ما زلتَ سيدَ الأحرار
حمير العزكي
ما زلتَ يا سيدَ الأحرار والمقاومة، صوتَ الضمير الإنساني الحي الرافض للطغيان والمواجِه للقوى الظالمة، وأنموذج القيم الاسلامية السمحاء في نُصرة المستضعفين، ومثال العروبة الأصيلة في الإباء والشموخ والمروءة والشهامة والنخوة والحمية والغضبة العارمة..
ما زلتَ يا سيدي تتملكُ مشاعرَ قلوبنا البيضاء بنقاء روحك المؤمنة، وَتأسر أحاسيس صدورنا بحضورك النوراني المتألق، بسناء الحق الذي حملته وجعلته قضيتك، وَضياء الهدى الذي ورثته واتخذته رسالتك، وأصداء مسيرتك التي اقتفيت فيها خُطَى أجدادك الأعلام الهداة..
ما زالت مواقفُك يا سيدَ الوفاء تكسو سماواتنا بالبَهاء وَجبالنا بالكبرياء وأرضنا بالعطاء وَبحارنا بالثورة الهادرة كصوتك المزمجر في وجه الأعداء، تضمد جراحنا، وتواسينا فيما سفك من أروَاحنا، مباركة أفراح انتصاراتنا، ومشاركة أتراح معاناتنا، تذود عنا ما استطاعت وبما استطاعت بلا كلل، وتجود علينا بالمتاح من القول والعمل..
ما زلتَ يا سيدَ الانتصارات التي ولّت بأزمنة الهزائم، قائماً بالواجب الذي تخلّت عنه العروشُ والعمائمُ، مقاوماً مدافعاً مناصراً وناصراً لقضايا الأُمَّـة لا تخشى لومةَ لائم، تعجب الأحباء بقُربك وَحبك وعطفك ولطفك وموفور ودك، وترهب الأعداء بحماسك وبأسك وحزمك وعزمك وصادق وعيدك ووعدك، فأنت الأملُ الباسقُ والوعدُ الصادق..
ما زلتَ يا صاحبَ السماحة، ذلك العربي الحرُّ الأبيُّ الذي حمل في سبيل الله سلاحَه، فأدرك العزة والكرامة ومعهما النصر والسلامة، ووضع عن كاهله إصْـر الهوان وأغلال الإذلال، فحرّر الأوطان وقهر وطرد الاحتلالَ، وأعلى راية المقاومة التحرّر ورعى مشروعَها المنتصِرَ حتماً..
ما زلتَ يا سيد حسن، تنصر اليمن، ضارباً عرضَ الحائط بالقوى المستكبرة والأنظمة العربية المنحلة المستعمرة، وكم زِدتنا اليوم فخراً بجهاد أبطالنا في الجيش واللجان الشعبية، وأنت تقول “يا ليتني كنت معكم” ويا لها من مكرُمة ومزية، فأنت ومن أنت؟ لم نملك بالحرف إنصاَفك، فكيف ندرِكُ بالحربِ أوصافَك؟