صراعُ الحق والباطل
د. أحمد حميد الدين
لقد أحكمت أجهزةُ مخابرات الغرب وبالذات أمريكا بعد أن جعلت من الإسْـلَام عدوَّها الأول عقب سقوط الاتحاد السوفيتي خطتها واستغلت التقدمَ السريعَ في التواصل الإعْـلَامي بتوظيف إعْـلَام مرئي ومقروء ومسموع مسمى بأسماء عربية وينتمي لدول عربية بعضها يتبنى زعامة الأُمَّـة الإسْـلَامية كانت نتيجته خلق ثقافة غربية بزي عربي ترى في الاسم قشوراً وربت في نفس الوقت أبناء حكام المنطقة السلاليين الوارثين أَوْ عسكراً تمكّـنهم من الحكم على حضنها ليحكموا بلدانهم بعد السنين حكاماً يكفرون بالإسْـلَام كعامل أساسي في تسييرهم شئون بلدانهم أشد الكفر ويكرهون تعاليمه أشد الكره. ووجدوا في سبيلِ غايتهم في ثقافة الطائفية والفرقة المذهبية ما يساعدُهم على تسيير العامة المغفلين بأداة علمائية سُلطانية تتقلّب في فتواها مع الحاكم حسب هواه.
ونكّلوا بالعلماء المخلصين والمفكرين المتنورين، ومع كُـلّ ذلك تبقى حُجَّةُ الله قائمةً بخلقِ فئةٍ مقاومة للمشروع المخابراتي وأدواته.. وبقاء إخلاص الكثير من الأُمَّـة لدينهم العميق وارتباطهم به الوثيق.. حال دون تحقيق ما خطّطوا له، فلجأوا إلى حمامات أُخْـرَى من الدم، بالفوضى الخلّاقة وإحداث التدخلات العسكرية وخلق بؤر صراع هنا وهناك أَوْ ألوان أُخْـرَى من الضغط السياسي والاقتصادي عدواناً وحصاراً؛ كي يمكّنُ للمشروع في المنطقة وإبعاد المسلمين عن إسْـلَامهم الحقيقي لكنهم شيعتهم وسُنتهم زادهم إصراراً إلى الأخذِ بدينهم، والاعتصام بعُروته.. وبقيَ بين الجماهير وحكامِها انفصامٌ وخِصامُ.. وتظلُّ المعركة قائمةً بين الحق والباطل إلى يوم الدين، واللهُ متم نوره ولو كره الكافرون، ولو كره المنافقون.