قائد قوات العدوان يعترف أن تهديد النظام السوداني بالانسحاب من اليمن كان بهدف الحصول على المال صرف مرتبات المرتزقة السودانيين يسقط تهديدات البشير ومزاعم “الدفاع عن الحرمين”
المسيرة: إبراهيم السراجي
أكَّـدَ قائدُ قوات تحالف العدوان، ضمنياً، أن الجنودَ السودانيين الذين زج بهم نظام عمر البشير في العدوان على اليمن ليسوا سوى مرتزِقة يحركهم المال، مؤكداً بذلك صحة التحليلات التي أطلقها سياسيون سودانيون على خلفية تهديد السودان بالانسحاب من العدوان بأنها مجرد ابتزاز للحصول على الأموال التي تعهدت دول العدوان بمنحها لنظام البشير.
ووفقاً لصحيفة “اليوم التالي” السودانية الموالية لنظام البشير، عقد فهد بن تركي بن عبدالعزيز قائد قوات تحالف العدوان لقاءً يوم السبت الماضي في مدينة جدة مع وفد إعلامي سوداني يضم إعلاميين موالين لنظام البشير، وتحدث خلال اللقاء عن مشاركة القوات السودانية في العدوان على اليمن.
وأقر قائد قوات العدوان خلال اللقاء بحدوث أزمة بين السودان ودول العدوان فيما يتعلق بالقوات السودانية المشاركة بالعدوان على اليمن، لكنه حصر تلك الأزمة بتأخر مرتبات المرتزِقة السودانيين، متعهداً بعدم تأخر المرتبات مرة أخرى، في إشارة لحجم مخاوف النظام السعودي من انسحاب الجنود السودانيين الذين ينوبون عن الجيش السعودي في القتال بجبهات الحدود بجيزان ونجران وعسير.
مخاوف النظام السعودي من انسحاب مرتزِقة البشير لم تمنع قائد قوات العدوان من إهانة أولئك المرتزِقة عندما حصر الأزمة معهم بقضية المرتبات، خلافاً للشعار الذي رفعه البشير بأن قواته “تدافع عن الحرمين”.
وقال قائد قوات العدوان للإعلاميين السودانيين “أعلم أن هناك أموراً حدثت أعزوها لأسباب فنية وإدارية، مثل تأخر الرواتب للقوات السودانية لفترة ثلاثة أشهر”.
وأضاف أنه تم صرف المرتبات المتأخرة، وفي الوقت ذاته واصل إهانة مرتزِقة السودان من خلال التأكيد على أن تواجدهم في الجبهات ليس إلا بدافع الحصول على المال بقوله: إن “مسألة المرتبات المتأخرة قد حُلّت وانتهت بالكامل ليس فقط بأثر رجعي وإنما للفترة القادمة، لكي لا يتكرر هذا الأمر مطلقاً في المستقبل، لا من ناحية الرواتب أو تعويض أسر الشهداء أو المصابين فحسب، بل في جميع المعينات المطلوبة لتوفير كُـلّ مقومات العمل لتلك القوات”.
وكانت وزارة الدفاع السودانية أعلنت قبل أسابيع أنها تجري مراجعة لإيجابيات وسلبيات مشاركة القوات السودانية في العدوان على اليمن وأنها ستعلن لاحقاً نتيجة المراجعة وتتخذ بموجبها قرار بالاستمرار أو الانسحاب. وفيما كان يرى البعض أن نظام البشير في طريقه للاستجابة للاحتجاجات الشعبية ومعارضة أعضاء البرلمان والأحزاب السودانية الرافضة للمشاركة في العدوان، كان الكثير من السياسيين السودانيين يؤكدون أن البشير يريد الحصول على المال من السعودية والإمارات للخروج من أزماته الاقتصادية، وهو ما يؤكده حديث قائد قوات العدوان.
وبالتزامن مع إعلان الدفاع السودانية إمكانية الانسحاب من اليمن هرعت وسائل الإعلام السعودية ونشرت تقارير متعددة في مختلف الوسائل الإعلامية تشيد بمرتزِقة السودان وفي الوقت ذاته تذكر الرئيس السوداني بما قاله في بداية العدوان بأن المشاركة تأتي “دفاعاً عن الحرمين”.
وفي ذلك الحين رد البشير على وصف جنوده في اليمن بالمرتزِقة بأنهم ليسوا كذلك ولا يقاتلون من أجل الحصول على المال، مستدعياً أسطوانة “الدفاع عن الحرمين” لكن حديث قائد قوات العدوان للإعلاميين السودانيين السبت الماضي أكد بشكل واضح تلك الفرضية بقوله إن المشكلة انتهت بصرف مرتبات مرتزِقة السودان المتأخرة وصرف مرتبات الفترة القادمة مقدماً، فهل كان البشير سيتوقف عن “الدفاع عن الحرمين الشريفين”، كما يزعم؛ بسبب تأخر مرتبات مرتزِقته لثلاثة أشهر؟