الرياض خطوات نحو تسليم المنطقة لإسرائيل!!
عبدالملك العجري
المتابعُ للإعْـلَام والصحافة السعوديّة هذه الأيّام والحماس في الاندفاع نحو إسرائيل يمتلكُه الخوفُ على مستقبل المنطقة العربية وقضاياها القومية، فابن سلمان ماضٍ بدون بريك ولا عقل نحو تسليم المنطقة لإسرائيل وفتح الأبواب على مصراعيها أمامها.
الأنظمةُ العربيةُ التي طبّعت مع إسرائيل بصرف النظر عن كُـلّ المؤاخذات عليها كانت تمضى معها بخطوات حذرة ولم يتجرأ أيٌّ منها في تجاوُزِ كُـلّ الخطوط الحمراء.
لو كان للسعوديّة مشروعٌ قومي عربي أَو إسْـلَامي أَو حتى مشروعٌ خاص ومستقل لفرض نفوذها وهيمنتها على المنطقة لهان الأمر.
الكارثةُ أن المشروعَ الوحيدَ لابن سلمان أن يضمنَ تثبيتَ الحكم فيه ونقله من أولاد عبدالعزيز إلى أولاده، ومستعدٌّ أن يدفع أيَّ ثمن حتى وإن كان الثمن ليس بيع القدس والقضية الفلسطينية فحسب، إنما فتح أبواب المنطقة على مصراعيها لإسرائيل؛ لتدخلها بسلام من دون أي حساب لتباعاته على الأمن القومي العربي.
الأسبوع الفائت قال وزير خارجية الرياض الجبير إنه إذا سُمح لإيران بامتلاك سلاح نووي ستسعى المملكةُ لامتلاك سلاح نووي.
السعوديّة دايماً تفكر بعقل الضُّرّة، وظيفتها الوحيدة أن تسعى بكل حولها وحيلها لتدمير أية دولة عربية أَو إسْـلَامية منافِسة أَو دولة قائدة وترى فيهم منافساً لا يمكن إقامَة علاقة تعاون معه.
المفارقةُ أن السعوديّة غيرُ قلقة من إسرائيل التي تملك سلاحاً نووياً بالفعل!!
وإذا كانت تخشى من طموحات إيران، فإسرائيل أكثر طموحاً ومهيأة لأن تكون القُـوَّة الإقليمية الأولى لولا حالة الحصار ورفض التطبيع المفروض من محيطها العربي والإسْـلَامي.
إسرائيلُ القُـوَّة الأولى عسكرياً في المنطقة وإذا نجحت بفضلكم في تطبيع علاقتها بمحيطها العربي ستكون الأولى اقتصادياً وتغزو الأسواق الخليجية العربية بمناجاتها، وبالتالي صاحبة النفوذ والتأثير الأكبر والدولة رقم واحد في المنطقة، وستكون أمريكا والغرب أقرب إليها منهم، ولن تزاحم نفوذكم فقط بل ستكونون أنتم منطقةَ نفوذ لإسرائيل وسوقاً مفتوحة لبضائعها وشركاتها، وَفي حال فكرتم في منافستها أَو مزاحمتها -كما تفعلون مع إيران وتركيا وسوريا الآن ومع مصر عبدالناصر وعراق صدام حسين سابقاً- لن يسمح لكم بل ستكونون هدفًا لصواريخهم النووية وغير النووية.