الرئيس المشّـاط في خطاب الذكرى الثامنة والعشرين للجمهورية اليمنية: الوحدة اليمنية هي الثابت تأريخياً بينما الانفصال هو المتغير الذي لا يمكث في الأرض
المسيرة: صنعاء
وجّه رئيسُ الجمهورية، مهدي المشَّـاط، مساء أمس، كلمةً إلى أبناء الشعب اليمني بمناسبة العيد الوطني الـ 28 للجمهورية اليمنية 22 مايو أكّد خلالها أن الوحدة اليمنية ثابتة على مر التأريخ وأن كُـلّ المؤامرات تحطمت على صخرة صمود الشعب اليمني.
وقال الرئيس المشَّـاط إن “الأحداث التي شهدتها جزيرة سقطرى مؤخّراً لم تكن سوى مشهد مصغر لأهداف تحالف العدوان على اليمن الطامع في تقسيم اليمن ونهب ثرواته واحتلال أراضيه والنيل من سيادته واستقلاله”.
وأضاف الرئيس المشَّـاط بأن الوحدة اليمنية هي الثابت على مر التأريخ، بينما الانفصالُ هو المتغير الذي لا يمكث في الأرض.
وأشار الرئيس المشَّـاط، إلى أن بعض دول الجوار وبمقدمتها السعوديّة “تعاطت مع الوحدة اليمنية كمصدر للخطر على قوتها وموقعها في الإقليم فأرخت عِنانها لتعبثَ بالوَحدة كمبدأ وفكرةٍ عبر أدواتها المتمثلة في عدد من الأنظمة التي حكمت اليمن”، مضيفاً أن السعوديّة “عمدت إلى تشويه الوحدة سلوكاً وممارسة؛ لإسقاط المعنى العظيم للوحدة اليمنية الذي تشرَّبه وترعرع عليه أبناءُ الشعب اليمني في قلوبهم”.
وأكد الرئيسُ أن اليمن غنيٌّ برجال وثرواته وقويٌّ بوحدته وموقعه الجغرافي، مشيراً إلى أن اليمن “كان وسيظل محل أطماع قوى الاستكبار والهيمنة بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ومن سار في فلكهم”.
كما أكد الرئيس المشَّـاط أن أطماع الأعداء لن تتحقّـق، “وسيبقى اليمن قوياً ومنيعاً وأبناؤه أولو بأس شديد، وسيظل مقبرة تتجدد في وجه الغزاة كما كان على مر التأريخ، برجاله وجيشه ولجانه الشعبية الذين تحطمت على صخرة صمودهم كُـلّ المؤامرات وأجهض وعيهم الثائرُ محاولات التقسيم والشرذمة لليمن”.
ولفت الرئيس المشَّـاط، إلى أن العدوان بعد ثلاث سنوات انكشفت عورته، “وبدأ يتبجح باحتلاله للأراضي اليمنية، وباعتراف مرتزقة العدوان الذي عبروا عنه مؤخراً وهو ما تم التحذير منه كقيادة سياسية منذ بداية العدوان في مارس 2015م وتم التأكيد مرارا بأن ما تقوم به دول ما يسمى بالتحالف هو عدوانٌ بيِّنٌ، وغزوٌ واحتلالٌ لليمن”.
وأشار الرئيس المشَّـاط إلى أن “العدوانَ لا يعنيه ما تسمى بالشرعية أو الوحدة اليمنية”، مؤكداً أن “الاحتلال بقيادة السعوديّة والإمارات لن يسمحَ ببقاء الوحدة، ولن يسمح أَيْـضاً حتى للانفصال أن يتحقّـق؛ لأنَّ ضمان بقاء الاحتلال هو عدم استقرار اليمن واتساع رقعة الخلافات فيه شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً وليس الواقع الأمني والاقتصادي وحتى السياسي في المناطق التي يسمونها محررة ببعي”.
ودعا الرئيس المشّـاط خلال كلمته كُـلّ الأَحْـرَار والغيارى في مناطق الاحتلال إلى التحَـرّك الجاد والمسئول لمواجهة مشاريع الغزو وَالاحتلال بكل الوسائل.. مشيداً في نفس الوقت بالوعي المتنامي في المناطق المحتلة ضد الاحتلال.
وقال الرئيس المشّـاط: “سنهيئ كافة السبل لتعزيز الوعي ضد الاحتلال والتحَـرّك الوطني لطرده”.
وأشار الرئيس في كلمته إلى حجم الأعباء الكبيرة التي يتحملها الشعب اليمني جراء العدوان والحصار بصمود وتلاحم منقطع النظير.
وفي ذات الصدد، وجه الحكومةَ بالعمل الجاد والمسئول على كُـلّ المستويات للتخفيف من هذه الأعباء، سيما في مجال الخدمات وما يتعلق بالأوعية الإيرادية بما من شأنه توفير الممكن من الراتب وتعزيز اللحمة الداخلية وتماسكها لإفشال مُخَطّطات العدوان الهادفة إلى تمزيق النسيج الاجتماعي.
واستنكر الرئيس “الصمت العالمي المدان والمرفوض أمام كُـلّ هذا الطغيان والاستكبار والتغطرس والعربدة الذي يمارسها تحالف العدوان ضد بلادنا وشعبنا للعام الرابع على التوالي والذي سيظل وصمة عار في جبين كُـلّ المؤسسات الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنْسَـان وتحافظ على الأمن والسلام الدوليين”.
وأكد الرئيس المشَّـاط أن الجميع اليوم مدعوون أَكْثَـر من أي وقت مضى، أحزاباً ومكوناتٍ سياسية يمنية شمالاً وجنوباً؛ لتغليب المصلحة الوطنية العليا والاصطفاف ضمن مشروع بناء الدولة الذي أطلقه الرئيس الشهيد صالح علي الصمَّـاد؛ باعتباره سفينة النجاة لكل اليمنيين لتجاوز الصراعات والخلافات وتحقيق المصلحة الوطنية العليا بشراكة ومسؤولية للحفاظ على اليمن قوياً موحداً وعلى سيادته واستقلاله في المنطقة والإقليم والعالم.
وأشار إلى أن “الأرض المباركة التي أنجبت ثوار أكتوبر المجيد من أمثال البطل راجح لبوزة كفيلة اليوم بأن تنجبَ أمثاله وأن تنتفض في وجه أنذل الغزاة والمحتلين الذين استأجروا المرتزقة من كُـلّ أصقاع الأرض لاحتلال اليمن والنيل من أمنه واستقراره وتمكين الإرهاب من أراضيه”.
ونوّه رئيسُ المجلس السياسي الأعلى في كلمته، إلى جانب العدوان على اليمن العدوان أَيْـضاً على فلسطين ومباركة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف، الأمر الذي يؤكد أن اليمن يخوض أشرف المعارك ضد العدوان الحقيقي على الأمة العربية والإسْـلَامية؛ لأنَّ التفريط في قبلة المسلمين الأولى هو جسر للتفريط في قبلة المسلمين الثانية الكعبة المشرفة وذلك هو الخطر الحقيقي على وحدة العرب والمسلمين وعلى الدين والعقيدة.
وتابع قائلاً: “لقد رأس ترامب قبل عام من اليوم مؤتمر القمة الإسْـلَامية ومنذ ذلك اليوم تابعنا ما شهدته المنطقة من حروب وقتل وتشريد، وها هي ذات القمة تتباكى اليوم على قرار ترامب بنقل سفارته إلى القدس ويا له من موقف مُخزٍ ومشين ومخجل ومُذلٍّ في الدنيا قبل الأخرة أمام الشعوب العربية والإسْـلَامية، فقد سبق تفريطهم ومشاركتهم في تصفية القضية الفلسطينية لإنجاح المشروع الصهيوني الذي لن يتوقف في فلسطين كما أسلفنا”.
وفي ختام كلمته أكّد رئيسُ الجمهورية أن “المعركة في اليمن هي معركة ضد هذا المشروع معركة دفاع عن الأرض والعِرض عن الوَحدة والسيادة والاستقلال في وجه المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يبطِشُ ويتغطرس في فلسطين وفي المنطقة باستهدافها بمشاريعه المناطقية والمذهبية؛ لتفتيتها وفي مقدمتها دول العدوان نفسها”.