القائد الذي يتمنى الجميع الجهاد تحت رايته
زيد البعوة
لا توجدُ شخصيةٌ في هذا العالم مشهورة مثل السيد حسن نصر الله في الشرق والغرب والشمال والجنوب عند العرب والعجم، الكثيرُ الكثيرُ من البشر يحبونه، والكثير الكثير من أشباه البشر يكرهونه، مجاهداً في سبيل الله وفي مواجهة بني صهيون منذ زمن بعيدٍ، ومنذ كان السيد عَبدالملك لا يزال طفلاً واليوم ها هي ذقنُه الشريفةُ قد غزاها الشيبُ بعد مراحلَ من العمر قضاها في حالة صراع مستمرٍّ لا يتوقفُ لكنه لا يعرف الرياء ولا يعرف الغرور، وأَكْبَــر دليل على ذلك حين اعترف لسكان هذه الأرض أنه يتمنى أن يقاتلَ تحت راية السيد عَبدالملك..
ما قاله وما تمنّاه السيد نصر الله حين قال للمجاهدين في جبهة الساحل الغربي: يا ليتني كنت معكم.. ليس من باب الرد على التهمة التي وجهتها دول العدوان لحزب الله حين قالوا إن العدوان تمكّـن من قتل عناصر من حزب الله في صعدة، ليس الأمر كذلك وفي نفس الوقت هذا ليس تواضعاً فحسب، فالسيد نصر الله يعرف مَن هو السيد عَبدالملك الحوثي ويعرف جيداً أَكْثَــر من كُـلّ المحللين السياسيين والمفكرين والأدباء والباحثين ماذا يعني أن تكونَ تحت قيادة السيد عَبدالملك، فهناك فرقٌ شاسعٌ بين التحليل السياسي وبين النظرة القُـرْآنية الثاقبة..
ولم يقلِ السيدُ نصر الله ذلك الكلامَ من باب رفع المعنويات للمقاتلين في جبهة الساحل الغربي ولا من باب الحرب الإعلامية والنفسية أَوْ من باب اغاضة العدوّ أَوْ مجرد تعبير إنشائي قائم على المديح والمبالغة، لا والله إنه قال ذلك الكلام من كُـلّ قلبه بصدق وإخلاص وهو على يقين وعلم ودراية أن هذا القائد الشابَّ الذي في اليمن يخوضُ معركة الدفاع عن شرف الأمة وكرامتها جديرٌ بأن يكونَ جميع العرب والمسلمين تحت قيادته..
وقد لاحظنا في أَكْثَــر من خطاب للسيد نصر الله وهو يصف السيد عَبدالملك بأنه قائد حكيم وفي خطابه الأخير أردف صفة الحكمة بصفتين أخرى، قال الشجاع والعزيز، وهنا علينا أن نفكر في هذه النعمة عندما يكون لدينا قائد حكيم قيادته قائمة على الحكمة؛ لأنَّه امتدادٌ لقيادة الرسول صلى الله عليه وآله التي تقودنا بشكل مباشر إلى الله سبحانَه وتعالى الذي من أسمائه الحسنى الحكيم والله قال في القُـرْآن (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا)، ثم عندما وصفه بالشجاع والعزيز فهذه أيضاً ليست مجرد صفات عابره يقولها في إطار الكلام وَفي رساله تعبر عن الحب والمودة لا، الموضوع أَكْبَــر من هذا بكثير فعندما يكون هناك قائد من آل بيت النبوة حكيم وشجاع وعزيز فهذا يعني أن طاعتَه والتسليمَ له من طاعة الله سبحانه وتعالى، وكيف لا يكون السيد عَبدالملك شجاعاً وهو يقود أَكْبَــر معركة في العصر الحديث في مواجهة أعتى طواغيت الأرض وكيف لا يكون عزيزاً وهو يرفض أن يكون عبداً للمستكبرين ولا يقبل أن يكون عبداً لأحد في هذه الدنيا إلّا لله الواحد القهار..
وهنا علينا أن نتساءل: هل يوجد هناك أحد منا أعظم من السيد نصر الله؟ هل هناك من هو منا أَكْثَــر خبرة وحكمة من السيد نصر الله؟ وهل هناك من هو أَكْثَــر إيْمَـاناً من السيد نصر الله؟ هل هناك منا من لدية تجربه طويله في الأحداث والصراع مع اليهود والنصارى أَكْثَــر من السيد نصر الله؟ وهل هناك أحد منا لديه خبرة في معرفة الشخصيات وتقييمها من خلال القُـرْآن والواقع مثل السيد نصر الله؟
كُـلّ الإجابات على هذه التساؤلات تقول: لا، لا يوجد، إذَاً فعندما نرى ونسمع السيد نصر الله يتمنى أن يكون فرداً مقاتلاً تحت راية السيد عَبدالملك، فهذا يعني أنه من خلال علمه وإيْمَـانه بالله وتجربته في الصراع وتجربته في الحياة وجد في السيد عَبدالملك القائد الجدير بالطاعة والتسليم والقدوة الحسنة..
كذلك الحالُ بالنسبة لكتائب الحشد الشعبي العراقية التي أعلن بعض قادتها وأغلب مقاتليها انتمائهم لأنصار الله في اليمن وقالوا: نحن نعتبر أنفسنا جنوداً تحت قيادة السيد عَبدالملك بدر الدين الحوثي وهكذا في البحرين وفي مختلف الدول العربية والإسلامية أَصْبَـح الجميع ينظرون إلى قائدنا وإلى شعبنا نظرة إعزاز وإكبار وإجلال ويتمنون أنهم يمنيون لكي يحظوا بشرف العمل والجهاد تحت قيادة السيد القائد عَبدالملك حفظه الله..
إنَّ هذا السيد القائد هو أملُ المستضعفين في هذه الأرض وهديةٌ من الله للمؤمنين المجاهدين ونعمةٌ كبيرةٌ من نِعم الله على عِباده تستحقُّ الثناء والشكر العملي وتستحق التسليم والطاعة والحذر الشديد من التقصير أَوْ التفريط أَوْ التخاذل تحت قيادة ربانية محمّدية علوية حسينية تواجه الطواغيت والمستكبرين وتجعلهم يركعون أذلاء صاغرين أمام جبروت الله وقهره..
هذه القيادة التي أثبتت بالقول والفعل والجهادِ أن الإسلامَ لا يقبَـلُ الهزيمة.