مجلس الأمن يغرق في اليمن
محمد بن طعيمان الجهمي
الأُمَـمُ المتحدة غرقت في مستنقع الشأن الإنساني في اليمن بالسمسرة والمتاجرة والصمت المخزي وخيانة العهود والمواثيق الدولية التي نصبها المجتمع الدولي راعياً لحقوقها وأميناً على حمايتها وحامياً لها من سطوة ونازية كبار الدول وحلفاء المصالح والذرائع الجوفاء لأجلها بمبدأ الغاية التي تبرر الوسيلة.
مكتفيةً بفُتات الإغاثة والمعونات التي تقدمها لها أطراف العدوان عبر المنظمات التابعة لها لذر الرماد على عيون المغفلين؛ لاتقاء عين السخط الإنساني التي ترمقها في بلد المعاناة والحصار والمظلومية.
ونؤكد كُـلّ ذلك بالدليل القاطع:
1- التواطؤ الذي جعل من الأُمَـم المتحدة خصماً غير شريف في الصراع وتعطيل النظم والقوانين المتعلقة بالشأن الإنساني وحماية المدنيين وحفظ حقوقهم وتحولها إلى غطاء حميم على جرائم التحالف في اليمن ويكفي لإدَانَة الأُمَـم المتحدة شريحة الأطفال والخدمات الطبية وجريمة الحصار التي انتهكتها دول تحالف العدوان في اليمن في ظل صمت المتحدة.
2- تعاملها بمصطلح القلق إزاء كُـلّ الجرائم البشعة على أيدي دول التحالف وإسدالها الستار عن كُـلّ الصلاحيات المخولة لها بقُـوَّة القانون الدولي والنظم والمرجعيات الدستورية الحقوقي منها والإنساني والاكتفاء بالإدَانَة الإعلامية لواقعة الجرائم المشهودة والمنظمة دون أي تحقيق دولي منتج لاتخاذ قرارات الإدَانَة والصرامة وفرض السلام ونزع الثقة تفادياً لتكرار الجرائم.
3- بعد قتل أَكْثَـر من 35 ألف مدني على يد التحالف المجرم في اليمن وحرب تدمير وحصار لأَكْثَـر من 3 سنوات على اليمن.. سمحت الأُمَـم المتحدة لشن حرب همجية على مدينة يمنية تكتظ بالملايين من الشعب اليمني في الحديدة وعلى يد الدول التي قتلت الخمسة والثلاثين الألف مدني طوال الحرب في اليمن.
وغضت الطرف عن أسوأ الكوارث الإنسانية بحق ميناء يمثل آخر رمق لحياة اليمنيين ويمثل شريان الحياة لهم وكأن الحرب في طور البداية ولا أثر للمعاناة فيها على اليمن مطلقاً..؛ بدليل خطابها الذي طالبت فيه الأطراف بتخفيف التصعيد والنصح بتجنيب المدنيين الضرر.
4- وعلى ضوء ذلك لم نسمع للأُمَـم المتحدة أية مطالبة للتحالف بتقديم خطة تتضمن سلامة المدنيين وسلامة الميناء وتوفير ملاذٍ ومأوىً للنازحين وفرض الرقابة اللازمة لتنفيذ خطة الطرف المهاجم للحديدة وسكانها على الأرض حضورياً، مما يوكد إدَانَة كاملة للأُمَـم المتحدة بالتواطؤ مع التحالف لإغفالها ضمانات السلامة للميناء والمدنيين والنازحين.
5- ممارسة الابتزاز والضغط على اليمنيين عن طريق الوسيط والمبعوث الدولي الذي حضر إلى صنعاء في خضم معركة الحديدة والانتهاكات الإنسانية، الهجمة الشرسة على الحديدة، وذلك لمصلحة الطرف الآخر من دول تحالف العدوان على اليمن المهاجم بالعدوان على الحديدة تحت ذرائعَ واهية لا صحة لها.
6- طوال شهر من العدوان على الحديدة، لم تفرض الأُمَـم المتحدة أية هدنة رغم فشل التحالف بتحقيق أي تقدم ورغم نزوح الآلاف من المواطنين إلى صنعاء وقتل وإصابة العديد من المدنيين، وإلى يومنا هذا لم نسمع بفرض هدنة من قبل الأُمَـم المتحدة رغم الانتهاكات الإنسانية.
7- ميزان عدالة الأُمَـم المتحدة ظهر مختلاً في اليمن وبلا حيادية وأَصْبَـحت تمارس دور مباركة الإجراءات التي يتخذها تحالف العدوان على اليمن في جريمة نقل البنك وتحويل الرواتب إلى قبضة الطرف الآخر ليمارِسَ الحرمان والمعاناة بأريحية بلا حسيب أَوْ رقيب أُمَـمي أَوْ حتى إجراء تحقيق وإدَانَة ضد تنصل التحالف عن التزاماته التي بنى عليها تلك الإجراءات الظالمة بحق شعبنا، وممارسة التحالف لأسوأ صور الاحتلال ونهب الثروات وقهر الشعب اليمني وتعذيبه..
كذلك قامت الأُمَـم المتحدة بفتح جميع المنافذ الواقعة تحت سيطرة التحالف.. وأغدق المساعدات لثلث السكان من تعداد الشعب اليمني غير المحاصر بمحيط سيطرة العدوان.. واكتفت بتوزيع الفتات لثلثي السكان من الشعب اليمني الواقعين ضمن مناطق السيطرة للعاصمة صنعاء.
8- مكنت الأُمَـم المتحدة، دولَ تحالف العدوان على اليمن، إضافة قائمة من الممنوعات والحمولات التجارية ومنعها من الوصول إلى ميناء الحديدة خارج مضمون القرار 2216 الذي حظر السلاح ومشتقاته على اليمن، مما يؤكد تنصل مجلس الأمن عن هيبته وصلاحياته ومشاركته لجرائم الجلاد على الضحية.
9- قامت الأُمَـم المتحدة بمباركة العدوان على اليمن بموجب صدوره من البيت الأبيض رغم عدم صدور قرار أُمَـمي بذلك وفق المعمول به أُمَـمياً على مر التأريخ.
10- أسقطت الأُمَـم المتحدة شرعيةَ مبعوثها الأُمَـمي الأول إلى اليمن جمال بن عمر الذي كشف للرأي في إحاطته الأخيرة توافقَ اليمنيين على التسوية والحوار ورمت بنفسها إلى أحضان دول التحالف ولحقت بمرتزِقة اليمن من أطراف التسوية والحل الذي تم على يد مبعوثها جمال بن عمر، بل ورضخت الأُمَـم المتحدة لإغراءات دول العدوان، وعمدت إلى تغيير المبعوث الدولي نزولاً عند رغبة دول العدوان على اليمن ومنذ ذلك الحين، ومجلس الأمن أسير مسلوب الإدارة وفق المصالح والمتاجرة بمعاناة اليمنيين واطالة أمد الحرب إلى اليوم.
– كُـلّ ذلك أوردناه على سبيل الإيجاز لا الحصر، وما خفي وفاتنا سردُه في هذه العجالة كان أعظم وأسوأ نذالةً وسمسرةً وخيانةً لأسوأ إدارة مجلس أمن عرفه التأريخ.
– وعليه.. تجبُ مناهضة جريمة سبق الإصرار والترصد الذي مارسته الأُمَـم المتحدة لدمار اليمن وقتل اليمنين والمتاجرة بمعاناة شعبنا ووطننا اليمني المظلوم.
– ونضَعُ العالَــمَ وكُـلَّ ذوي الشأن والاهتمام والإنسانية في صورة هذه الملاحظات؛ لوقف عبث مجلس الأمن ودول العدوان الوَجهان لعُـملة واحدة.
ويا أحرار العالم.. افيقوا من سُباتكم قبل فوات الأوان.