السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي في المحاضرة الرَّمْضَـانَية العاشرة: الإنْسَـانُ في هذه الحياة إِذَا لم يتجه في طريق الجنة هو يتجه إلى طريق النار
أَعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحَمْدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أنْ لَا إلهَ إلَّا اللهُ المَـلِكُ الحَـقُّ المُبِيْن، وأشهَدُ أن سَيِّـدَنا مُحَمَّــدًا عَبْـدُه ورَسُــوْلُه خَاتَمُ النبيين.
اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إِبْـرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ إِبْـرَاهِيْمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأَخْيَارِ المنتجَبين وعَنْ سَائِرِ عِبَادِك الصالحين.
أَيُّهَا الإِخْوَةُ والأخواتُ.. السَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
حديثُنا اليومَ في سلسلة الحديث عن اليوم الآخر وَما يتعلق به وصل بنا المطاف في الحديث إلى الحديث عن الجنة عن جزاء الله لعباده المتقين.. وَالحديثُ في هذا الموضوع شيِّقٌ وَجذّابٌ بحسب النصوص القُـرْآنية وَما تضمنته، وَمَن يتأمَّلُ في آيات الله، من يتأمل في ما وصف الله به ما أعده من النعيم وَالجزاء العظيم لعباده المتقين يدرك حقائقَ مهمةً جداً، وَمن المهم للإنْسَـان أن يرسخَها في نفسه؛ لأنَّها ستمثلُ حافزاً ودافعاً إلى العمل الصالح إلى الاستقامة..
الاستجابةَ لله مصلحة مؤكَّدة للإنْسَـان
أولُ هذه الحقائق أن الاستجابةَ لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَالطاعة له وَالسير على هديه وَفي نهجه هو فوزٌ للإنْسَـان وَخيرٌ للإنْسَـان وَمصلحة مؤكَّدة للإنْسَـان، وَهو الكفيل بالوصول بالإنْسَـان إلى السعادة الحقيقية وَالأبدية، فلا خسارةَ مع الله ولا غبن..
فالإنْسَـانُ عليه أن يعي جيداً أن اللهَ غنيٌّ عنه وَعن أعماله الصالحة وَعن طاعته وَأنه هو.. هو كإنْسَـانٍ المستفيدُ وَالمنتفِعُ في أعماله الصالحة لطاعته في النتائج المترتبة عليها.. أمَّا اللهُ فهو الغنيُّ الذي لا يحتاج إلى أعمالنا وَلا تضره معصيتنا أن الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى في ما أمرنا به وَدعانا إليه وهدانا إليه أمرنا بما فيه الخير لنا وَالصلاح لنا وَالفلاح لنا وَما يلبي احتياجاتنا وَما يدفع الشر والخطر العظيم عنا في الدنيا وَالآخرة أن الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى رحيمٌ بهذا الإنْسَـان وَكريمٌ عظيمٌ واسع الرحمة وَواسع الخير وَهو أكرم الأكرمين، وَبالتالي فهو يعطينا وَيكافئنا على الأعمال الصالحة التي هي من الأساس مصلحة لنا وَفائدة لنا وَنفع لنا.. يعطينا عليها الجزاءَ العظيمَ.
ثم حقيقةٌ أخْـرَى أن كُـلَّ ما يمكنُ أن يبتعدَ به الإنْسَـانُ أَوْ بسببه عن طاعة الله عن نهجِ الله عن الطريق التي رسمها اللهُ، كُـلّ ما يمكن أن يدفع بالإنْسَـان إلى معصية الله لا يساوي شيئاً أبداً مهما كان من رغبات الإنْسَـان وَأهوائه وَشهواته، لكنه لا يُمَـثِّـلُ شيئاً وَلا يساوي شَيئاً بجانبِ ما سيتحقّـق للإنْسَـان أصلاً من الرغبات وَالخير وَما يحقِّـقُ له السعادة إِذَا كانت هي الرغبة إِذَا كانت هي الشهوة إِذَا كان الاندفاع وَالسعي وراء السعادة هو الذي يدفعُ بالإنْسَـان إلى المعصية، سواءً المعصية في تجاوُزِ حَدٍّ من حدود الله أَوْ في التنصل عن مسؤولية من المسؤوليات والتفريط في طاعة من الطاعات.. إِذَا كانت هي الرغبات والأهواء والشهوات والسعي وراء السعادة واللهث وراء السعادة، فالذي ستصلُ إليه بالمعصية لا يساوي شيئاً أبداً في مقابل ما ستحصلُ عليه بالطاعة..
ثمرةُ اتّباع هدي الله في الدنيا وَالآخرة
ما ستحصلُ عليه من خلال رضا الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى والذي يُمَـثِّـلُ فعلاً رغبةً حقيقيةً، سعادةً حقيقيةً، نعيماً عظيماً، يُمَـثِّـلُ فعلاً ما يلبي الرغبةَ الحقيقية لهذا الإنْسَـان، ويسُدُّ الحاجة الحقيقية لهذا الإنْسَـان. فليس هناك من غبن في طريق الحق ولا خسارة، على العكس، خسارة الإنْسَـان الكبرى والفادحة والرهيبة والهائلة والفظيعة هي بمعصيته لله، هي بابتعاده عن نهج الله، هي باللهو وراء تلك الأهواء التي يستغلها الشيطان فيردي الإنْسَـان ويتعب الإنْسَـان ويخسر بذلك الإنْسَـان..
طاعة الله والإتباع لهديه ثمرته في الدنيا العزة والكرامة والخير والسعادة والسمو وما أحل الله في هذه الدنيا من الطيبات، والحلال فيه ما يغني هذا الإنْسَـان، وفيه ما يلبي حاجته الفطرية والغريزية، أما ما أعده في الآخرة فيه الوفاء للأجر، وفيه التتمة الحقيقية للأجر، وفيه الأجرُ الحقيقي والعظيم والواسع، فهو الشيء العظيم الذي سنتحدث عن بعض منه، عن القليل منه بحسب ما تضمنته النصوص الواردة في القُـرْآن الكريم في بعضٍ منها، وإلا فالحديثُ في هذا طويل جداً..
اللهُ سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى ذكر لنا في الكتاب الكريم في القُـرْآن المجيد ما يحظى به الإنْسَـان المتقي لله في ساحة الحشر من رعاية إلهية، من نعيم، من تكريم، من طمأنة..
طمأنةُ المؤمن في ساحة الحساب
والإنْسَـان كما تحدثنا بالأمس وَفي ما قبل الأمس أيضاً، منذ أن تعود إليه حياته في الآخرة في القيامة، منذ أن يُحييَه اللهَ مرة أخْـرَى للحساب إلى ساحة الحساب، فور ذلك تأتيه الملائكة لتطمئنه وهذا أكد عليه القُـرْآن في عدد من النصوص منها قول الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى [لا يحزنهم الفزع الأَكْبَـر] هؤلاء أولياء الله، عباد الله المتقون لا يحزنهم الفزع الأَكْبَـر، هول وَأحداث يوم القيامة وما فيها [وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون] يقول في آية أخْـرَى [تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا وَلا تحزنوا] فالإنْسَـان تأتيه الطمأنة في تلك اللحظة الحساسة والحرجة جداً التي هو أحوج ما يكون فيها إلى ما يطمئنه إلى ما يهديء من روعه، فتأتي الطمأنة من ملائكة الله في لحظة مهمة جداً وحساسة..
فعلاً يعني تأمل تعتبرُ تلك اللحظة وتلك الطمأنة نعمةً عظيمةً جِـدًّا ورعاية إلهية كبيرة في وقتها المناسب والحساس..
ما تحدث عنه القُـرْآن الكريم من تسليم لصحائف الأعمال إلى عِباد اللهِ المتقين بإيْمَـانهم، وما في ذلك من بشارة لهم وما في تيسير الحساب وما فيه محطات أخْـرَى من تمييزِهم وفرزهم، وما في انتصارهم في المحاكمة مع أعدائهم في هذه الدنيا، وما في الرعاية الإلهية لهم من ما يقدم لهم من شراب وطعام، وورد في الأحاديث الأخْـرَى الحديث عن حوض النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن ينال الشرب من ذلك الحوض، والمقام المحمود لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ومن يحظون بذلك التكريم وذلك النعيم إلى آخره..
تقريبُ الجنة من ساحة الحشر ومشاهَدة عالَمِها
من المحطات المهمة جداً بعد انقضاء مرحلة الحساب تقريب الجنة ومشاهدة عالم الجنة، ذلك العالم العظيم، يقول الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى في كتابه الكريم [و أزلفت الجنة للمتقين] وَفي آية أخْـرَى يقول [وَأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد] ويقول في آية أخْـرَى [وإذا الجنة أزلفت]..
هذه النصوصُ القُـرْآنية المباركة تفيدُ أن عالَمَ الجنة، ذلك العالم العظيم العجيب الذي أعده الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى برحمته وبكرمه وبفضله الواسع ليكونَ خيرَ جزاء ونعم دار المتقين لعباد الله المتقين، تُقرَّبُ من ساحة القيامة، من ساحة الحشر فيأتي ذلك العالم الكبير الواسع العظيم، يأتي ويقرَّب تمهيداً لانتقال عباد الله المتقين إليه حتى لا تكونَ هناك عملية سفر مطولة وبعيدة، وحتى لا تكون عملية الانتقال إلى الجنة عملية صعبة ومعقدة وسفر بعيد وطويل ومرهق، هذا جانب من الرعاية الإلهية، من التكريم، من السعادة، تقرب الجنة بكلها وَيؤتى بها بنفسها وهي عالم كبير جِـدًّا، سيأتي الحديث عن ساعته من خلال النصوص القُـرْآنية..
والله أعلم كيف ستكونُ سعادتهم، ارتياحهم بهجتهم، سرورهم وقد شاهدوا اقتراب الجنة واطمئنوا وأتتهم البشارات والتأكيد والحكم الإلهي وأنهم سينتقلون إليها.
التقوى الطريقُ المضمون إلى الجنة
ثم تأتي عمليةُ الحشر إلى الجنة والانتقال إليها يقول الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى [يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا] وَيقول جل شأنه [وسيق الذين اتقوا ربهم] وتلحظون في الآيات كلها الحديث عن المتقين الذين اتقوا..
هذا شيءٌّ مهم؛ لأنَّه رسم طريق الجنة، طريقها هي التقوى، إِذَا أردت أن تكونَ من أهل الجنة إِذَا أردت الفوزَ بالجنة والنجاة من النار فالطريقُ المضمون المؤكد عليه المنصوص عليه في القُـرْآن الكريم، الذي ارتبط به الوعد الإلهي هو التقوى، إذاً الأفضل للإنْسَـان بدلاً عن أن يُمَنِّيَ نفسَه، أن يتيه في هذه الحياة، أن يخادعَ نفسه، أن ينخدع ببعض من الكلام والقيل هنا وهناك، أن يأخذ بالمضمون الموثوق المنصوص المؤكد عليه هذا هو الطريق الصحيح والاتجاه الصحيح أن يأخذ الإنْسَـان بما هو موثوق به..
مرحلةُ الانتقال إلى الجنة.. وَأول أهلها دخولاً
[وسيق الذين اتقوا ربهم] الحديث عنهم عن المتقين طَـبْعاً في موكب أَوْ مواكب متعددة؛ لأنَّهم البعض يتقدم البعض يلحق البعض بحسب النصوص القُـرْآنية الأخْـرَى[إلى الجنة زمراً] وحتى هذا النص زمرة تتقدم زمرة تلحق بها مجاميع ووفود الله أعلم كيف ستكون هذه التصنيفات بحسب الزمن أَوْ بحسب المقام فيما يفهم من بعض النصوص أن أول أهل الجنة دخولاً وَأول من يصل إلى الجنة هو رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم والفائزون معه ربما من المقام العظيم هذا بحسب بعض النصوص ولكن لا يعنينا التصنيف هذا من يدخل أولاً كيف ستكون هذه المسألة بالتدقيق والتحقيق والتفصيل، النص القُـرْآني يوضح أنهم سيذهبون زمراً جماعاتٍ جماعاتٍ صوبَ الجنة ومنتقلون على هذا النحو حتى إِذَا جاؤوها وهذا حين الوصول إلى عالم الجنة لا يستطيع أبداً أن يتخيل يفكر الإنْسَـان يتأمل أن يتخيل مدى السعادة مدى الارتياح مدى السرور في تلك اللحظة لحظة الوصول إلى عالم الجنة وَماذا تعنيه تلك اللحظة إنها تعني الوصول إلى السعادة الأبدية تعني الوصول إلى الأمن والطمأنينة الدائمة تعني تحقّـق الفوز العظيم تعني النجاة المؤكدة والأبدية من عذاب الله وسخطه تعني الكرامة تعني الفوز بالارتقاء إلى ذلك المقام العظيم مقام التكريم الإلهي تعني أشياء كثيرو فوق إدراك الإنْسَـان وفوق خياله وفوق شعوره وفوق مستوى التعبير [حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ] حين الوصول مع المجيء وفتح الأبواب؛ لأنَّه يظهر من هذا النص القُـرْآني فتح الأبواب قبل لحظة الوصول وهذا من التكريم لهم من تكريم الضيف أنك لن تنتظر له حتى يصل إلى الباب ويطرق ويبقى منتظرا على الباب يبقى منتظرا لبعض الوقت أَوْ تطول عليه ما تفتح له إلا وقد هو ضابح مدقدق مدقدق ومداعي لك يا خبير في البيت أحدا، أحدا سمعنا يجيب يفتح لا المسألة مختلفة تكريم والذي يكرمهم هو أكرم الأكرمين أكرم الأكرمين الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى ربٌ عظيم كريم رحيم ذو الفضل الواسع العظيم هل أحد سيحتاج أن يعلمه أَوْ يعلم ملائكته آداب الضيافة والاستقبال لا وفتحت أبوابها كانت قد أصبحت مفتوحة فوصلوا إليها وأبوابها مفتحة لهم، أما المعنيون بالاستقبال والترحيب فهم ملائكة الله والملائكة المعنيون بالجنة.
إدارةُ دار الضيافة الأبدية وحالُ سُكّانها
عالَمُ الجنة ذلك العالمُ العظيم الذي هو دارُ ضيافةٍ أبديةٍ يعيشُ الإنْسَـانُ فيه في حالة ضيافة للدائم الأبد المعنيين به المعنيون بإدارته هم الملائكة إدَارَة الجنة هي إدَارَة من الملائكة ولهذا جاء التعبير القُـرْآني وقال لهم خزنتها خزنة الجنة هم المعنيون لإدَارَة شؤونها ورعاية أهلها فالإدَارَة لم تكن من البشر ونحن في بعض المحاضرات واللقاءات عادة نعلق على هذه المسألة نقول البشر تعبوا من بعضهم البعض إدَارَة عليهم أنفسهم، إدَارَة الملائكة بالتأكيد إدَارَة راقية جِـدًّا وإدَارَة في واقع الحال هي مسؤولية ولذلك لم يكلف احد في داخل الجنة بهذه المسؤولية؛ لأنَّ الجنة ليست دارٌ للمسؤولية دار المسؤولية هي الدنيا دار المسؤوليات والأعمال والمهام وإلى آخره، هناك تعيشُ وأنت خفيف الحال لست مثقلَ الظهر بأية مسؤولية من المسؤوليات ما عاد بش مسؤوليات؛ لأنَّ الحياة هناك حياة سعادة ارتياح نعيم هدوء ولا هم ولا غم ولا مشكلة ولا عناء ولا أي مسؤولية، مسؤولية فيها جانب من المشقة على الإنْسَـان أَوْ العناء أَوْ أحياناً الانشغال ولا يراد لأهل الجنة أن ينشغلوا بأي شيء غير أن يرتاحوا وأن يتنعموا وأن يهنئوا بما هم فيه، فالإدَارَة في عالم الجنة موكلة بشكل تام ومكلف بها الملائكة من ملائكة الله، فهم من يستضيفون من يستقبلون وبحفاوة وملائكة الرحمة ملائكة الرضوان حتى المسؤول الأعلى عن إدَارَة شؤون الجنة في بعض من النصوص أن اسمه رضوان خازن الجنة كُـلّ ما هناك الرضا الرحمة أجواء الخير الحفاوة الراحة {وَقالَ لَهُم خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيكُم} [الزمر: 73] يسلمون عليهم ويتلقونهم بالتسليم وفِـعْـلاً وصلوا إلى دار السلام السلام من كُـلّ شر السلام من كُـلّ ضر السلام من كُـلّ هم السلام من كُـلّ غم السلام من كُـلّ بلاء السلام من كُـلّ محنة السلام من كُـلّ ألم السلام الذي يشمل كُـلّ شيء وصلوا إليه، الجنة واحد من أسمائها دار السلام {وَاللَّهُ يَدعو إِلىٰ دارِ السَّلامِ} [يونس: 25] هذا في القُـرْآن الكريم {سَلامٌ عَلَيكُم} [الأنعام: 54] بهذه الحفاوة وباستقبال يستقبلهم الملائكة وطبتم هذا كما قلنا بالأمس فرز في عالم القيامة في ساحة الحشر بين المتقين وغيرهم على هذا المعيار الطيبون إلى الجنة الذين طابوا في هذه الدنيا تنظفوا طهروا من كُـلّ الخبث في الصلاح في الاستقامة بالطاعة بالعمل الصالح بالتزكية طهروا وطابت أنفسهم من الخبائث {طِبتُم فَادخُلوها} [الزمر: 73] تفضلوا بحسب تعبيرنا {خالِدينَ} [البقرة: 162] ادخلوا إلى الجنة {خالِدينَ فيها} [البقرة:162] باقين فيها للأبد في حياة سعيدة وهنيئة وطيبة لا موت فيها ولا كدر، ويدخلون لحظة الدخول هذه إلى عالم الجنة ومشاهدة ذلك العالم هي لحظة في نصوص عن النبي صلوات الله عليه وعلى آله أن لو بقي موت لمات الإنْسَـان فيها من شدة الاندهاش والفرحة والسعادة وعظيم ما يشاهده ويدرك أنه قد أصبح من سكان ذلك العالم ومن أصحاب الجنة وممن يعيشون ذلك النعيم يموت الإنْسَـان بسرعة ما عاد با يجيه جلطة يموت فجأة فورا لكن لا موت لا موت أَبـَـداً يعني سعادة تتملك كُـلّ مشاعره وكل وجدانه وكل أحاسيسه الجنة في النص القُـرْآني عالم كَبيراً جِـدًّا جدا يقول الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى في كتابه الكريم {وَسارِعوا إِلىٰ مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ أُعِدَّت لِلمُتَّقينَ} [آل عمران: 133] وجنة عرضها السماوات والأرض جنة هي بهذه السعة بهذا الكبر بهذه العظمة اتساعها الهائل جِـدًّا جدا جِـدًّا بهذه الدرجة عرضها السماوات والأرض ولا نستطيع أن نتخيَّلَ هذه السعة؛ لأنَّ عالَمَ السماوات مع الأرض فسيح جِـدًّا لا نستطيع أن نتخيله أَبـَـداً، المسافات ُالتي تُحسَبُ اليوم ما بيننا وبين الشمس مَثَـلاً وبيننا وبين بعض الكواكب أَوْ بيننا وبين بعض النجوم ما بين مجرة وأخْـرَى تحسب بالملايين في بعضها ما بين المجرات بالملايين والبلايين من السنين الضوئية والسنين الضوئية هي اختصار في الحساب الفلكي حيث تصبح الحسابات بزمننا هذا بالمقدار الذي يمكن أن تقطعه مَثَـلاً تقطعه الطائرة من الأرض إلى الشمس ولا تستطيع طائرة فيما لو افترضنا وقطعت كم ستجلس مدة زمنية طويلة جِـدًّا بعض التقديرات أَكْثَـر من.. ما نستطيع نتحقّـق من الأرقام عشرات السنين سبعة عشر عَـاماً في بعض المراحل، على العموم المدة التي يقطعها الضوء من الشمس إلى الأرض تحسب في الحسابات الفلكية لقياس المسافات ما بين الأرض وما بين كواكب أَوْ نجوم بعيدة وما بين المجرات كذلك، بمعنى السعة هائلة جِـدًّا جداً وعالم الجنة عالم كَبيراً للغاية هو بهذه السعة عرضها السماوات والأرض فهي بهذه السعة والله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى يقول {وَسارِعوا إِلىٰ مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم} [آل عمران: 133] الأعمال التي يوجهنا الله إليها كلما عملنا شَيئاً منها هو خطوة مهمة للجنة يقول في آية أخْـرَى {وَسارِعوا إِلىٰ مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُهَا السَّماواتُ وَالأَرضُ} [آل عمران: 133] يعني ليست عالماً عظيماً ثم صغيراً يتزاحم فيه أهله ويتنافسون فيه ويتنازعون عليه والبعض ما معه إلى قطعة صغيرة أو شقّة صغيرة أَوْ لا، سعة هائلة جِـدًّا على درجة عالية جِـدًّا وصفها القُـرْآن فيما هي عليه من تشكيل في قوله تعالى {مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتي وُعِدَ المُتَّقونَ} [الرعد: 35] وهنا تجد الوعد الإلهي أتى لمن للمتقين {مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتي وُعِدَ المُتَّقونَ ۖ فيها أَنهارٌ مِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ وَأَنهارٌ مِن لَبَنٍ لَم يَتَغَيَّر طَعمُهُ وَأَنهارٌ مِن خَمرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبينَ وَأَنهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفًّى ۖ وَلَهُم فيها مِن كُلِّ الثَّمَراتِ وَمَغفِرَةٌ مِن رَبِّهِم} [محمد: 15]، عالم الجنة هو على هذا النحو العجيب جِـدًّا فسيحٌ وواسع ومغطَّىً بالأشجار والفواكه والثمار والأنهار فيه بهذه الأشكال المتنوعة والمتعددة أنهار كثيرة ومتعددة من الماء النقي الذي يمكن للإنْسَـان حتى أن يشرَبَ منه غير آسن فلا هو متغيّر ولا هو متلوث أَبـَـداً عالم الجنة ليس فيه أي شيء يلوثه أَبـَـداً {غَيرِ آسِنٍ وَأَنهارٌ مِن لَبَنٍ} [محمد: 15] أنهار بيضاء متدفقة بالبن كذلك غير المتغير {لَم يَتَغَيَّر طَعمُهُ} [محمد: 15] وإذا لم يتغير طعمه بالتأكيد لم يتغير قيمة ولا لونه أول ما يمكن أن يطرأ في تغير اللبن التغير في مذاقه أن يحمض مَثَـلاً ما تأتيه تغير في اللون في الرائحة إلا بعد تغير الطعم، فتلك الأنهار المتدفقة من اللبن تلك الأنهار المتدفقة والكثيرة من الخمر من خمر الجنة الذي هو لذة للشاربين وليس له أية أضرار لا على ذهنية الإنْسَـان وتفكيره ولا على وضعه الصحي ولا أَبـَـداً {لَذَّةٍ لِلشّارِبينَ} [الصافات: 46] بقي منه لذته وذهب منه سكره وأضراره {وَأَنهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفًّى} [محمد: 15] أنهار أخْـرَى متدفقة من العسل الذي لا تشوبه أي شوائب يتخيل الإنْسَـان عالم الجنة بأشجارها ونباتاتها الخضراء وفواكهها وثمارها ثم الأنهار الجارية فيما بينها أنهار جارية شيء منها أنهار الماء شيء آخر أنهار اللبن أنهار الخمر أنهار العسل إلى آخره، عالم كيف ستكون أَوْ كيف سيكون شكله وشكل تلك الأنهار شكل عجيب جِـدًّا.
أوصافُ الجنة ومحتوياتها
ما يتخيل الإنْسَـان الشكل العام للجنة بمستواها العظيم وما فيها من النعيم يعبر الرسول صلوات الله عليه وعلى آله في نص روي عنه [فيها ما لا عين رأت] لم يسبق لك أن شاهدت مثل تلك الروعة مثل تلك النعيم مثل ذلك الشكل في عالم الجنة أَبـَـداً [ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر] ما يمكن أَبـَـداً أن يكون أن قد خطر لأحد على بال أنه سيشاهد على ذلك المستوى الراقي أَبـَـداً من كُـلّ ما سيشاهده من النعيم، في نصوص عن النبي صلوات الله عليه وعلى آله، فيما يتعلق حتى بالجنة في حصبائها في مكوناتها حصبائها الدر والياقوت الأحجار الكريمة التي هي نادرة الوجود عندنا في هذه الدنيا وإن وجد شيء منها يستخدم للزينة بحسب ما يتمكن منه القليل من الناس في هذه الدنيا مَثَـلاً هذا الزبرجد الدر الياقوت المرجان اللؤلؤ الذهب الفضة الماس المعادن والأحجار الكريمة التي هي نادرة في الدنيا يستخدمها الإنْسَـان زينة أَوْ يستخدمها أَحْيَـاناً عملة غالية أَوْ غير ذلك، بدلاً عن أن يكون عالم الجنة مكوناً من الطين المشابه لهذه الدنيا لطين هذه الدنيا لا الذي في الجنة تكوينها تكوين آخر إِذَا كانت هذه حصبائها الدر الجميل جِـدًّا والياقوت كذلك الذي هو من الأحجار الكريمة في الدنيا ونادر الوجود والقليل الحصول عليه العملية صعبة وحالة نادرة تتوصل للقليل من الناس في هذه الدنيا، المباني في الجنة كذلك لبنة من ذهب ولبنة من فضة خيامٌ من اللؤلؤ خيام من الزبرجد خيام من الزمرد خيام، كُـلّ تكوينات ذلك العالم هو من الأحجار الكريمة الراقية الأحجار الكريمة عندنا والمعادن النفيسة قليلة في الدنيا ومحدودة في الدنيا والقليل من الناس من تتوفر له في هذه الدنيا، وفي نفس الوقت لا ترقى إلى مستوى ما هو في الجنة، فما ذهب الدنيا كالذهب في الجنة، ولا الفضة في الدنيا كالفضة في الجنة، ولا أي شيء من هذه النفائس والأشياء الكريمة والنادرة في هذه الدنيا كمثل ما هو هناك في الآخرة، في الجنة، في الجنة تتوفر هذه الأشياء وتتكون، الأغراض المصنعة والمتنوعة هناك كالطعام، الشراب، الزينة من الذهب من الفضة من هذه الأشياء الكريمة والجميلة جِـدًّا، والقليلة في الدنيا، {وَأَنهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفًّى ۖ وَلَهُم فيها مِن كُلِّ الثَّمَراتِ} [محمد: 15]، عالم الجنة تتوفر كُـلّ الثمرات وكل الفواكه التي يتغذى منها الإنْسَـان ويرتاح بها الإنْسَـان مع مغفرة من الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى، مغفرة يترتب عليها إحساسهم بالسعادة، إحساسهم بالخلو من عبء الذنوب والمعاصي في تشريف وتكريم، الإنْسَـان يعيش ويحس نفسه لا ذنب عليه ولا معصية ولا أَبـَـداً، ما يبقى في إحساسهم وفي وجدانه يشعر بالذنب، ولهذا أثر نفسي، أثر معنوي، أثر تكريم إلى آخره.
التنقل في الجنة
في عالم الجنة الواسع جِـدًّا جدا جِـدًّا يمكن للإنْسَـان أن يسكُنَ في أية بقعة من ذلك العالم، في آية أخْـرَى يتحدَّثُ عن تعبير أهل الجنة في الجنة، قولهم: {نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَيثُ نَشاءُ} [الزمر: 74]، عالمٌ واسعٌ جِـدًّا ما هو ضيّق، وليس هناك من قيود عليك بالتنقل في ذلك العالم، هنا في الدنيا قد تشاهد في التلفاز بقعة هنا أَوْ هناك جميلة فيها بعض الخضرة، بعض الأشجار حتى غير المثمرة، ليست بأشجار فواكه ولا، إنما بلونها الجميل والمياه المتدفقة فيها، فتتمنى لو أمكنك الذهاب إلى هناك، وأمامك الكثير، التكلفة المالية مشكلة عليك، إِذَا توفرت التكلفة المالية فهناك إجراءات السفر، هل هي متاحة أَوْ غير متاحة، إجراءات والتعقيدات في التنقل في هذه الدنيا من بلد إلى بلد ومن دولة إلى دولة من قطر إلى قطر، تكاد تكون أَحْيَـاناً مستحيلة في كثير من الأحوال، أمامك هناك وو، معقدة في هذه الحياة أما هناك لا، بكل يُسر، بكل يُسر، بكل حفاوة بكل تكريم، {نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَيثُ نَشاءُ} [الزمر: 74]، تتنقل، تذهب من هنا إلى هناك تزور، ثم في ذلك العالم العجيب، ذلك العالم الأخضر، ذلك العالم بما فيه الكثير من النعيم العظيم تتوفر كُـلّ الرغبات لهذا الإنْسَـان وتتوفر كُـلّ الطلبات لهذا الإنْسَـان، هذه مسألة مستحيلة في الدنيا، لا يمكن تتوفر للإنْسَـان كُـلّ الرغبات ويرتاح بها، إن توفرت رغبة فيشوبها الكثير من المنغصات وتفوت الكثير من الأمور الأخْـرَى، ما هناك أحد أَبـَـداً تتم له كُـلّ رغبات نفسه مائة بالمائة ولا يشوبها أيا من المنغصات أَبـَـداً، ما هناك أحد تتحقّـق له هذه أَبـَـداً، يقولُ اللهُ عن الجنة: {وَفيها ما تَشتَهيهِ الأَنفُسُ} [الزخرف: 71]، كُـلّ ما يمكن أن تشتهيه نفسك من طعام من شراب من ملابس، من ملذات الحياة والراحة النفسية متوفر هناك، هذه نعمة عجيبة جِـدًّا، {وَفيها ما تَشتَهيهِ الأَنفُسُ} [الزخرف: 71]، فيها ويتوفر وليس فيها تشاهدوه وأنت لا تمتلك ثمنا أَوْ لا يمكنك الحصول عليه، أَوْ هناك عائق أَوْ هناك مشكلة، لا، هو يتوفر، {وَفيها ما تَشتَهيهِ الأَنفُسُ وَتَلَذُّ الأَعيُنُ} [الزخرف: 71]، ما يلتذ به نظرك، بصرك، كُـلّ المشاهد الجميلة التي تتمتع بمشاهدتها ترتاح برؤيتها، هذا يشمل أشياء كثيرة لا نستطيع عنها ولا نعلم بالكثير منها، وأنتم فيها خالدون، مع هذا الخلود الأبدي، الحياة الأبدي، لا نهاية لها، لا بموت ولا بانتقال ولا بأي شيء، الملائكة يقولون أَيْـضاً لعباد الله المتقين: {وَلَكُم فيها} [النحل: 6]، أي في الجنة [ما تشتهيه أنفسكم]، وهذه عبارة جامعة شاملة، واسعة أعتقد سيدخل تحتها من التفاصيل، ما تشتهي أنفسُكم، {وَلَكُم فيها ما تَدَّعونَ} [فصلت: 31]، ما تطلبونه ما ترغبون به، ما تتمنونه يتوفر، في عالم الجنة، الجنة عالم واسع جِـدًّا، هذه السعة التي عرضها السموات والأرض بكلها، وعدد سكانها قليل؛ لأنَّ الأَكْثَـرية البشرية بحسب النصوص القُـرْآنية تذهب إلى جهنم، {وَلِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ} [الرحمن: 46]، في العالم الواسع، عالم الجنة الواسع للإنْسَـان فيه مزارعه الخَاصَّـة، بساتينه الخَاصَّـة، قصوره الخَاصَّـة إضافة إلى ما هو أوسع من ذلك، بأن يكون لك مَثَـلاً قصورك، يكون لك مزارعك بساتينك التي هي خَاصَّـة بك، القصور المساكن الطيبة، مساكن طيبة من بناء الجنة، من بناء الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى، في سعتها في تكوينها في شكلها، في جمالها، من الذهب من الفضة، من اللؤلؤ، من الزبرجد، من الياقوت من تلك الأحجار الكريمة والمعادن النفيسة، من الذهب والفضة إلى آخره، ولكن مع ذلك عالم الجنة عالم واسع، يعني فيه ما يخصك، والبقية أَيْـضاً أينما ذهبت الفواكه أمامك، الأنهار، من اللبن، من العسل، من الخمر، خمر الجنة، من الماء غير الآسن غير الملوث، الماء النقي، المشروبات المتنوعة المتنزهات الواسعة في الجنة، العالم كله عالم من المتنزهات، كله عالم مبهج، فيه كُـلّ الرغبات، تتوفر كُـلّ الطلبات، وداخل ذلك بكل مؤمن، {وَلِمَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ} [الرحمن: 46] في سورة الرحمان، يتحدث عن كُـلّ جنتين بأوصاف معينة، ذواتا أفنان، فيهما من كُـلّ فاكهة زوجان، فيهما فيهما، يقولُ بعدَ ذلك: {وَمِن دونِهِما جَنَّتانِ} [الرحمن: 62]، يعني إضافةً إليهما كذلك جنتان، أقرب إلى قصره وهكذا في كُـلّ منها تتوفر كُـلّ أنواع الفواكه كُـلّ أنواع الثمار، الأنهار، العيون الفوارة، العيون الجارية، المشاهد المبهجة إلى آخره.
أصنافُ وَأنواعُ عيون الجنة
فيما يتعلق بالشراب في الجنة، أنهار كما ذكر، أنهار من الماء من اللبن من العسل من الخمر… إلخ، عيون جارية عيون فوارة، وكذلك مشروبات أخْـرَى، يسقون من رحيق مختوم، هذا يوفر لهم حتى في ساحة المحشر وبالتأكيد في الجنة، الرحيق، نوع من شراب أهل الجنة، لذيذ جِـدًّا جداً، في غاية اللذة، والمذاق والفائدة والمتعة النفسية، مختوم، ختامه مسك، هذه تقدم لهم، علب معلبات في الجنة، يفتحونها ويشربونها في أوقات معينة، ولكن الغطاء بالمسك، الغطاء، ما هو تنك، ما هو في الدنيا غطاء من حديد ولا نحاس ولا، ختامه مسك، {وَيُسقَونَ فيها كَأسًا كانَ مِزاجُها زَنجَبيلًا [17] عَينًا فيها تُسَمّىٰ سَلسَبيلًا [18]} [الإنْسَـان: 17-18]، هناك عيون في داخل الجنة لها أسماء خَاصَّـة، يتميز شرابها بلذة عجيبة جِـدًّا، ومذاق ونكهة متميزة للغاية، مثل هذا الشراب، من عين تسمى سلسبيلا، وهناك عين أخْـرَى تسمى تسنيم، وعيون الله أعلم كم أصنافها وكم أنواعها، يقول الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى: {وَسَقاهُم رَبُّهُم شَرابًا طَهورًا} [الإنْسَـان: 21]، وهذا من أنواع الشراب، يقول الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى: {يَتَنازَعونَ فيها كَأسًا لا لَغوٌ فيها وَلا تَأثيمٌ} [الطور: 23]، هذا نوع من شراب الجنة ومن خمرها اللذيذ جِـدًّا إلى درجة أنه قال عنه، يتنازعون فيها، طَـبْعاً لم يكن نزاعاً ساخناً، إنما إقبالُهم عليه في ملذته العجيبة، يروقهم جِـدًّا، هذا على مستوى الشراب في مقابل أهل النار الذين شرابهم من الصديد المتعفن من القيح من الحميم الذي يشوي الوجوه ويقطع الأمعاء والعياذ بالله، أما طعامه فيقول الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى {وَأَمدَدناهُم بِفاكِهَةٍ وَلَحمٍ مِمّا يَشتَهونَ} [الطور: 22]، أنواع الفواكه، أنواع اللحوم، كُـلّ أنواع الثمار، ولهم فيها من كُـلّ الثمرات، كُـلّ أنواع الفواكه، من كُـلّ فاكهة زوجان، على مستوى البُستان الذي يتبعك إلى آخره، يقولُ اللهُ سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى: {وَفاكِهَةٍ كَثيرَةٍ} [الواقعة: 32]، لا حصر لها ولا عدد، أنواع متعددة جِـدًّا، في عالم الدنيا اليوم الكثير من الناس، الكثير من الأسر لا يعرفون الفاكهة، لا تصل إليهم الفاكهة أَصَـلاً، والبعض يصل إليهم الرديء من الفاكهة، والبعض القليل، والبعض في حالة نادرة جِـدًّا، والإنْسَـان يبقى سنوات يرى فاكهة معينة يحصل على بعض منها، وفي كثير من الأحيان تصل الفاكهة إلى السوق متضررة، المزارع قد عمل فيها عمله من أنواع الغازات وأنواع المبيدات والمكافحات الضارة حتى تصبح مصدراً لكثير من الأمراض، والمشتري قد تنقل بها من وضع إلى وضع ومن جو إلى جو ومن ظروف إلى ظروف، ما تصل إلى المستهلك إلى وحالتها حالة، هذا إن وصلت وإلا كثير من الناس لا يصل إليهم شيء، أما هناك لا، الفاكهة الطازجة المتوفرة في كُـلّ مكان، عند قصرك، في أي مكان تنتقل إليه، الفواكه متوفرة، {قُطوفُها دانِيَةٌ} [الحاقة: 23]، {وَذُلِّلَت قُطوفُها تَذليلًا} [الإنْسَـان: 14]، فواكه هناك متوفرة دَائماً وطازجة، طرية، يقتطفون في أي وقت أَوْ تقطف لهم بحسب رغبتهم، إِذَا أنت في رحلة، أنت خرجت تتمشى في الجنة سواء في مزارعك أَوْ بساتينك أَوْ في عالم الجنة قدامك الفواكه، تريد أن تقطف لنفسك قطفت، وتدنو إليك ومذللة لك وبدون أي صعوبة، أَوْ فهناك الخدم وهناك القائمون على رعايتك في ذلك العالم الذين يمكن أن يقتطفوا لك أو يوفروا لك ما ترغب به هناك، ثم كذلك في الدنيا مَثَـلاً قد يكون هناك تاجر مَثَـلاً أَوْ ملك أَوْ أمير يمتلك النقود والفلوس التي يستطيع بها أن يشتري أنواعاً كثيرةً من الفواكه في الدنيا، ولكن لا تتأمن له كما قلنا طازجة متوفرة أشجارها في كُـلّ مكان، في عالم الدنيا أَصَـلاً المناخ والبيئة لها تأثير بسنة الله وفطرته ونظامه للدنيا، إما ثمارا معينة أَوْ فواكه معينة تصلح في بلد ولا تصلح في بلد آخر، يعني لا يمكن أن يجتمع في بلد واحد في بستان واحد من كُـلّ أنواع الفواكه، لا؛ لأنَّ هناك فواكهَ يناسبها مَثَـلاً مناطق حارة، فواكه يناسبها مناطق باردة، فواكه يناسبها مناطق معتدلة، فواكه يناسبها مناخ جاف، فواكه يناسبها مناخ رطب، فواكه يناسبها مناخ معتدل، فواكه يناسبها تربة معينة، فواكه تناسبها تربة أخْـرَى إلى آخره، أما في الجنة يتوفر ذلك، فيمكن أن يتوفر في البستان الواحد من كُـلّ أصناف الفواكه، وَزوجان يعني نوعان، من كُـلّ أنواع الفواكه، فيتوفر لك بشكل طازج ما ترغب به، هذا في الدنيا غير متاح حتى لأي تاجر أَوْ لأي ملك أَوْ أي أمير، أَوْ أي أحد من زعماء الخليج أَوْ غيرهم، هناك {يَدعونَ فيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنينَ} [الدخان:55]، في الدنيا البعض قد يتوفر له نسبة لا بأس بها من الفواكه، ولكن؛ لأنَّه يعاني من مرض معين مَثَـلاً، لا تناسبه فاكهة، أَوْ مرض آخر تضر به فاكهة معينة، وممنوع عليه طبيا أن يتناول فاكهة كذا وفاكهة كذا وفاكهة كذا؛ لأنَّ فيها أضراراً معينة، أما في الجنة ما هناك أي ضرر من أية فاكهة، في عالم الجنة أي فاكهة، بكل فاكهة، ما هناك استثناءات، تلك الفاكهة يمكن أن تضر بصحتك، يمكن أن تؤثر عليك، آمنين، آمنين من مضرتها، من أضرارها على المستوى الصحي، وهكذا هو عالم الجنة، كُـلّ المأكولات متوفرة فيه، كثير من الناس في هذه الدنيا يعصي الله بشهوة البطن، شحنان يريد أن يأكل بأي ثمن حتى ولو من الحرام، فيخسر الوصول إلى ذلك النعيم الدائم والأبدي، البعض من الناس الوجبات الدسمة جرته إلى أن يقف في صف الباطل، في صف الطاغوت مع الظالمين مع المجرمين، وخسر، خسر ما سيأكل كان للأبد، يعني يأكل على طول في عالم الجنة كُـلّ شيء متوفر على أرقى مستوى، وعلى نحو واسع وعظيم، ثم يكون مصيره في النار الزقوم، لربما لو، الله أعلم سيكون هناك ملاعق في النار أَوْ ملاعق جهنمية أم لا، يعني لربما قطرة واحدة من طعام الزقوم ينسى بها أَكْثَـر أهل الدنيا ترفا، أَكْثَـر أهل الدنيا ترفاً، من كان في هذه الدنيا امتلك المال والثروة الطائلة وفتح لنفسه المجال أن يأكل وأن يشرب من كُـلّ ما ترغب به نفسه، بحسب أمواله وثرواته وما عنده حلال وما عنده حرام، ولا عنده، قطرة واحدة من الزقوم ستنسيه كُـلّ ما قد تنعم به من طعام وشراب في هذه الدنيا، جرعة واحدة من الصديد، الحميم الذي يغلي، فشربه الإنْسَـان وتجرعه والعياذ بالله في النار، تنسيه كُـلّ ما يمكن قد شربه في هذه الدنيا، من كُـلّ ما كان لذَّ له وطاب له في هذه الحياة، البعض ما عنده كان لا حلال ولا حرام، ما ساعده شربه، فيخسر الإنْسَـان، يخسر خسارة كبيرة جِـدًّا، في طريق الله ستصل إلى النعيم العظيم الذي هو أرقى وأسمى وأعظم وأَكْبَـر من كُـلّ طموحاتك، أَصَـلاً فوق مستوى رغبتك وطموحاتك، يسد حاجاتك رغباتك، يغطي طموحك وعاده فائض عاده زائد يعني نعمة.
عن ملابس أهل الجنة في الجنة، هذه الأشياء التي هي ذات أهميّة عند الإنْسَـان، طعامه شرابه سكنه منطقته التي يقطن فيها البيئة التي يعيش فيها إلى آخره، كُـلّ هذا كيف هو في الجنة، الملابس، الكثير من الناس يحرص على أن يحصل على الملابس الفاخرة مع أن الكثير من بني البشر في ظل العالم الذي تزعمت فيه أمريكا وجماعة أمريكا في هذه الدنيا فظلموا عباد الله ونهبوا ثروات الشعوب، الكثير من الناس يعيشون حالة البؤس الشديد، لا يتوفر لهم البعض الملابس العادية إلا بمشقة، البعض إِذَا كان سيحصل في العام على ثوب جديد سيعتبر هذه إيجابية كبيرة، والبعض يشتري في هذه الدنيا من البالة، من الثياب المستعملة، والتي باعتها شعوب أخْـرَى من الشعوب المترفة أَوْ المرتاحة اقتصاديا، الملابس في الجنة متوفرة جِـدًّا ومن أرقى ما يمكن، يعني ما لا يصل، ما لم يصل إلينا في هذه الدنيا، ما لا نعرفه لربما الأغلبية من البشر لا تعرفه، من حرير الجنة، الحرير الطبيعي في هذه الدنيا هو أرقى نوع من الملابس، من حيث نعومته، تنسجه دودة القز، لا يحصل عليه إلا البعض من كبار المترفين في هذه الدنيا، مثل بعض من التجار وليس كُـلّ التجار، البعض من الملوك والأمراء والزعماء يمكن أن يحصلوا عليه، وبأثمان غالية جِـدًّا، وعلى مستوى محدود، أرقى وأغلى وأنعم وأجمل الملابس في الدنيا هو الحرير الطبيعي، وهو نادر الوجود كما قلنا، وقليل جِـدًّا، الحرير في الجنة، حرير الجنة الذي هو أرقى من حرير الدنيا بما لا يقارن، حرير الدنيا لا يساوي شَيئاً أَصَـلاً، الحرير الطبيعي في الدنيا لا يساوي، يعني لا يساوي شَيئاً بالمقارنة بينه وبين حرير الجنة، حرير الجنة متوفر جِـدًّا في الجنة، وملابسهم بكلها مصنوعةٌ منه، [يَلْبَسُونَ مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ] [عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ] هذا هو حرير الجنة المتنوع، منه ما يسمى بالسندس في شكله في جماله في نسيجه، والإستبرق كذلك، ربما هناك تفاوت في الغلظ والرقة في اعتبارات متعددة، [وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ] يقول الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى يعني ملابسهم كلها في الجنة من حرير الجنة الناعم جداً والجميل جداً.
هذا على مستوى الملابس، فيزدهون في تلك الملابس ويذهبون ويجيئون ملابس ناعمة راقية جميلة جداً، ماهي ملابس ثقيلة ولا خياطها وَتفصيلها متعب ما طابق ولا أي مشكلة معهم فيها أبداً، الحلّي والزينة مع الملابس، الملابس ملابس الجنة تجمع بين النعومة والزينة، ناعمة مريحة وجميلة جداً، يتجملون بها مع ذلك الحلية [يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا] يلبسون فيها الحليّة والرجال لهم أساور من ذهب، والبعض من فضة [وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ] في بعضها، الذهب الفضة المزينة باللؤلؤ ليزيدها جمالاً،؛ لأنَّ اللؤلؤ له جماله في بياضه ونعومته أيضاً، فيلبسون الزينة.
النساء في الجنة الله أعلم كيف هي زينتهن ربما أَكْثَـر من الرجال كما في الدنيا، مع الملابس الطعام الشراب المساكن إلى آخره.. هناك أيضاً الحور العين، الحور العين في الجنة حديث القُـرْآن عنهن حديث واسع، وأول أوصافهن هو هذه ولربما من بعد الوصول إلى الجنة تبدأ الأعراس في الجنة، في قصورها ومساكنها يقول الله [وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ] أوصاف الحور العين في الجنة البعض منها هو هذه أوصاف عيونهن، مما يؤخذ بعين الاعتبار في الجمال هو جمال العيون، جمال مؤثر وجذاب معروفٌ في الدنيا جاذبية جمال العيون، الزوجات في الجنة من أهم ما يتميزنَ به في جمالهن هو جمال العيون.
الحور يقال أن معنى الحَوَرْ هو صفاء عيونهن من حيث أن الأبيض بياضٌ صافٍ وخالص لا يشوبه حمره، والسواد كذلك يبقى خالصاً، مع نفس العيون المفتحة الجميلة جداً، وفوق مستوى الخيال فوق مستوى خيال الإنْسَـان، يقول الله عنهن أيضاً [قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ] قاصرات الطرف يختلف المفسرون في تفسيرها البعض يقول أن المقصود به أنهن لا ينظرنَ ولا يفكرّن ولا يلتفتن إلى غير أزواجهن، وهذه هي صفة جذابة جداً ومهمة للغاية، والبعض يقول أن الطرف الذي فوق العين هذا الغشاء كذلك تعبّر الآية عن جماله.
من الأوصاف قول الله تعالى [كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ] وهذا حديث عن الحُمرة التي على بياض الخد، على بياض الوجوه،؛ لأنَّه يصف لونهن في بياضهن باللؤلؤ [كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ] واللؤلؤ هو غاية الصفا والبياض يقول في آية أخْـرَى [كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ]؛ لأنَّ البعض من الناس في الدنيا ما يعرف اللؤلؤ لكن البيض معروف بياض شديد يعني، فإذا كان مكنوناً يعني لم تصبه غبره ولم يتلوث بشيء يبقى في بياضه الناصع الواضح جداً.
فمع ذلك البياض الأصلي يعني في الدنيا هناك شغل وعمل كبير في عمليات التجميل في توفير متطلبات التجميل المساحيق والمعجنات والمرهمات والمكياج والمدري ما هو ذاك، كم يعني من أَكْبَـر الأسواق والبضائع والمنتجات والمصانع متجه نحو هذا الموضوع، موضوع الجمال والتجميل، موضوع مهم عند البشر، يركز عليه البشر يركز عليه النساء ويركز عليه الرجال أيضاً من أجل النساء، فتعب مع الناس في الدنيا تعب وهم متجملين مصانع كثيرة جداً تصنع المكياج المرهمات المساحيق وسائل وأدوات وإمكانات التجميل، عالم كبير في الدنيا، هناك من أصل الخلقة بياض ناصع جداً وصافٍ كاللؤلؤ كالبيض المكنون، حُمْرة تكسو هذا البياض بدلاً المكياج وبدلاً عن تلك الوسائل والمساحيق ما يحتاجين إليها في الجنة أبداً النساء، والحور المخلوقات في الجنة كذلك ما يحتاجين من أصل الخلقة كأنهن الياقوت والمرجان، الياقوت في حمرته الصافية جداً والجميلة جداً المرجان كذلك، فيما يكون على الخد على جزء من الخد.
يقول الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى هذا بالنسبة للون اللون الأصلي من دون تكلّف من دون عمليات ومساحيق وشغل وعمل ومكياج ومدري ايش، يقول الله تعالى [فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ] في خيام الجنة المصنوعة والمكونة من اللؤلؤ ومن الزُمرد ومن الأنواع الأخْـرَى [خَيْرَاتٌ حِسَانٌ] وهذا من أوصاف الحور في الجنة خيراتٌ في أخلاقهن ما يتميز به نساء أهل الجنة والحور في الجنة جمال راقٍ جداً، في الشكل وأخلاق عالية، وهذا شيء عظيم جداً،؛ لأنَّه في الدنيا البعض من النساء تكون جميلة ولكن لجمالها هي مدللـة وشايفة حالها حسب التعبير المحلي عسره وإلا منخطِّة وإلا أخلاقها متعبة إما إن فيها حالة شديدة من الانفعال أَوْ حالة كسل أَوْ حالة أي صفة يعني ما تجتمع من كُـلّ الجوانب، قليلٌ من النساء من تجتمع لها جمال في شكلها في خلقها ومعه أخلاق عالية جداً ودين ومدري ايش واهتمام بالزوج وتواضع وعناية به من كُـلّ الجوانب إلى آخره.. أما هناك جمعنا بين الأخلاق الراقية جداً، خيراتٌ أهلات خير في أخلاقهن في معاملاتهن في نفسياتهن في كُـلّ م ايتصل بذلك سلوكها أخلاقها نفسياتها معاملاتها إلى آخره.. خيرات، حِسَانٌ حسن الجمال حسن اللون حسن الرشاقة حسن في الخلق التكوين فجمعنا بين المسألتين هذا جانب يُمَـثِّـلُ جاذبية كبيرة جداً، يقول عنهم أيضاً [عُرُبًا أَتْرَابًا] عُرباً يعني متوددات ومتحببات إلى أزواجهن، أخلاقها راقية جداً، ما هي عسرة ما هي جافية ما هي معرضة ما هي باتعامل زوجها بجفاء أَوْ تعامله بإساءة أَوْ بقلة احترام أَوْ بقلة تقدير أَوْ بقسوة عليه، لا، أبداً، دائمة التودد اللطف حسن التعامل مع زوجها ترغبه أيضاً تمثّل جاذبية مستمرة في تعاملها معه راقية جداً يعني، أترابا؛ لأنَّهن متعددات فبالتالي هنَّ متكافئات ومتقاربات، في مستوى الجمال في مستوى الجمال وفي مستوى الشكل والعمر، بمعنى ماهو وحده منهن عجوز ووحده شابه، با يخلي صاحب الجنة العجوز ما عاد يبقى عليها وينجذب للشابة ماعاد يشتي إلا عندها، لا، جو قد هي كبيرة جداً وذيك عادها صغيرة جداً، لا، متقاربات أيضاً بينهن نديّة في الجمال ما تلك جميلة مثلاً والأخْـرَى هاه حالتها حاله يعني مسكينة، فينجذب نحو تلك ويترك الأخْـرَى، هنَّ في نديّة ولو أنهن ق يكن مختلفات يعني كُـلّ لها شخصيتها لها جمالها لها ميزتها لها وتلك الأخْـرَى أيضاً لها شخصيتها لها جمالها لها ميزاتها وتلك الأخْـرَى كذلك، إن ذهب إلى قصره في الجنة في جانب من جوانب الجنة عالم هناك أمامه في تلك الجهة من جهات الجنة مثلاً عالم كبير جداً، يعني افترض لو أنك في الدنيا مثلاً معك في كُـلّ قارة في الدنيا سكن معك بساتين معك زوجة ومعك في قارة أخْـرَى ما بالك على مستوى أَوْ دول مثلاً في دولة كذلك أَوْ أقطار قطر كذا أَوْ مناطق عالم الجنة عالم واسع جداً، تذهب إلى مزرعة لك في جهة من جهات الجنة معك فيها خيمة معك فيها من الحور العين معك فيها الخدم معك فيها وسائل الحياة كاملة، تذهب إلى جهة أخْـرَى من جهات الجنة بلاد بعيدة جداً في الجنة معك فيها كذلك، عالم غير ممل يعني، تتنقل تذهب تجئ معك هناك القصر المزارع الزوجة إلى آخره, معك هناك كذلك معك هناك كذلك وحياة أبدية يعني، تتسع لكل هذا، [عُرباً أترابا] فيدخل في مفهوم أترابا ما يتعلق بالندية بينهن في مستوى الجمال والشخصية إلى آخره.
يتوصل للإنْسَـان كُـلّ هذه الأشياء وفي بيئة الجنة الراقية الجنة بكلها بيئة ومناخ راقٍ جداً يعني في الدنيا بعض البلدان تراها مثلاً في الصور أَوْ في مشاهد التلفاز خضراء جداً جداً ويتوفر فيها المياه لكن فيها مشكلة الحرارة الشديدة، بلاد حارة للغاية، وفيها أوبئة وفيها حيوانات خطيرة على حياتك وفيها يعني وأَكْثَـر الأشجار التي تشاهدها جميلة ليس فيها أشجار فواكه ولا ثمار للأكل للطعام، نقص من كُـلّ جانب، أما هناك كُـلّ شيء متوفر على أرقى مستوى والبيئة نفسها بيئة معتدلة ومريحة جِـدًّا لا أذية في الشمس ولا أذية في البرد، [لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا] يقول الله [وَلَا زَمْهَرِيرًا] فلا أذية البرد البرد القارص الذي يؤذي ولا حرارة الشمس مزعجة هناك، راحة بيئة في كُـلّ مكان في الجنة في كُـلّ مكان في الجنة بيئة ملائمة وراحة وما هناك أي متاعب في الدنيا قد تتوفر لك الثروة الإمكانات المتطلبات الرغبات، ولكن يضاف إلى ذلك عبء المسؤولية، أنت تاجر أنت مشغول بتجارتك تتابع أعمالك تتابع أعمالك تحمل هم بيعك وشرائك تتابع عندك هموم عندك مشاكل عندك انشغالات كثيرة، أَوْ مزارع كبير عندك مزارع ضخمة فأنت مشغول بمتابعتها ومتابعة شوؤنها ومتطلباتها واحتياجاتها والانتباه لها وتحمل هماً، أما هناك مع كُـلّ ما يعطيك الله ويتوفر لك ويتهيأ لك، ما هناك شغل ما هناك تعب، أنت مرتاح ولهذا كثيراً ما ورد في القُـرْآن الكريم [مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ] [مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ] آيات كثيرة تعبر هذا التعبير جالسين مرتاحين ما عندهم هم ولا شغل ولا مشاكل ولا متاعب ولا مسؤوليات ولا أعباء ولا ما يشغلهم أبداً، ما عاد عندك أي تعب أبداً، يزعجك ويشغلك، هم مرتاحين على الأرائك عندهم الكنب والكراسي الفاخرة جداً التي يجلسون عليها، ومخدومين لتوفير متطلباتهم واحتياجاتهم [وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ] يطوفون عليهم حتى ما تحتاج تقوم لحاجة من حاجاتك لو عرضت حاجة أَوْ رغبت في شيء ما هو يطوف عليك بين كُـلّ آونة بين كُـلّ فترة وأخْـرَى إِذَا حاجة إِذَا خدمة إِذَا أنت تريد شيئاً وخدم على مستوى راقي جداً [كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ] خدم على درجة راقية من النظافة والجمال يقرّب لك ما يقرب لك من طعام أَوْ شراب وهو نظيف جداً كاللؤلؤ المكنون، ودورهم هو الخدمة هذه توفير متطلبات طعام شراب أي خدمات تريد أن يأتي بها إليك.
مع النعيم المادي في توفير كُـلّ المتطلبات والملذات التي يريدها الإنْسَـان من أكل شراب طعام الزوجة كُـلّ هذا النعيم هناك أَيْـضاً الراحة النفسية ما يشوب هذا النعيم أي منغصات؛ لأنَّه هناك لا هم ولا حزن ولا مرض ولا غم ولا هرم ولا وجع ولا أي منغصات أبداً، يحكي الله عنهم في الجنة عن أهل الجنة في الجنة وقالوا هم أدركوا النعمة نعمة الراحة النفسية لاحظوها أَيْـضاً هم [وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ] حزن الدنيا راح وانتهى، كم يحمل الإنْسَـان في هذه الدنيا من أحزان كم وكم لكن هناك خلاص راحت وصل الإنْسَـان ذاك النعيم تلك السعادة طار حزن الدنيا وانتهى أَبـَـداً ولا حزن يأتي آخر أَبـَـداً [وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ] هم أدركوا هذه النعمة نعمة الراحة النفسية [إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ [34] الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ] دار الاستقرار، ما هناك ما يزعجك ما هناك ما يشكل خطورة عليك حيث أنت تسكن تضطر إلى الانتقال ما هناك نازحين وما هناك مشاكل ولا هناك مسؤوليات أَيْـضاً تستدعي أن يذهب الإنْسَـان ويجيء لا مسؤوليات معيشية ولا غيرها، [إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ [34] الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب]، ما هناك أعمال متعبة نحتاج نقوم بها فنتعب للقيام بها ولا آثار الجهد النفسي والعملي الذي هو اللغوب هذا اللغوب بعد الكد أثناء التعب أثناء نتيجة الجهد النفسي والعملي والبدني الذي يصيب الإنْسَـان ما بش مرتاحين على طول على طول ما عاد بش أي أعباء هناك ولا متاعب أبداً نهائياً.
وتعيش في هذه الحياة السعيدة الهنيئة المتوفر فيها كُـلّ الرغبات والمتطلبات وأنت في واقع محترم ومكرّم ما أحد يؤذيك ما أحد يسيء إليك ما أحد يخدش كرامتك ما أحد يسيء إليك بما يجرح مشاعرك ولا حتى كلمة مزعجة تجرح مشاعرك ذلك العالم هو عالم السلام الحقيقي حتى الكلمة المزعجة أَوْ الكلمة المؤذية أَوْ الكلمة الجارحة لمشاعرك ما تسمعها [لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً] [لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا] في الدنيا هذه كم تسمع وتسمع مما يزعجك مما يؤذيك مما يسيء إليك مما يجرح مشاعرك مما مما، كم وكم وكم ملان الدنيا، أما هذا الزمن تطور تطورت كُـلّ هذه الأشياء الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل ووسائل كثيرة تستغل للغو، ولا الكلام المسيء لا كلام منحط لا كلام بذيء لا كلام فاحش لا كلام فيه افتراء لا كلام ظالم لا كلام، كُـلّ اللغو بكل أشكاله هناك الكلام السليم الذي لا يجرح المشاعر لا يسيء لا يؤذي لا يزعج لا ولا ولا أي شيء، والكلام الطيب السليم الراقي النزيه النظيف وهدوا قال الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى [وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ] في معاملاتهم في سلوكياتهم راقين وطيبين وطاهرين ونظيفين وسليمين السلوكيات السيئة ما بش منها هناك في عالم الجنة أبداً، العلاقة الودية هي السائدة بين أهل الجنة ما هناك بين هذا وذاك لا غل ولا حسد ولا تنافس ولا تطامع ولا أي شيء، العلاقة السائدة هي الأخوّة وانعدام كُـلّ أشكال الغل والإحن [وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا] إخواناً كلهم متآخين أهل الجنة كلهم متآخين أهل الجنة عالم أخوة ما في أَبـَـداً أخوة راقية أخوة أهل الجنة ماهي مثل أخوة البعض في الدنيا قال بين أرحمك مثل أخي قال أحبك كأخي قالوا كيف كانت محبة الأخ قال يكرهه كره شديد هههه هناك لا أخوة راقية جِـدًّا على سرر متقابلين لهم مجالس للاجتماعات الأخوية والودية التي يتذاكرون فيها أحوال ما هم فيه ويرتاحون باللقاء مع بعضهم البعض ويشربون من شراب الجنة مع هذا يجمع الله شمل الأسر المؤمنة منذ ساحة المحشر وفي الجنة الأسرة الصالحة المؤمنة المتقيّة الذين جمعتهم رابطة التقوى فكانوا متقين في هذه الدنيا يجتمع شملهم في الجنة على الخير على السعادة في تلك الحياة الطيبة والهنيئة يقول الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى: [وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ] يعني من دون نقص لا في عمل الآباء ولا في عمل الأبناء كذلك في دعاء الملائكة المذكور في القُـرْآن الكريم [رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُمْ وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ] وكذلك يشير إلى هذا في سورة الرعد.
مجاوَرة أنبياء الله والصفوة من عباد الله
مع هذا وذاك ومن أعظم ما في الجنة ومن أكرم ما في الجنة هو مجاورة أنبياء الله والصفوة الطاهرة من عباد الله نجاور في الجنة – نسأل الله أن يدخلنا الجنة – أنبياء الله نعيش معهم يمكن أن تلقاهم أن تلتقي بهم أن تزورهم أن تتشرف وتنعم بالزيارة لهم والسماع لهم واللقاء بهم والمشاهدة لهم هذا يعتبر من أعظم ما في الجنة عندما تذهب لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله عندما تشاهد نبي الله إبراهيم نبي الله موسى أنبياء عظماء كذلك من الصديقين يمكنك في الجنة أن تشاهد الإمام علي تلتقي بالإمام علي تلتقي بالإمام الحسن بالإمام الحسين بأولياء الله والصفوة الطاهرة من عباد الله في كُـلّ عصر وزمن وهذه نعمة عظيمة نسألُ الله أن يجعلنا مجاورين لهم وأن يمُنَّ علينا بلقائهم ويجمعَنا بهم في مستقرِّ رحمته.
يقولُ اللهُ تعالى: [وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا] ما أعظمها من رفقة وما أحسنها من رفقة مع هذا وذاك مع النعيم المادي والسعادة والراحة والحياة الهنيئة والطيبة، هناك كُـلّ هذا يأتي في جو من التكريم كلهُ كُـلّ هذا النعيم منذ استقبالك في أبواب الجنة تحظى بالتكريم والاحترام من الملائكة كُـلّ أشكال الحياة في الجنة حتى الخدمة حتى كُـلّ ما يقدم لك ما تصل إليه في جو من التكريم وهذا شيء عظيم جداً والإحساس بأن هذه ضيافة الله كرمة الله رحمة الله فضل من الله هذا كلهُ يبقى مع كُـلّ ما تصل إليه وتنعم به هناك لدرجة التكريم هناك لدرجة أن يزورك الملائكة أن يدخلوا إليك إلى بيتك إلى قصرك إلى مستقرك في الجنة يقول الله [وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ] زيارات ووفود إلى كُـلّ واحد من أهل الجنة كُلاً لهُ زوارهُ من ملائكة الله بالترحيب بالاستقبال بالتكريم سلام عليكم هذه أجواء الاستقبال والترحيب [سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ] هذه كانت عاقبة صبركم في الدنيا يوم صبرتم في جهادكم يوم صبرتم في عنائكم يوم صبرتم في أعمالكم الصالحة يوم صبرتم وحبستم النفس عن شهواتها وأطماعها وأهوائها التي كانت معصية إلى أخره، فنعم عقب الدار وصلتم إلى أحسن عاقبة إلى أحسن دار دار الجنة ونودوا في الجنة وهم يذهبون بين بساتينها ومروجها وينابيعها وأنهارها عن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون شوفوا عملكم نتيجةُ الطيبة نتيجته العظيمة ما وصلتهم إليه شرف كبير ومع هذا النعيم والتكريم العظيم ليسوا قلقين من إمكانية موتهم يقلك الحياة هناك مؤقتة لا أَوْ إمكانية إخراجهم [لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ] باقين على طول حالين للأبد لا يذوقون فيها الموت ما هو هام إنه صح هناك نعيم وراحة وبعدين با يزداد الانسجام ماعاد بده يفارق ذلك النعيم مابش موت لا يذوقون فيها الجنة الموت خالدين فيها أبد وتكررت هذه خالدين فيها خالدين فيها في القُـرْآن الكريم وأيضاً لا ملل على طول الحياة هناك وعدم انقطاعها نهائياً مابش ملل؛ لأنَّ الجنة عالم واسع جداً جداً جداً يمكن تمضي في كُـلّ بقعة فترة طويلة جداً وتأتي بقعة أخْـرَى فيها جو جديد من الحياة شكل جديد نعم إضافية تجدد للعطاء الإلهي ومع ذلك يقول الله عنها خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ما يشتوا يرحلوا أبداً ويتجدد النعيم في كُـلّ مرحلة في كُـلّ فترة تأتي أشياء جديدة من كرم الله من رحمة الله من عطاء الله [فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ] ومع هذا وذاك يلتقون يتذاكرون أجواء الدنيا كيف وصلوا إلى ذلك النعيم وكيف فازوا ذلك الفوز العظيم يقول الله عن اجتماعاتهم في الجنة وتذاكرهم إلى ما وصلوا إليه [وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ] كيف وصلنا إلى هذا النعيم إلى الجنة كيف نجونا من عذاب الله كيف فزنا هذا الفوز [قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ أيام الدنيا فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ [26] فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ [27] إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ ۖ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ] جانبين أساسيين أَوْ جانبان أساسيان جداً الإشفاق في الدنيا الخوف من الله والحذر من المعصية نتج عنهما طاعة وإنابة استمرار في طاعة الله اتجاه نحو العمل توبة عند الزلل رجوع إلى الله عند المعصية حذر من الإصرار انتباه وهكذا ومع هذا الخوف من الله الذي ابتنى عليه عمل صالح وتوبة من الزلل من المعاصي هناك وتخلص من المعاصي والمظالم قابل ذلك أيضاً التجاء إلى الله اعتماد على الله تضرع دعاء دعاء هذان الجانبان أساسيان للنجاة لا تتكل على نفسك ولا تركن على نفسك ولا على عملك كن متوجهاً دائماً إلى الله بالدعاء أرجو رحمته توكل عليه أمل فضله ركز بشكل كبير دائم ومستمر على الدعاء أوراد أوقات بشكل أَوْ بأخر عندما تعيش ظروف معينة حالة مستمرة أنت عليها وبرنامج مستقر ومستمر ومتواصل أنت فيه من الدعاء في أوقات في أوراد إلى آخره بتضرع من أعماق نفسك بمشاعرك بإقبال من قلبك إلى الله سبحانهُ وتعالى واهتمام بالعمل وتنمية لحالة الخوف من الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى والرجوع إلى الله سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَـى ينتج عن ذلك فوز بالجنة أمن من عذاب الله إلى جانب ذلك النعيم العظيم الأمن من عذاب الله ومن سخطه ومن ناره وهذه نعمة كبيرة جداً أنهم حظوا بالسلامة من عذاب الله ووصلوا إلى ذلك النعيم العظيم.
اللهُ يدعونا إلى هذا النعيم فتح لنا آفاقَه، الأعمالَ التي نصلُ بها إلى هذا النعيم العظيم هي في وسعنا (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) والإنْسَـان في هذه الحياة إِذَا لم يتجه في طريق الجنة هو يتجه إلى طريق النار يتعب فيها يعاني فيها يخسر فيها يضحي فيها يعاني فيها العناء الشديد وهي طريق العسرة يعني أَصَـلاً أما طريق الجنة فهي الطريق الميسرة التي يعطي الله فيها العون والإنْسَـان أصلاً ليس معنى ذلك أنهُ إِذَا سار ورأى شهواته ورغباته في هذا الدنيا أنهُ ينال كُـلّ ما يُريد لا يحصل في هذه الدنيا على حلوها ومرها ولا يسلم من عنائها أبداً طريق الجنة أفضل أيسر خيرٍ للإنْسَـان والأفضل للإنْسَـان أن يستجيب لدعوة الله فيسارع يسارع يتجه نحن في هذا الشهر الكريم من المهم أن يرسخ الإنْسَـان فيه إيْمَـانهُ بوعد الله ووعيده الجنة تجلٍ لرحمة الله وكرمه ورحمة وفضله.
نَسْأَلُ اللهَ سُـبْـحَـانَـهُ وَتَـعَـالَـى أَنْ يُوَفِّقَنَا لما يُرضيه عنَّا وَأَن يَرْحَمَ شُهْدَاءَنا الأبرارَ وأن يَجمَعَنا بهم في مستقرِّ رحمتِهِ وَنَسْأَلُه أن يشفيَ جرحانا وأن يفرِّجَ عن أسرانا وأن ينصُرَنا بنصرِهِ ويُعينَنا بعونه..
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..