الذبح على الطريقة الأمريكية
صالح مصلح
لا نكاد ننسى جريمةَ العدوان الأمريكي السعودي بقصفه مكتبَ دار الرئاسة، إلا وارتكب العدوُّ الطاغي جريمةً أخرى أقسى وأبشع وأشنع، وكأنه لا يريدُ لذاكرة أبناء الشعب اليمني أنْ لا تنسى وحشيتَه ودمويتَه وظُلمَه وإجرامه.
فمنذ 26 مارس 2015 لا يخلو يومٌ إلا وارتكبت طائراتُ العدوّ الأمريكي السعودي مجازرَ بحق المدنيين من أبناء الشعب اليمني في مختلف المحافظات وسفكت دماءَهم؛ تعطشاً منها لسفك دماء هذا الشعب؛ وإشباعاً لغرائزها الشيطانية في ممارسة القتل.
وهذا ليس بغريبٍ على حِلفٍ رأسُه أمريكا وإسرائيل الذين عُرفوا بجُرأتهم على الله وقتل أنبيائه، ناهيك عن قتل المستضعفين من الناس واحتلال أرضهم ونهب ثرواتها، فللوصول إلى غايتهم في إعادة وصايتهم على اليمن يُبيحون قتلَ كافة أبناء الشعب اليمني في مقابلِ ذريعة إعادة عميلهم “هادي”.
وبكل وقاحة، يدمّرون الطرقاتِ والمستشفياتِ والمدارسَ والمصانعَ والمزارع، وينادون أن كُـلَّ عملهم ذلك من أجل مصلحة الشعب اليمني، ينهبون ثرواتِ الشعب ويحاصرونه ويمنعون وصول أية سفينة محمّلة بغذاء أَوْ دواء ويدّعون ألمهم على جوع أبناء الشعب الذين يحاصرونهم.
وما أَستغرِبُ له بعد كُـلّ مجزرة بشعة بحقنا أن صوتَ ألمنا ووجعنا من تلك الوحشية يظلُّ خافتاً، وصراخات وأنّات الثكالى لا تجدُ آذاناً تسمعُها، فقد استطاع عدوُّنا أن يشتريَ أغلبَ الأقلام اليمنية المؤثِّرة وإذا بنا نكتشفُها عميلةً خائنةً تسخر كُـلّ حرف تكتبُه لبيع وطنها واستباحة سيادته، وتبرير وتبسيط جرائم تشخص لها الأبصارُ لم يسبق أن ارتُكبت في التأريخ، إلا أن أمريكا تصدّرت قوائم المجرمين والقتلة وتعرّت لكل مبصر بصورتها القاتمة السوداء.
نعم، فيوماً بعد يوم يتضح للعالم أن ما تتشدقُ به أمريكا عن الحرية وحقوق الإنسان ليس إلا ادّعاءات كاذبة لمخادعة الشعوب، وإلا أين هي حقوق المدنيين من أبناء الشعب اليمني الذين تقتلهم الطائرات الأمريكي لأكثر من ثلاثة سنوات، أين هي حقوق النساء اللاتي تقتلها الصواريخ الأمريكي وهي تحمل أطفالها؟، أين هي حقوق الأطفال النائمين في منازلهم وقد صاروا جثثاً هامدة أَوْ جرحى تحت أنقاض منازلهم؟!.
لقد افتضح الجميع وأصبحنا على قناعة بأن كُـلّ تلك المؤسسات الدولية والأمم المتحدة ومجلس الأمن ليست سوى أدوات بيد الأمريكي والإسرائيلي يستخدمُها للهيمنة على العالم، وقمع الشعوب.
وفي الأخير، إني على يقينٍ بأن الشعبَ اليمني وبرفده للجبهات وصموده وصبره وأخلاقه وقِيَمِه هو من سينتصِرُ لكل المستضعفين في العالم، وبثقته بالله وتوكله عليه وتحَـرُّكه الجادّ سينبلج فجرُ النصر ويزولُ الطغاة.