المشاريع الصهيونية باتت فاعلة في الشرق الأوسط!
ناصر عجمايا
لا يخفى على أحد من عامة الناس، المُخَطّط الأنكلوأميركي الصهيوني المرسوم منذ بداية تقسيم المنطقة، وفق اتّفاقية دولية ما بعد الحرب العالمية الأولى (سايكس بيكو)، المنفذة بالتقاسم بين الدول الأوروبية المتعددة، منها إنكلترا وفرنسا وإيطاليا؛ تنفيذاً لدورهم المشؤوم في السيطرة المباشرة وغير المباشرة على شعوب المنطقة ودولهم المقسمة، بخضوعهم خارج إدارتهم للحكومات الدكتاتورية المتعاقبة التي تم تنصيبها من قبل المحتلين، التي نفذت وتنفذ السياسة الغربية بالمسمومة على حساب شعوب المنطقة برمتها، مقابل حفاضها على السلطات بامتيازاتها الكاملة مستحوذة على الكراسي الفارهة الفاخرة، وفقَ مبدأ تنفيذي متدرج عددياً ضمنياً دون نقاش ولا حوار، ببرنامج مدروس سلفاً ينفذه الحكام الاستبداديون في منطقة الشرق الأوسط؛ لتأمين الوجود الإسرائيلي ومصالحه الكاملة لخدمته الدائمة فعلياً عملياً، وظاهرياً محاربته إعلامياً واجتماعياً واقتصادياً وحتى حربياً عسكرياً، برخص دماء الشعوب الفقيرة والمغلوبة على أمرها والممارسة بالضد منها.
العراقُ نموذجاً وليس حصراً:
قبلَ التغيير والاحتلال للعراق في 2003 وما بعده ولحد اللحظة، العراق وشعبه يعانيان من قهر وضيم ودموع ودماء وانتهاك حقوق الإنْسَان وحتى تربة الوطن وخيراتها تحت الأرض وفوقها، سببه عمالة الحكام بجميع أنواعهم وأشكالهم، وخَاصَّـة ازدادت المآسي في ظل الطائفية والعنصرية القومية المقيتتين، وهما بعيدتان كُـلّ البُعد عن روح الوطن والمواطنة العراقية والقوانين العادلة التي تحترم الحقوق وتلتزم بالواجبات، كُـلُّ هذا وذاك ملغٍ بالنسبة للطائفية والعنصرية القومية؛ حباً وتشبثاً بمصالحهما الذاتية مع مزيداً من الفساد المستشري في داخلهما.
ليتواصَلَ السيناريو التدميري لسوريا في 2011 من قبل الغرب اللعين، بخلق حرب شبه أهلية تقليداً للوضع العراقي، بالرغم من احتلاله المباشر من قبل الانكلوأميركي، فأوجدوا الزرقاوي والخضراوي والداعشي والماعشي، وهكذا عزّز ويعزِّزُ دور الإسلام السياسي السوري، مدعوماً ومسانداً من قبل أميركا وحليفتيها بريطانيا وفرنسا، لتصل النار الملتهبة تونس ومصر على أساس الربيع العربي، مصدرين الديمقراطية المشوهة والحرية الفاشلة، التزاماً مع إباحية الفكر المدمّر للإنْسَان، وصولاً للفوضى الخلّاقة، محدثةً صراعاً دموياً قائماً في ليبيا واليمن بشكل مستمرٍّ ولحدِّ اللحظة على أساس طائفي مقيت، ناهيك عن تمزيق السودان إلى دولتين شمالية وجنوبية من دون استقرارهما، يفترض منهما بناء حياة جديدة آمنة في البلدين المنقسمين، مع حراك وصراع متواصل في عموم المنطقة، خدمة لمآرب إسرائيل ونواياها في تحقيق الأمن والأمان والاستقرار تمييعاً لحق الشعب العربي الفلسطيني، في العيش المسالم بقيام دولته المستقلة بعيداً عن سيطرة الجانب الإسرائيلي وبعدم ارتباطها الضمني بها.