صفارات الإنذار ليست إلا البداية..!
هنادي محمد
صُراخٌ مزَّق فؤادي، أنينٌ تردد صداه في كياني، اشلاءٌ مُمَزَّقة بكتها عيناي قلبي، جِراحٌ تنزفُ.. ومسعفٌ يهرول حاملاً روحه على أكفِّهِ، مادَّاً نظره إلى ما تحت الأنقاض والدَّمار غير أسفٍ ولا آبهٍ بتلك المقاتلة التي ترصدهُ بحوْمتها فوق رأسهِ الشَّامخِ بعلو السَّماء..!
إجرامٌ فاق حدود وحشيَّة الغاب، وخسَّةٌ لا يساويها ضرب أمثلةٍ ولا نظم أبيات، عجزٌ عقيمٌ وجد من دماء الأطفال والنِّساء سبيلاً للاستِقواء..!
وحشٌ جعل من الأجساد المتفحِّمة غذاءً لإشباع غريزتهِ العدوانية التي ما كان لها أن تتدنى وتتقلص وتكتفي بِآلاف الأرواح التي اختطفتها؛ بل تتفتح شهيته وشراهته لالتقام المزيد والمزيد إلى ما لا نهاية..!
أما آن له أن يتورَّع..؟ أما آن له أن يتعقَّل بعد أَكْثَـر من عدوان أربعة أعوام..؟
حقيقة إمعانهِ وتعنته تقول بأنَّه يزداد تغيُّظاً وزفيراً..!
وعليه: لابد للداءِ من نارٍ تكويه، ولا بد للعليل من طبيبٍ يداويه، وصفَّاراتُ الإنذار ما هي إلا البداية، وصواريخنا الباليستية ستزوركم باستمرار حتى تثمر جلسات العلاج لعلَّكم تفهمون حقيقة أن اليمانيون لا يركعهم القصف ولا يميتهم الحصار، وتستيقن أنفسكم أنَّ متغيرات معادلة الميدان سيثبت برهانها مجاهدينا الذين جرَّعوكم المر علقماً وأذاقوكم من كأسِ المنيَّةِ بما منَّاكم الشيطان فأصبحتم من قبيلِه وحزبه وأوليائه المخلصين..!
وعلى البادئ الباغي تدورُ دوائر ظلمهِ واستكباره.. (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ)
والعاقبـةُ للمتَّقيـن.