاثنين 28 سبتمبر 2015م حفلَ زفاف بمنطقة واحجة بمديرية ذباب القريبة من ميناء المخاء بمحافظة تعز بشكل مباشر ومتعمد، ما أَدَّى إلى استشهاد أَكْثَـرَ من 135 مواطناً معظمهم نساء وأَطْفَـال بالإضافة إلى إصابَة العشرات، في واحدة من أعنف الهجمات على المدنيين في اليمن، منذ بداية الصراع.
8- تدمير حي سكني كامل بتعز
كذلك نورد بعض الجرائم والمجازر التي ارتكبها طيران العدوان الأمريكي السعوديّ في إطار سلسلة جرائمه بحق المدنيين والتي تصل إلى آلاف الجرائم، لكننا خلال الأسطر القادمة سنورد بعضها فقط للاستدلال على جرائم وثقافة القتل التي يتمتع بها هذا العدو المتغطرس والمتجبر مستغلاً تواطؤ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وكافة المنظمات الإنْسَـانية، ومن هذا الجرائم تدميرُ طيران العدوان بغارات مباشرة ومتعمدة مساء الجمعة 22 أغسطس 2015م لحي كامل في منطقة “صالة” السكنية في مدينة تعز، مما أودت بحياة 65 شخصاً وعشرات الجرحى بينهم نساء وأَطْفَـال، بحسب مصادرَ طبية، وذلك جراء تدمير عشرات المنازل فوق رؤوس ساكنيها.
وبالرغم من مطالبة الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون حينها عبر نائبة المتحدث الرسمي باسمه ايري مكينكو لإجراء تحقيقات عاجلة حول هذه الجريمة إلا أن ذلك لم يتم خَاصَّـةً أنه سبق هذه الجريمة ما هو أفظع وأشد منها والتي لم تحدث في المنطقة العربية بشكل عام من قبلُ.
9- جريمة نُقُم
ارتكب طيرانُ العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن أبشع جرائمه بحق الشعب اليمني، وذلك باستهدافه مساء الاثنين 12 مايو 2015م لحي نقم السكني بأمانة العاصمة بعدة غارات مباشرة، مستخدماً قنابلَ غازيةً وفسفورية شديدة الانفجار، ما أَدَّى إلى استشهاد وإصابَة أَكْثَـر من 400 مواطن وتدمير المنازل السكنية ولمختلف مقومات الحياة في هذا الحي، بل وصل امتداد هذا الانفجار من خراب ودمار وأشلاء للضحايا وشظايا صواريخ العدوان الأمريكية الصنع إلى مختلف أرجاء العاصمة صنعاء، وكانت هذه الجريمة امتداداً لمجزرة عطان التي ارتكبها العدوان في الـ 20 من ابريل 2015م.
10- جريمة أُمّ القنابل في فج عطّان
ارتكب طيرانُ العدوان الأمريكي السعوديّ أَبْشَـع جريمة عرفها التأريخ وذلك عندما استهدف حي عطان بالعاصمة صنعاء في بداية عدوانه على اليمن وبالتحديد الساعة العاشرة صباح يوم الاثنين الموافق 20 ابريل 2015م، بقنبلة مزوّدة باليورانيوم المستنفذ ألقتها طائرة شبح أمريكية على الأحياء السكنية في منطقة ”فج عطان”؛ ليحصُدَ هذا السلاح المحرم دولياً والمسمى بأُمّ القنابل قرابة ألف شهيد وجريح في مساحة سكانية واسعة تمتد لأَكْثَـرَ من ثلاثة كيلومترات مربع، ملحقةً دماراً هائلاً بالمنازل والمباني والمنشآت الحكومية والممتلكات الخَاصَّـة في المنطقة.
ورصدت الجهات الرسمية أَكْثَـر من 700 منزل وعمارة تهدمت بشكل كلي أَوْ جزئي بفعلِ قُــوَّة ضغط الانفجار.
أخيراً: هل من تحقيقٍ دولي؟!
كُلُّ هذه المجازر التي ارتكبها طيران العدوان الأمريكي السعوديّ وما زال تحتمُّ إجراء تحقيق دولي حولها؛ لتقديم مرتكبيها لمحكمة الجنايات الدولية باعتبارها من أَبْشَـع جرائم الحرب التي ارتُكبت على مدى التأريخ، وهذا ما يطالب به الشعب اليمني وكل أحْـرَار العالم.