تصريحاتُ المهفوف.. وقود لنُصرة القضية الفلسطينية
هنادي محمَّـد
عندما كُنَّا وما زالنا نقولُ بِأنَّ النِّظام السُّعودي ما هوَ إلّا ذراعٌ للصهيونيةِ العالمية زرعتهُ في المنطقةِ العربية لتُحرِّكَهُ تحت يافطةِ الدِّين وباسمِه لإشعالِ الحروبِ والفتن وخلق الأزمات؛ تنفيذاً لمشاريعِ قوى الاستكبار وبالوكالةِ عنها، مُستغلاً الشِّعارات الدّينية لإضفاء شرعيةٍ إسلامية على كُـلّ ما يقوم بهِ من أعمال إجرامية لا إنْسَـانية، حينها وصفتنا أبواقٌ ناعقة عديدة بِأنَّنا مُزايدون وأصحاب نظرة منغلقة ومباينة لمن خالف فكرنا، وأنَّنا نقول كُـلّ تلك الحقائق، فقط لنتمشكل مع النِّظام السُّعودي وليّ أمرِ المُسلمين دون ناقةٍ لنا أَوْ جمل..!
هذا النِّظامُ الَّذي لطالما دافعَ عن فلسطين (بِلسانه) وسلَّطَ يديه ماضياً وحاضِراً بالعدوانِ على الشُّعوبِ المستضعفة التي اغترفت من دماء أَطْفَـالها ونِسائِها؛ بغياً واستكبارا..
ولِأنَّ سُنةَ الله في عباده هي إخراج ما يكتمون وما يَحْذَرون القائل في مُحكم كِتابه: (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ، قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ)، (وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ)، طُبقت سُنَّتهِ وسمِعنا بصدور تصريحات للمهفوف محمد بن سلمان هاجم فيها القضيةَ الفلسطينية وأنها ليست ضمن دائرة أولوياتهم.
هجومُ بن سلمان جعل ذلك الغربيّ الأمريكيّ الإسرائيلي في حالةٍ ذهولٍ دفعته للكشف عنها، في الوقت الذي ما زالت هناك أنظمة وكياناتٌ وتنظيمات عربية مخدوعة بهم وتصفق لهم بحرارة كِلتا يديها..!
من هذا المقام أقول:
”القضيةُ الفلسطينيةُ تُهاجَمُ ممن يعتبرون أنفسهم – جهلاً وتعنُّتاً – ممثلي الدِّين، ولكن ظهرت الحقيقةُ العكسيةُ التي تزدادُ تجلّياً مع تعاقبِ الأحداث، الحقيقة التي يغمضُ الكثير أعينَهم عن رؤيتها رغم وضوحها..!
والرِّسالةُ للنِّظامِ السُّعودي الأرعن بكافة قيادته أنَّ: (وجهكم القبيح وسوء نواياكم تجاه المقدَّسات لا تزيدُنا إلّا تمسُّكاً بقضايانا المركزية والتي في مقدمتها ‘فلسطين’، وتقوى عزائمنا في السَّعي بكل ما أمكننا لتطهير الأراضي المباركة من دَنَسِكم ورجسكم وتخليصِ المستضعفين من ظلمكم وجبروتكم.
واللهُ على ما نقول شهيد، وما ذلك على اللهِ ببعيد.
والعاقبـةُ للمتَّقيـن.