شرارة التحرير
مازن الصوفي
بعدَ قرار ترامب بنقلِ السفارة الأمريكية إلى القدس وجعلِها عاصمةً لإسرائيل، وتزامُــناً مع ذكرى العودة تظاهر آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة؛ للتنديد بممارسات الاحتلال والمطالبة بحق العودة إلى أرضهم وقراهم، ما دفع القُـوَّات الصهيونية إلى إطلاق الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين فأصيب المئات ما بين جروح متوسطة وخطرة، في تحَـدٍّ صارخ وانتهاكٍ صريح للقانون الدولي الذي يجرّم استهداف المدنيين.
استخدامُ الرصاص الحي من قبل الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة منه لإرهاب المنتفضين ضد سياسته، لم يجدِ نفعاً، بل دفع أولئك الأحرار إلى الاستمرار في تحَـرّكهم للمطالبة بحقوقِهم المشروعة رغم يقينهم بأن منظمة النفاق (الأُمَــم المتحدة) واقفة إلى جانب الجلاد ضد الضحية، لكن ذَلك لن يزيدَهم إلا إصراراً وحماساً أكثر من ذي قبل على ضرورة الانتصار لقضيتهم ومظلوميتهم مهما بلغ جرم الاحتلال وبطشه.
مملكة بني سعود تأريخها أسود في نُصرة القضايا العربية والإسْـلَامية، منذ ما يقارب المئة عام، بل إن تأسيسَها له علاقة بالموساد البريطاني الذي مهّد لقيام الدولة الصهيونية فيما بعدُ، إذ أن الأسرة الخبيثة تمثل خنجراً يطعن الأمة الإسْـلَامية في الظهر ليرضى بذَلك سادتها من الأمريكيين والصهاينة، فوصل ببني سعود الأمر إلى استهداف يمن الحكمة والإيمان وفرض حصارٍ شاملٍ على كُـلّ المنافذ البرية والبحرية والجوية، فمن لم يقتل بصواريخهم وقنابلهم الانشطارية، مات بسهام حصارهم المشؤوم؛ كون هذا البلد هو الهاجس الذي يقلق الصهاينة لعلمِهم علمَ اليقين أن نفَسَ الرحمن سيأتي من اليمن.
المتابِعُ لتطورات الأحداث في الساحة العربية والفلسطينية يدركُ أن الفلسطينيين لم يكونوا لوحدهم في مواجهة المشروع الصهيوني، بل كان إلى جانبهم الأحرارُ من شعوب المنطقة العربية والإسْـلَامية، وفي مقدمتهم الشعب اليمني الذي يخرج بمسيرات مليونية بشكل مستمر؛ للتنديد بمحاولات تهويد القدس ومطالباً برفع المظلومية عن الشعب الفلسطيني.
صمودُ الشعب اليمني للعام الرابع على التوالي في وجه أكبر حملة عسكرية عرفتها البشرية التي تقودُها امبراطوريةُ السلاح وامبراطورية المال في آن واحد، ووقوفُه المستمرُّ إلى جانب القضية الفلسطينية يعتبر مؤشراً مهماً في العلاقات الدولية؛ كون هذه المواقف المشرفة والحرة لها ثمارها في المستقبل القريب في تغيير موازين القوى في المنطقة، فالمعركة واحدة بين الفلسطينيين والصهاينة وبين اليمنيين وأذناب الصهاينة، وإذَا كسرت شوكتهم في اليمن وعادوا في توابيت الموت، بالفعل سيهزمون في أرض كنعان وسيعودون إلى خلف البحار من حيث أتوا في توابيت، ومن نجا من الموت، سيفر منكسا رأسه مهزوما مذلولًا.