اغضب
مازن الصوفي
في مطلع الأسبوع الماضي اتخذ ترامب قرارَه الأحمق بنقل سفارة بلده إلى القدس؛ تنفيذاً لوعوده الهادفة إلى جعل القدس عاصمةً لإسرائيل، غيرَ آبه بغضبِ الشارع العربي والإسْلَامي، فالخليجيون تحت إمرته وطاعته ولا مناصَ لهم من مخالفة أوامره وبقية الأنظمة العربية، قد أثار فيها الفتنة والدمار بدعمه الإرهابيين وإيصالهم إلى تلك البلدان، فهو الآن في أمن واطمئنان حول ما سيقوم به من خطوات استعمارية، وهو لا يعلم أن نظرتَه دونية وأن مواقفه ستجلب الويل والدمار لبلاده..
خرج الفلسطينيون، في مسيراتٍ سلمية، مواجهين آلةَ القتل الصهيونية، بصدورهم العارية ليؤكدوا للعالم كُـلِّ العالم أنْ لا أحد مخولاً بالتنازُل عن القدس مهما بلغت ثروتُه، وأن صفقة العصر التي أبرمها الرئيس الأمريكي مع محمد بن سلمان والهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية والقضاء عليها تمثّل إعادَة أُخْـرَى لوعد بلفور قبلَ عام مئة عام.، وهذا ما لا يمكن أن تسمحَ به الشعوب العربية والإسْلَامية..
مئاتُ الشهداء وآلاف الجرحى سقطوا، إثر إطلاق قُـوَّات الاحتلال الصهيوني الرصاصَ الحيَّ عليهم، لترهيبِهم وإثنائِهم عن مواقفهم ومطالبهم المشروعة، في عنجهية وتغطرس أمريكي صهيوني فاق الخيال، لكن جرائمهم تلك اصطدمت بقُـوَّة الإرَادَة والعزيمة الفلسطينية التي جعلت من إرَادَة الله انطلاقاً لعدالة قضيتها.
المواقفُ العربية لم ترقَ إلى مستوى الحدث، فضلاً عن أن الكثيرَ من الأنظمة العربية مشاركةٌ لمعتوه الولايات المتحدة في قراره، وواقفون إلى صف الأَعْـدَاء ضد الشعب الفلسطيني وقضيته، وفي مقدمة هذه الأنظمة النظام السعودي والذي ينتمي إلى أسرة خبيثة، من شجرة خبيثة وهي الشجرة الملعونة في القُـرْآن.
وعلى الرغم من كُـلّ هذا التخاذل المخزي إلّا أن صنعاءَ صانعةَ التأريخ كانت هي السبّاقة في الوقوف ضد المشاريع الإسرائيلية، واقفاً إلى صف المقاومة ضد المشاريع الامبريالية وَالأمريكية في مرحلة انبطح العربان لترامب، شغلهم الشاغل وهمُّهم الأَكْبَـر إرضاء سيدة البيت الأبيض أيفانكا ابنة ترامب أمريكا، وهي غير معبّرة لهم ورافضة الالتفات اليهم، فخسئوا ولُعنوا أينما ذهبوا وحلوا..
إذا لم يكن الآن هو الوقت الذي يتطلب من الشعوب أن ترفع أصواتها في وجه حكامها العملاء الذين باعوا القدسَ وتاجروا بالقضية الفلسطينية وارتهنوا للأمريكيين، فيما شعوبهم يعانون الأزمات الاقتصادية التي أثقلت كاهلهم..، فمتى يكون تحرُّكُها؟ ومتى سيجيء الوقت المناسب لتتحَـرّك؟!